قال مفتي جبل لبنان الشيخ الدكتور محمد علي الجوزو في تصريح: “من حجّ فلم يرفث، ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه. كل شعيرة في الإسلام إرتبطت بالأخلاق والقيم وبالسلوك البشري للإنسان المؤمن”.
وأضاف :”فلا يكفي ان يقوم الإنسان المسلم بفريضة الحج حتى يغفر الله له ذنوبه، فلابد من الإلتزام أخلاقياً بما تفرضه هذه الشعيرة على الإنسان المسلم من قيم أخلاقية.. فالقيم الأخلاقية هي الأساس في الإسلام، ولذلك كان شرط القبول بثواب هذه الفريضة، الإلتزام بالخلق الحسن، وهذا ما قرره هذا الحديث ” من حج فلم يرفث ولم يفسق”.
وتابع: “من هنا، فإن العبادات كلها ارتبطت بالقيم الأخلاقية التي تترتب عليها، فإن الصلاة على سبيل المثال تنهى عن الفحشاء والمنكر، وكذلك الحج يرتبط بعدم الرفث وعدم الفسوق والإلتزام بالقيم الأخلاقية الرفيعة . الصوم جنة، أي وقاية من الوقوع في الأخطار، وهكذا فإن الحج تترتب عليه قينم أخلاقية عظيمة، ومن لم يلتزم بهذه القيم ضاع عليه ثواب حجه وخرج على تعاليم دينه “.
وأكد الجوزو “ان الإسلام مدرسة الأخلاق، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ” انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ..” ومأساة مجتمعاتنا اليوم هي إنهيار القيم الأخلاقية وعدم الإلتزام بها في الأقوال والأفعال والتفلت التام من الإنصياع لتعاليم الدين “.
وختم “عدد كبير من الناس لا يدرك خطورة خروجه على تعاليم الإسلام وتوجيهاته، فكان الضياع والفشل وكان الإفلاس”.