كرمت شعبة الدوير والتعبئة العمالية في قطاع حبشيت النقابي في “حزب الله”، عمال بلدة الدوير في عيد العمال، برعاية مسؤول وحدة النقابات والعمال المركزية في الحزب هاشم سلهب، باحتفال أقيم في حسينية البلدة، حضره الى جانب حشد من العمال علماء البلدة الشيخ جودت حطيط، الشيخ ياسر قانصو، ممثلون عن حركة امل و حزب البعث وعدد من الفعاليات البلدية والاجتماعية.
بعد القرآن الكريم وقصيدة شعرية من وحي المناسبة تحدث سلهب فأعتبر أن “عيد العمال وتكريمهم في لبنان يكون في الوفاء لدماء الشهداء وتضحيات المقاومين الذين حفظوا الوطن بمقدراته لعمال الوطن، وحفظوا الارض ليكون فيها عمل وفرص عمل وانتاج وتنمية، وما زالوا على جبهات المقاومة يحمون الوطن ويدافعون عن ارضه وحريته واستقلاله وسيادته”، لافتا الى ” المجزرة الدموية التي ارتكبها العدو الصهيوني في بلدة ميس الجبل بحق عائلة مدنية، والتي مرة أخرى يقدّم العدو الاسرائيلي فيها إثباتاً ويوضح للعالم أجمع عن ماهيته الدموية المجرمة”.
واضاف: “عيد العمال هذا العام عيدان، عيد الاصرار على العمل والانتاج، وعيد الانتصار في ساح الجهاد والمقاومة، ورد الصاع صاعين للعدو، نحيي عيد العمال رغم كل الآلام على مستوى معاناة العامل في لبنان وعلى مستوى الألام واالتضحيات الجسام التي يقدمها شعبنا في فلسطين وفي لبنان وفي كل موقع من مواقع الجهاد والمقاومة”.
وقال: “نجتمع اليوم لنكرم ثلة من الأخوة العمال، في عيد العمال، والتكريم يعني الاعتراف بالفضل”، مضيفا “أن تعترف بفضل الآخر عليك هو مقدمة للتكريم ، لأن الاعتراف بالفضل يوجب اعطاء الحق، وهو الحق الذي ما زلنا نمنعه عن العامل، ومشكلتنا هي في ذلك هم أولئك الذين يمسكون يمسكون بحقوق العامل ويأسرونها ولا يفرجون عنها، الحقوق المعنوية، والحقوق المادية، الحقوق الآنية والحقوق المستقبلية، حقوق يأسرونها ولا يفرجون عنها، ونحن لا نتوقع من هؤلاء انصافاً ولا عدلاً، ولن يهديهم الله الى ان يحققوا العدل لأنهم لا يستحقون ان يهدوا اليه . وليسوا من أهل الكرامة كي يتكرموا بتكريم العمال، وليسوا من أهل الفضل كي يتفضلوا باعتراف بفضل العامل”.
واضاف: “نحن على يقين ان العمال سيبقون عمالاً ومنتجين وفاعلين، لأن العمل بالنسبة للعامل هو إظهار لماهيته وهويته وتجانس مع فطرته الإلهية ولا يستطيع العامل ان يتوقف عن العمل والانتاج والعطاء لأن في العمل تجسيدا لفطرة الخلق”، موضحا أن “الله خلق الانسان واستودع في جسده وفي روحه وعقله كل اسباب العمل والدعوة الى العمل. لم يخلق الله الانسان ليكون كسولاً خاملاً متكلاً متواكلاً ملقيا بكلّه على الناس، بل خلق الله الانسان ليكون عاملاً منتجاً وساعياً وضارباً في الأرض، هذه فطرة الانسان ولن يغير فطرته وماهيته مهما لحقه من ظلم، ومهما هضم حقوقه الطغاة”.
وتابع: “عندما نكرّم العامل يعني نكرم في الانسان القيمة والجوهر وفي الحاضر والمستقبل، نحن نريد وطنا يكون في عماله بناة حقيقيين ولا يضيّق عليهم بأجور ،وتقديمات وضمانات مهما اختلفت مواقع عملهم سواء كانوا في القطاع العام او في القطاع الخاص، في قطاع خاص منظم ، أو في قطاع خاص غير منظم”.
وأردف: “في لبنان تتأكد قيمة العمل ووجوبه، وأول فعل سيادة واستقلال هو مدى قدرة المجتمع على اثبات قوة العمل والانتاج والمجتمع الذي لا ينتج ، لا يحق له ان يطالب بالسيادة والكرامة ولا يحق له ان يطالب بالرفاهية. حتى نكون مستقلين حقيقيين وسياديين على وطننا يجب ان نكون سياديين على أنفسنا ،ويجب ان نعلم ان السيادة على النفس تبدأ من تلبية موجبات فطرة الخلق، وإلا استعبدنا الكسل واستعبدنا الخمول والفقر واستعبدتنا الحاجة والتوسل والطلب”، سائلا ” كيف يكون الانسان بانياً ومشيّداً وعاملاً على الإعمار في الأرض وهو الخانع والكسول؟”.
وقال سلهب: “المكرّمُون اليوم في هذا اللقاء هم عمال بناء وزراعة ومياومون ينالون يوميا أجر ما يعملون به في اليوم دون اي تقديمات اخرى ودون اي ضمان اجتماعي، وهذا ما يسمونه قطاعا غير منظم، نحن نريد الانتظام لمبدأ العمل وحقوقه في لبنان ليكون هناك إستغناء عن الخارج، ويجب ان يكون هناك استغناء عن المساعدات الخارجية، وطلب المساعدات الخارجية، ولبنان قادر على ان ينهض بنفسه إذا هذا الخارج فكّ قيوده ورحل”،
وأكد أن ” العقبة الأساسية في ازمة لبنان الاقتصادية وامام نهضة لبنان الاقتصادية هي في القيود الخارجية المفروضة علينا، لا يدعوننا نزرع كما يجب، ولا يدعوننا نصنّع كما يجب، ولا يدعوننا ندير خدماتنا كما يجب، النفوذ الاميركي متسلط عليها، ويقف ويمنع ويحجب، مشكلتنا الاساسية في الذين يسمحون لهذا النفوذ الأميركي ان يمارس هذا الصلف، وهذا العدوان على حياتنا اليومية. خلاص لبنان في أزمته الاقتصادية والاجتماعية هو في كسر القيد الاميركي المحيط ببعص الاعناق، ومشكلتنا الاساسية هي في كل مستجيب للنفوذ الاميركي، وللمشيئة الاميركية، وللطلبات الاميركية في لبنان، وما يكسر هذا الفعل هو حضور العامل في الميدان، وحضوره في كسر كل ما تنتجه هذه الممارسات، وبالإصرار والثبات والعمل والجد والاجتهاد، نحن دعاة بناء وطن وسنواجه العدوان الاقتصادي الأميركي على لبنان بمزيد من التمسك بحقنا ببناء وطن مستقل سيد حقاً، وممسك بقدراته وإمكاناته كلها”.
ولفت سلهب الى ان ” العدو الاسرائيلي ليس بعيدا عن كل ما يعانيه اللبنانيون في وطنهم، وكل الذين عايشوا فترة الاحتلال الاسرائيلي يعرفون كم كان معتديا وعاملا ً على زعزعة حياتنا الاقتصادية والمعيشية وخاصة في قرانا في جنوب لبنان، والعدو الاسرائيلي يعرف أن شعب الجنوب وأبناء الجنوب وأهل الجنوب لن يستسلموا له ، ولن يخضعوا له، هم قاوموا وصمدوا وسيتحدّون كل ارادة تحاول النيل من وجودهم وحضورهم على أرض الجنوب”.
وفي الختام تم اختيار العامل الثمانيني حسين عبد الرضا قبيسي من عمال القطاع الزراعي كعامل ذهبي لبلدة الدوير للعام ٢٠٢٤ وحصل وسام التعبئة العمالية وجائزة شعبة الدوير المالية، بالنظر الى مثابرته واستمراره بالعمل والانتاج بجودة وكفاءة عالية رغم تقدمه بالسن وكل سنوات الخدمة التي عمل بها في الدوير وفي محيطها، وتم توزيع شهادات تقديرية اضافة الى جواىز وقسائم شرائية لعدد من العمال المميزين.