من المعروف، أنه في حال إختلف شخص مع أهل بيته وقاطع عائلته لهذا السبب، فإن هذا البيت في حال تعرض لإعتداء أو لحريق من المعيب ألا يكون هذا الشخص جزءا من عمليات الانقاذ وإطفاء الحريق.
هذه الصورة تعبر اليوم عن وزراء التيار الوطني الحر الذين يقاطعون جلسات حكومة تصريف الأعمال لكن لا يتوانى واحدهم من المشاركة إما للشغب أو لتحقيق مصالح شخصية، تماما كما حصل في مجلس النواب لجهة رفض مبدأ التشريع بغياب رئيس الجمهورية، لكن نواب التيار وغيرهم شاركوا في التشريع عندما إقتضت مصالحهم لا سيما في التمديد للمجالس البلدية التي لا مصلحة للتيار ورئيسه بإجراء إنتخاباتها.
بالأمس إلتأم مجلس الوزراء بشكل إستثنائي وعلى عجل لمواجهة تداعيات العدوان الاسرائيلي على العاصمة بيروت بإستهداف ضاحيتها الجنوبية، وهذا الحدث الجلل برمزيته وخطورته وحصيلة شهدائه، لا سيما إستشهاد القائد الجهادي في حزب الله فؤاد شكر “الحاج محسن”، خصوصا أن الحزب ما يزال حليفا للتيار في إطار تفاهم مار مخايل الساري المفعول.
أليس عيبا، أن يستمر وزراء التيار بمقاطعة الحكومة التي شكلت وفدا من الوزراء بعد جلستها أمس لزيارة الضاحية وتفقد الأضرار وإعلان التضامن مع أهلها؟، أليس عيبا ألا تكون الحكومة على موقف رجل واحد في مواجهة الخطر الداهم على لبنان؟، إذا لم يجمع الدم والشهادة الحكومة بكامل وزرائها، فما الذي يجمعها؟، هل المصالح الخاصة والحزبية والمقاربة الذاتية الضيقة أهم من المسؤولية الوطنية التي يفترض بوزراء التيار أن يحملوها في هذه الظروف العصيبة؟، ومتى سيعود العقل الى رؤوس هؤلاء ويقدمون المصلحة الوطنية على المصالح الفئوية؟. هل عندما تدمر بيروت ويحترق لبنان؟.. أسئلة برسم التيار الوطني الحر ورئيسه ووزرائه المقاطعين!..
المصدر: سفير الشمال