نعى الرئيس المؤسس لـ”المنتدى القومي العربي” معن بشور في بيان، العميد الركن المتقاعد الدكتور امين حطيط، وقال: “لم يكن ممكناً ان يكون للعميد حطيط محاضرة أو مداخلة أو بحثاً أو ورقة عمل أو كتاباً يصدره، إلاّ وكانت الأنظار تتجه اليه والعقول تنتظر ما يقوله، ذلك أن العميد الدكتور حطيط كان رجلاً قادراً على الجمع بين خبرة ميدانية عريقة حصل عليها من خلال دوره في الجيش اللبناني الذي أمضى جزءاً كبيراً من حياته فيه، وفي تعليمه الجامعي حيث نال شهادة دكتوراه في الحقوق بالإضافة الى شهادتي ماجستير في القانون والقانون العام. كان الجميع ينتظر ما سيقوله أمين حطيط لاتسامه بالموضوعية والبحث العلمي والالتزام الوطني والقومي، لذلك كنا في المؤتمر القومي العربي نحرص دائماً ان يكون له دور أساسي في صياغة البيان الختامي للمؤتمر منذ ان بات عضواً فيه منذ سنوات، وكان ذلك الاختيار لترشيحه نابعاً من قدراته البحثية والعلمية والأكاديمية العالية، لكن أيضاً من خلال التزامه الواضح والعميق بخط المقاومة ومواجهة أعداء امتنا العربية في فلسطين ولبنان وكل أقطار الأمة”.
اضاف: “كان أمين حطيط الذي ارتبط اسمه بموقفه يوم ترسيم الحدود البرية بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000، فكان كجنوبي وعسكري ومقاوم حريصاً على كل شبر من أرض لبنان وما زالت ملاحظاته على ذلك الترسيم البري موضع تمسك كل الوطنيين في لبنان وهذا ما يشير اليه دائماً الرئيس العماد أميل لحود حين يتحدث عن تحرير الجنوب يوم كان العماد قائداً للجيش وكان العميد حطيط مفاوضاً من أجل ترسيم الحدود مع الجهات المعنية يومها. وبقيت ملاحظاته في الترسيم البري هي شبيهة بملاحظاته يوم الترسيم البحري في المعركة التي خاضها لبنان مع العدو الإسرائيلي في الحفاظ على حقوقه النفطية والغازية في المياه الإقليمية، وكانت اعتراضاته واضحة وجريئة على ما جرى تقصير في الدفاع عن حقوق لبنان وسيادته الوطنية، ولعل افضل تكريم له وهو راحل ان تحرص الحكومة اللبنانية وفي ظل ما يجري اليوم في المنطقة من أحداث على الاخذ بعين الاعتبار بملاحظات العميد حطيط لكي يحتفظ لبنان بكامل حقوقه البحرية في مياهه الإقليمية”.
وختم: “العميد حطيط كان موسوعة عسكرية فكرية سياسية بكل ما للكلمة من معنى، وكانت ثقافته العامة وعلمه العسكري ورؤيته الاستراتيجية، هو مثلث تألقه في كل الميادين الثقافية والسياسية والعسكرية طبعاً. رحم الله العميد والدكتور والمناضل امين حطيط الذي كان أيضاً علماً من أعلام الجنوب ورمزاً من رموز مقاومته العسكرية والثقافية والفكرية والأكاديمية. ولينصر الله مقاومتنا في كل مكان، وهي المقاومة التي كان العميد حطيط ملتزماً بها حتى النفس الأخير”.