شكل إجتماع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن أمس في السراي الحكومي، تأكيدا على وضع هذه الدول أمام مسؤولياتها تجاه حماية لبنان من إعتداءات العدو الاسرائيلي الذي يصر على إنتهاك حقوق الانسان وعلى إستهداف المدنيين، وكان آخرهم ثلاثة عناصر من الدفاع المدني اللبناني في بلدة فرون السبت الفائت.
بصراحة متناهية تحدث ميقاتي مع السفراء، حيث تشير المعلومات الى أنه ذكّرهم بمواقف بلادهم الدائمة من ضرورة الحفاظ على حقوق الانسان، متسائلا: أين لبنان من هذه المواقف خصوصا أنه يتجه دائما الى تقديم الشكاوى إلى مجلس الأمن؟، ولماذا السكوت عن إسرائيل وهي تستهدف وتقتل المدنيين اللبنانيين من دفاع مدني وصحافيين ومواطنين في حين أنه لم يصدر عن لبنان ما يمسّ بحقوق الانسان، أو ما يستهدف المدنيين الاسرائيليين في الأراضي الفلسطينية المحتلة؟..
وأكد ميقاتي أمام السفراء، أنه لم يعد حث إسرائيل على وقف التصعيد يجدي نفعا، بل يجب ومن خلال مجلس الأمن إجبارها على وقف إطلاق النار بشكل نهائي لوضع حد للمجازر المتنقلة التي ترتكبها، مشددا على ضرورة أن يتخذ مجلس الأمن إجراءات أكثر فاعلية لمعالجة الانتهاكات الاسرائيلية بحق المدنيين اللبنانيين، مؤكدا أن الوقت لم يعد في صالح أحد، ولا بد من أن تكون إستجابة مجلس الأمن سريعة لردع إسرائيل على وقف سفك دماء المدنيين.
كذلك، فقد وضع ميقاتي سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، أمام مسؤولياتهم في الحفاظ على القانون الدولي الذي لا تتوانى إسرائيل عن إنتهاكه بتهديدها المستمر لسلامة الشعب اللبناني وأمنه.
ودعا ميقاتي سفراء الدول الأعضاء الى عقد إجتماعات دورية بهدف تقييم الأوضاع ومتابعة ما ستقوم به إسرائيل لاحقا خصوصا أنها لا تأبه لأي قانون دولي وتستمر في عدوانها وفي تجاوزها لكل الخطوط الحمر وصولا الى إستهداف وقتل من يطفئ النار التي تشعلها صواريخها ومن يسعف الجرحى الذين يسقطون جراء عدوانها.
وإذ شكر ميقاتي أعضاء مجلس الأمن على دعمهم لتجديد ولاية اليونيفيل بحسب رؤية لبنان، وعلى التزامهم المستمر بإستقراره، طالب أعضاء مجلس الأمن بالتحرك لردع العدوان الاسرائيلي وإيجاد حل يكون مرتكزا الى القوانين الدولية.
وتضيف المعلومات أن سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن عبروا للرئيس ميقاتي عن دعم بلادهم الكامل للبنان، وعن بذل كل الجهود لوقف إطلاق النار.
لا شك في أن الحراك الدبلوماسي الناشط للرئيس ميقاتي، ودعوته سفراء الدول الدائمة العضوية الى عقد إجتماعات دورية، من شأنه أن يُحرج هذه الدول في حال عدم تراجع إسرائيل عن إستهداف المدنيين اللبنانيين، وأن يؤكد في الوقت نفسه إلتزام لبنان بالقوانين الدولية وباللجوء الى مجلس الأمن وبعدم إستهداف المدنيين في الأراضي المحتلة، حيث ما تزال المقاومة تلتزم بقواعد الاشتباك، وهي بالأمس عملت على توسيع رقعة الاستهدافات وصولا الى مبنى سكني في نهاريا من دون سقوط إصابات في رسالة واضحة الى العدو الاسرائيلي بأنه كما أن ضاحية بيروت يقابلها ضاحية تل أبيب، فإنه من الآن وصاعدا، فإ إستهداف المدنيين سيقابل بالمثل!..