نظمت جامعة المدينة ورشة عمل هامة لمناقشة مشكلة الكلاب الشاردة في طرابلس والمناطق المحيطة، برعاية رئيس مجلس أمناء الجامعة النائب فيصل كرامي وعقيلته السيدة جنان كرامي.
شهدت الورشة حضورا واسعا من خبراء وممثلي المجتمع المدني وشخصيات سياسية ودينية واجتماعية، حيث تم بحث سبل معالجة هذه الظاهرة المُقلقة التي تُشكل تهديدا لسكان المنطقة.
استهل اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني، ثم قدم الدكتور إدغار رزق، رئيس الجامعة، كلمة ترحيبية شكر فيها الوزير كرامي على رعايته والحضور على مشاركتهم، حيث أكد على أهمية التصدي لمشكلة الكلاب الشاردة وتأثيرها السلبي على سكان طرابلس.
أدار اللقاء النائب ناصر حيدر، الذي قاد المناقشات حول المشكلة والحلول الممكنة.
بدايةً قدمت السيدة نهاد الشيخ، مؤسسة ورئيسة جمعية رفق، مجموعة من الاقتراحات لمعالجة الظاهرة، مثل إنشاء ملاجئ للحيوانات وفق معايير محددة، تشديد القوانين التي تنظم رعاية الحيوانات، استخدام الرقائق الإلكترونية لتمييز الحيوانات، تنفيذ برامج توعية، وعمليات الخصي للحد من تكاثر الكلاب.
بعد ذلك تحدث الدكتور زاهر عرابي، ممثل بلدية الميناء، عن نجاح نموذج حديقة الحيوانات والكلاب الشاردة برعاية البلدية، مشيرا إلى حاجة طرابلس لعدة ملاجئ وأهمية فكرة الكرفانات المتخصصة لتعقيم الحيوانات.
تلتها كلمة لرزان دقاق من جمعية كرمى حيث أكدت على أهمية برامج التوعية وتوفير الطعام والرعاية الطبية للكلاب.
ثم قدم الدكتور البيطري أمجد عطور حلولًا عملية، مثل تعقيم او خصي الكلاب، تثقيف المجتمع، وتنفيذ القوانين بصرامة.
ومن ثم تحدثت رشا سنكري، ممثلة عن رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق، عن إنشاء لجنة للرأفة بالحيوانات وتخصيص أرض لإيواء الكلاب رغم التحديات الاقتصادية.
بدورها أكدت المحامية رولا سعد على حق الحيوان في العيش، وتلاها الشيخ شادي الشيخ ممثل دار الفتوى الذي تحدث عن ضرورة التعامل الرحيم مع الحيوانات.
كذلك ألقى الدكتور أحمد تامر كلمة حول أهمية طرابلس السياحية والتاريخية، مشيرًا إلى حاجة المدينة لبلدية فعّالة وقوانين وتمويل مناسبين.
بدوره أكد رئيس غرفة طرابلس ولبنان الشمالي، توفيق دبوسي، على ضرورة خلق استثمارات انطلاقًا من مدينة طرابلس وأهمية التعاون مع فيصل كرامي لتحقيق ذلك. وأشاد النائب طه ناجي بهذا اللقاء وأكد على أهمية الاستماع لأهل الاختصاص وتنفيذ الحلول المقترحة.
وشدد النائب ناصر حيدر أن نواب طرابلس يعملون معا لمتابعة متطلبات المدينة رغم المشكلات التي تعيق التشريع في لبنان.
ختاماُ، شكر النائب فيصل كرامي جامعة المدينة على تنظيم الورشة، وأشاد بعمل اللجان التي وضعت تصورات لحلول أزمة الكلاب الشاردة وذكر أن طرابلس تعاني من مشاكل عديدة، وأنه يجب بدء العمل من مكان ما دون تأخير.
أكد كرامي أن نواب طرابلس ملتزمون بخدمة المدينة رغم التحديات، مشيرًا إلى ضرورة البحث عن حلول عملية لمشكلة الكلاب الشاردة وتأثيرها السلبي على الحياة اليومية للسكان.
كما أوضح أنهم تعاونوا مع رئيس غرفة طرابلس توفيق دبوسي، ومع الدكتور أحمد تامر، لتأمين التمويل اللازم لحل مشكلة الكلاب الشاردة، بالإضافة إلى مشروعات أخرى مثل توسعة مرفأ الصيادين وتزفيت طرقات المدينة.
ثم دعا كرامي إلى اتخاذ قرار واضح وبرنامج عمل خلال أسبوعين، مؤكدًا أن هناك تمويل وأرض وخطة دعم، ولا يمكن ترك المدينة بهذا الشكل، وقد شدد على أهمية التوعية ودراسة المسألة الشرعية لخصي الكلاب، مؤكدا أن دور النواب انتهى الآن، وأن على السلطات التنفيذية البدء بالعمل وتحمل مسؤولياتها.