عقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات ولقاءات في السرايا اليوم، حيث استقبل وفدا من “المجلس الاقتصادي الاجتماعي والبيئي” برئاسة رئيس المجلس شارل عربيد وضم الوفد كلا من: نائب الرئيس سعد الدين حميدي صقر، رئيس الاتحاد العمالي العام بشاره الاسمر، والسادة: صلاح عسيران، جورج نصراوي، الدكتور انيس بودياب، والدكتور يوسف البسام.
وقال عربيد في تصريح بعد اللقاء:”التقينا اليوم دولة الرئيس ميقاتي، وعرضنا للواقع الاقتصادي والاجتماعي المتأتي من آثار العدوان على لبنان. طبعا ان المشكلات كبيرة جدا، إنما يبقى الأمل هو الاساس، فالشعب اللبناني مر سابقا في ظروف صعبة ولكن هذه الأيام قد تكون من الأصعب. أهم شيء هو المحافظة على الوحدة الوطنية وان نظل متضامنين متكافلين، وطبعا الأساسي هو وقف العدوان ووقف إطلاق النار، إنما هناك أمر اخر متى حصل هذا الامر، وهو ان نعود كلنا الى هذه الدولة التي تجمعنا، ومن هنا يبدأ العلاج.
وقال:”دائما هناك مطالبة بانتخاب رئيس للجمهورية إنما ما بعد هذا الشيء، تبقى المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والمجتمعية، والتغييرات التي نراها في المجتمع اللبناني، وهي أمر اساسي يجب معالجته”.
أضاف :”إن المجالس الاقتصادية في العالم حاضرة لمساعدة لبنان وهذه المحطة في فرنسا يوم 22 الحالي ستتضمن كلمة للبنان وسنشرح فيها الواقع الاقتصادي والاجتماعي وسنطلب منهم المساعدة مع حكوماتهم لدعم لبنان أكثر وأكثر أكان الدعم السياسي او المعنوي او حتى من ناحية المساعدات. فالمجالس الاقتصادية ترعى المجتمع المدني المنظم في بلدانها، والتنسيق كبير معهم ونحن نشكرهم على كل هذا الدعم”.
الحاجات كبيرة والامكانات قليلة، ولكن يمكن أن نصل بالتكافل والتضامن، وهنا دور المجلس الاقتصادي والاجتماعي. تحدثنا مع دولة الرئيس وسيكون لنا دور أكبر مع الهيئة العليا للاغاثة ومع هيئة الطوارىء لننقل لهم حاجات وطلبات الناس، وخصوصا المجتمع المدني الموجود في المجلس الاقتصادي لتكون المساعدات التي ترد موجهة إلى مستحقيها ومن هم بحاجة لها.
أما المرحلة الثانية فهي الذهاب إلى مساعدات نحن بحاجة اليها، فالمساعدات التي تصل ليست كلها صائبة، ويجب تنظيم هذا الامر، ليس لان الوضع سيطول، بل من باب الاحتياط لما هو اسوأ، هذه هو دورنا، ولكننا نكرر بالمطالبة بالوحدة والوطنية وبأن نرعى بعضنا بعضا ولبنان سينهض بالتأكيد والايام المقبلة ستكون أفضل”.
اضاف:” وضعنا دولة الرئيس ميقاتي في الدعوة التي وردتنا من المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي الفرنسي، وسيكون لنا كلمة في الهيئة العامة التي ستعقد في22 من هذا الشهر في موازاة الاجتماع الذي سيعقد في باريس في24 منه.
ان المجالس الاقتصادية في العالم حاضرة لمساعدة لبنان وهذه المحطة في فرنسا يوم 22 الحالي ستتضمن كلمة للبنان وسنشرح فيها الواقع الاقتصادي والاجتماعي وسنطلب منهم المساعدة مع حكوماتهم لدعم لبنان أكثر وأكثر أكان الدعم السياسي او المعنوي او حتى من ناحية المساعدات. فالمجالس الاقتصادية ترعى المجتمع المدني المنظم في بلدانها، والتنسيق كبير معهم ونحن نشكرهم على كل هذا الدعم”.
اليونيسف
وإجتمع رئيس الحكومة، في حضور وزير البيئة ناصر ياسين، مع نائب المدير العام لليونيسف تاد شعيبان ، ومدير مكتب برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم ماثيو هولينجورث. وشارك في اللقاء مستشار رئيس الحكومة زياد ميقاتي.
بعد الاجتماع، قال الوزير ياسين :”عقدنا اجتماعا مع دولة الرئيس وتركز البحث حول الوضع الطارئ والانساني الذي نقوم به والدور الذي تقوم به الحكومة بوزاراتها وإداراتها مع اليونيسف ومع منظمة الغذاء العالمي.هناك عمل ملح على صعيد تأمين المساعدات الإنسانية الغذائية وأمور النظافة وما يتعلق بالمياه والتعليم وهذا الامر يتعلق بدور اليونيسف وأيضا على مدى الأسابيع والأشهر المقبلة وكيفية العمل عليه اضافة الى التحضير لمؤتمر باريس في الرابع والعشرين من الشهر الحالي”.
شعيبان
من ناحيته، قال نائب المدير العام ل”اليونيسف” تاد شعيبان :”كان لي جولة أنا وزميلي كلاوس كوفمان من برنامج الأغذية العالمي في كل أنحاء البلاد، ورأينا التأثير العميق لهذه الحرب في لبنان خلال الأسابيع القليلة الماضية على الأطفال وعائلاتهم وعلى جميع الناس. يأتي هذا التصعيد الأخير على رأس عام من النزاع و آثار ” كوفيد”، والانكماش الاقتصادي، مما يدفع مستقبل الأطفال نحو الانهيار. رأينا العنف والنزوح واستمعنا الى الناس الذين قالوا أن ما يريدونه هو أن يكونوا آمنين في منازلهم، وسلام”.
أضاف:”نحن في حاجة إلى أن نرى وقفا لانتهاكات القانون الإنساني الدولي، ولا بد من حماية المدنيين والبنى التحتية المدنية. يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار، للمضي قدما. فلا يمكن لشيء أن ينجح إن إستمر النزاع، نحن نعمل عن كثب مع الحكومة اللبنانية، التي تقود هذه الاستجابة وتنسق العمل الذي نقوم به والدعم الذي نقدمه للأطفال الذين تركوا منازلهم”.
وقال :”يوجد الآن أكثر من 400,000 طفل خارج منازلهم. والشتاء قاب قوسين. نحن في حاجة إلى التركيز على مساعدتهم وحمايتهم عندما يصبح الجو أكثر برودة، ومع بدء العام الدراسي، يحتاج الأطفال إلى أن يكونوا قادرين على التعلم والعناية برفاههم النفسي والاجتماعي. لا يمكن أن يكون لدينا جيل ضائع آخر، ونحن جميعا ذاهبون إلى مؤتمر باريس بتصميم مشترك وهو وضع الأطفال أولا، ووضع حد لانتهاكات القانون الإنساني الدولي، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار”.
تجمع “الهيئات التطوعية الأهلية”
واستقبل الرئيس ميقاتي وفدا من “تجمع الهيئات التطوعية الأهلية في لبنان” برئاسة المنسق العام للتجمع الدكتور كامل مهنا الذي قال بعد اللقاء:”حيينا خلال هذا اللقاء الموقف الوطني الذي يقوم به دولة الرئيس مع الحكومة والخطة التي وضعت، وأكدنا جاهزيتنا للتعاون مع الوزارات المعنية ونحن نتعاون حاليا مع وزارة الصحة ومع الوزير ناصر ياسين، إنما بشكل عام كل ما يصل حتى الآن بالمقارنة مع الحاجات هو قليل جدا جدا، وكان هناك مطالبة من دولة الرئيس للضغط على أشقائنا العرب وعلى المجتمع الدولي وعلى أصدقاء لبنان من اجل وقف اطلاق النار ، ومن اجل تقديم المساعدات.
ونحن نشكر كل الدول التي قامت بتقديم المساعدات ولكنها تبقى متواضعة جدا بالمقارنة مع الحاجات التي قدمت في العام 2006، وندعو المغتربين للوقوف الى جانب لبنان، خصوصا ان هناك مليون و300 الف نازح يوجد منهم 280 الف منهم فقط في مراكز الايواء، فالحاجات كبيرة والإمكانات متواضعة”.
الخازن
واستقبل رئيس الحكومة النائب فريد الخازن الذي قال بعد اللقاء:”لابد من التأكيد بعد لقاء رئيس الحكومة على وقف إطلاق النار والسعي لذلك وضرورة إنتخاب رئيس الجمهورية والبابان يشكلان الحل أو المدخل إلى الحل لهذه الكارثة والحرب العدوانية التي يتعرض لها لبنان”.
أضاف :اما مسألة أي ملف له الأفضلية على الاخر وهل وقف إطلاق النار هو أولوية أو انتخابات رئاسة الجمهورية هي الأولوية. وأنا أؤكد ورئيس الحكومة أيضا يوافق الرأي بأنه وقف إطلاق النار والسعي لانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، هما أولوية، لان الأول يؤثر على الثاني والأول يحرك الثاني، اما النقطة الأهم المطلوبة اليوم هي مسألة التأكيد والعمل على ترسيخ الوحدة الوطنية اللبنانية والتضامن بين اللبنانيين الذي لا يجب أن يكون كلاما بلا فعل”.
وتابع :”التضامن بين القوى السياسية اللبنانية وبين الشعب اللبناني يجب أن يكون وهو كذلك مع بعض الاستثناءات، ولكن بالمجمل هو كذلك هذا التضامن يجب أن يستمر وان يترسخ ويعمل عليه”.
اضاف:”من هنا تأتي القمة الروحية التي ستعقد في بكركي في البطريركية المارونية بهدف ترسيخ الوحدة الوطنية وترسيخ التضامن الوطني، مثلما قال غبطة البطريرك في آخر لقاء معه ان الصورة وحدها تكفي لتؤكد وحدة لبنان وتضامن الطوائف وتضامن اللبنانيين.
لا يمكن ان نواجه هذا العدوان الوحشي من دون التضامن الداخلي وهو أمر أساسي على كل مستويات على مستوى المواجهة والتعاطي مع الخارج أو على مستوى الداخل ، وتحديدا مسألة النازحين وتفاعل المجتمع اللبناني مع بعضه البعض في ظل نزوح أكثر من مليون شخص من اماكن سكنهم إلى مناطق أخرى، ونحن لا نعرف الفترة الزمنية لهذا النزوح. لذلك، فان مسألة التضامن هي مسألة أساسية. وأكدنا أيضا جاهزية القوى الأمنية والجيش بأن يكون ساهرا دائما كما هو عليه اليوم ، لمنع أي فتنة او أي احتكاك يمكن ان يحدث في المناطق اللبنانية، وأعتقد إن الإسرائيلي عودنا ان يكون الضرر والاذى الذي يسببه داخل لبنان أكثر بكثير من الأذى الذي يسببه عبر الحروب، وهذا ما أثبته تاريخه عندما حرض اللبنانيين على الحرب الأهلية في السبعينيات، فلذلك هذا الموضوع يجب مواجهته بكل جدية.
هاشم
واستقبل رئيس الحكومة النائب قاسم هاشم الذي أعلن بعد اللقاء: “بحثنا في كل التطورات وما يتعرض له الوطن في هذه الأيام من عدوان همجي، لا يقف عند حدود، فأمر طبيعي ان يكون الهم الأساسي هو السؤال كيف يمكن الوصول إلى وقف لاطلاق النار من خلال الضغط على هذا العدو في كل المحافل الدولية. وما يقوم به دولة الرئيس ميقاتي بالتنسيق مع دولة الرئيس نبيه بري هو أساس الاتصالات لتحريك الديبلوماسية بكل مستوياتها لدفع العدو إلى وقف إطلاق النار بشكل سريع، فهذا العدو تجاوز كل الاعراف والمواثيق وحتى مواصفات الحروب، وتجاوز بالتأكيد ما يسمى بالابادة، لأن ما يحصل اليوم تجاوز الابادة، فلم يوفر العدوان لا حجرا، ولا بشرا ولا شجرا وطال لبنان بكل مساحته، فبالأمس وصل عدوانه حتى الشمال، لذلك المطلوب اليوم وقفة وطنية ووحدة وطنية، وأن يتخلى البعض عن بعض سلبياته ومواقفه وأن نكون جميعا مع الحكومة، وما يقوم به رئيس الحكومة يعبر عن ارادة اللبنانيين في الالتزام الوطني الحقيقي، ولا يجوز الغمز من اي قناة لان الحكومة تقوم بواجبها على أكمل صورة، لأن الدستور والقانون هما لمصلحة البلد ولحماية اللبنانيين، وهذا ما تقوم به الحكومة، فلا يجوز تحت أي عنوان او مصلحة من المصالح السياسية الضيقة أن يتهجم البعض على الحكومة والمؤسسات والسياسيين المعنيين الذين يقومون بواجبهم الوطني على إكمل صورة”.
أضاف :”وبحثنا مع دولة الرئيس في موضوع النازحين اللبنانيين من أقصى الجنوب إلى أقصى البقاع وما تقوم به الحكومة لاغاثتهم، وخاصة أبناء العرقوب الذين انتشروا في أكثر من منطقة وكيف يمكن تلبية حاجاتهم ومستلزماتهم في هذه الظروف الاجتماعية الصعبة، لأنهم اهل كرامة، ولا يجوز أن يستمر التقاعس في تقديم الخدمات لهم وهذا أمر وطني، في ظل ما يمكن أن يسمى تضامن وطني اجتماعي في كل عناوينه وكل ما يمكن أن يؤدي هذا الدور لتصل الاحتياجات إلى أهلها في كل مكان، على امل الا تطول هذه الأزمة ويعودوا إلى قراهم وبلداتهم، لإن هذا أفضل في هذه الظروف”.
واعتبر “أن افضل وجوه التصدي للعدو هي في وحدة الموقف الداخلي، وهذا ما بتوجب على كل اللبنانيين بكل انتماءاتهم السياسية بعيدا عن المصالح الضيقة في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ وطننا”.