كشفت دراسة علمية حديثة أن توظيف المهارات العقلية بشكل فعال أثناء العمل في سن مبكرة، يساعد في منع التدهور العقلي في الكبر ويقلل خطر الإصابة بالخرف.
وحللت الدراسة، التي نشرتها مجلة علم الأعصاب الأمريكية، البيانات الصحية والمهنية لـ 7000 نرويجي في 305 مهن مختلفة، تمت متابعتهم من الثلاثينيات من العمر، حتى تقاعدهم في الستينيات من العمر.
وبحسب باحثين في جامعة أوسلو بالنرويج، فقد توصلوا إلى أن عدم تحفيز الذهن في العمل الروتيني، خلال الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات والستينيات من العمر، يزيد خطر الإصابة بالضعف الإدراكي بنسبة 66% وخطر الإصابة بالخرف بنسبة 37% بعد سن السبعين.
وفي السياق، قال الباحث الرئيسي في الدراسة ترين هولت إدوين: “لقد فحصنا متطلبات الوظائف المختلفة ووجدنا أن التحفيز المعرفي في العمل خلال مراحل مختلفة من الحياة – خلال الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات والستينيات – كان مرتبطا بانخفاض خطر الضعف المعرفي الخفيف بعد سن السبعين”.
وأضاف: “تسلط نتائجنا الضوء على قيمة الحصول على وظيفة تتطلب تفكيرا أكثر تعقيدا كوسيلة للحفاظ على الذاكرة والتفكير في سن الشيخوخة”.
وتابع: “تشير هذه النتائج إلى أن كلا من التعليم والقيام بالعمل الذي يتحدى عقلك خلال حياتك المهنية يلعبان دورا حاسما في تقليل خطر الضعف المعرفي في وقت لاحق من الحياة”.
وأكد أن “هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتحديد المهام المهنية المحددة الصعبة إدراكيا الأكثر فائدة للحفاظ على مهارات التفكير والذاكرة”.
وقال مدير الأبحاث في معهد الأمراض العصبية في فلوريدا، ريتشارد إيزاكسون، إن “الانخراط في نشاط بالحياة، والحفاظ على الشعور بالهدف، وتعلم أشياء جديدة، والنشاط الاجتماعي، كلها أدوات قوية للحماية من التدهور المعرفي مع التقدم في السن”.
وأردف: “مثلما يمكن استخدام التمارين البدنية لبناء العضلات والحفاظ عليها، فإن تدريب الدماغ، من خلال مهام العمل يساعد في تفادي الخرف”.
وأشارت الدراسة إلى أن اعتماد نمط حياة صحي للدماغ، واتباع نظام غذائي جيد، والحد من الكحول والتوقف عن التدخين، وتفادي ارتفاع ضغط الدم والسكري والكوليسترول، كلها عوامل يمكن أن تسهم في تجنب الخرف.
(عربي21)