حتى قبل أن تبدأ زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس للبنان بايام، وقبل ان يُعلن عن مضمونها، بدأ البعض طلاق حملة على الزيارة وما يمكن ان تسفر عنه، وكأن هناك من يريد ان يبقى البلد في “دائرة النواح والبكاء” بلا حل لاي مشكلة.
مشكلة البعض من السياسيين واهل الاعلام، لا بل من الناس العاديين أنه اعتاد على السلبية وتأقلم معها ويرفض اي خروج من دائرتها .
والمشكلة الاكبر ان هذا البعض لا يريد ان يعترف لرئيس الحكومة والحكومة باي ايجابية، لا بل يمعن بالسلبية في الموقف والرأي، رغم علمه بالاضرار المباشرة لما يقوم به على لبنان واللبنانيين.
وتقول اوساط حكومية معنية “منذ فترة طويلة اتخذت الحكومة ورئيسها نجيب ميقاتي القرار بوضع ملف النازحين السوريين على سكة المعالجة الجذرية، فاتخذت سلسلة من القرارات العملية وباشرت تطبيقها بعيدا عن الصخب الاعلامي، بالتوازي مع حركة ديبلوماسية وسياسية مكفة لشرح ابعاد الملف وخطورته على لبنان. وبعد سنوات من التجاهل المطلق اوروبيا ودوليا لخطورة هذا الملف، بدأت مؤشرات الحركة الحكومية الديبلوماسية تعطي ثمارها ولو بخطوات أولية. وفي كل لقاءاته كان رئيس الحكومة يحذر من ان تداعيات وخطورة ملف النازحين لن تقتصر على لبنان بل ستمتد الى أوروبا لتتحول الى أزمة اقليمية ودولية.
وفي خلال اللقاء الصحافي الذي عقدة امس مع الرئيس القبرصي والمفوضة الاوروبية اكد “أن كرة النار المرتبطة بملف النازحين لن تنحصر تداعياتها في لبنان، بل ونحن على قناعة ثابتة بأن أمن لبنان من أمن دول أوروبا والعكس، وإن تعاوننا الجدي والبنّاء لحل هذا الملف يشكل المدخل الحقيقي لاستقرار الأوضاع، مع الأخذ بعين الإعتبار الإحترام المتبادل والتعاون المثمر والوعي الأوروبي والدولي للحفاظ على الخصوصية اللبنانية التي تشكل قيمة معنوية للشرق والغرب”.
وتعتبر الاوساط “ان الكلام عن رشوة اوروبية للبنان لابقاء النازحين على ارضه غير صحبح ومحاولة خبيثة لافشال اي حل حكومي، تحت حجج واتهامات باطلة”.
وتشدد الاوساط على” أن ما توصل اليه رئيس الحكومة بحصيلة الحملة الديبلوماسية التي قادها بمساعدة اصدقاء لبنان ، وبنتيجة الاتصالات مع الجانب السوري وعبر القرارات الحكومية ذات الصلة، هو افضل الممكن في الظروف الحالية والواقع الاقليمي والدولي القائم هو أفضل الممكن، ومَن يملك حلا افضل، غير النواح والشتم، فليتفضل بتقديمه ، وسيكون رئيس الحكومة والحكومة من الشاكرين له”.
رئيس الحكومة
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي رد في حديثه الى المؤسسة اللبنانية للارسال ليل أمس على كل الحملات التي اطلقت ضد الزبارة الاوروبية للبنان ونتائجها، فأكد ” أن حزمة المليار يورو التي أقرت للبنان من الإتحاد الأوروبي غير مشروطة وهي للبنان واللبنانيين وتشمل القطاعات الصحية والتربوية والحماية الاجتماعية والعائلات الأكثر فقراً إضافة الى مساعدات الجيش والقوى الأمنية من أمن عام وقوى أمن داخلي لضبط الحدود البرية اضافة الى زيادة العديد والعتاد”
وقال “ليست هناك رشوى كما يزعم البعض وليس هناك اشتراط أن تكون مساعدة المليار كشرط لبقاء النازحين في لبنان”، وأضاف: “لأول مرة تزور رئيسة المفوضية الأوروبية لبنان لأن الاتحاد الأوروبي أقرّ قوانين تتعلق بالنازحين السوريين”.
وتابع: “في المؤتمرات الماضية التي تتعلق بالإتحاد الأوروبي كان يُقال إنه يجب إبقاء السوريين عندكم وخذوا ما تريدون من أموال”، لافتا إلى أن “الدولة اللبنانية عزمت على تطبيق القوانين على كل الأراضي اللبنانية وكل من يقيم بشكلٍ غير شرعي سيتم ترحيله إلى بلده وهذا الموضوع لا جدال فيه والأوامر أعطيت للأجهزة المختصة لتنفيذ ما يلزم”.
ولفت “إلى أنه تمت مطالبة الاتحاد الاوروبي ليقرّ مبدأ أن هناك مناطق آمنة في سوريا”، مستطردًا”هناك إنقسام اوروبي حيال موضوع المناطق الآمنة وسنقوم بحملة في هذا الإطار لدفع الإتحاد الأوروبي لاتخاذ قرار بأنّ هناك مناطق آمنة في سوريا”.
وعن تواجد النازحين في لبنان قال”أيّ سوري يقيم في لبنان إقامة غير شرعية سيتمّ ترحيله وسيُنظر في كل المسجلين نظرة تختلف عن النظرة المخصصة لغير المسجلين”، مشيرا إلى أنه قد أعطي التوجه للامن العام للقيام بعملية الإحصاء ومنذ رأس السنة ونحنُ نقوم بعملية ضبط واقع النازحين السوريين وسيتم العمل بوتيرة أسرع وما طرحناه على الإتحاد الأوروبي هو تعزيز الاجراءات العسكرية على المعابر اللبنانية ومساعدتنا”.
وأكمل: “اتصلت برئيس الوزراء السوري وسمعتُ منه جواباً واضحاً بأن سوريا لا تقف عائقاً في وجه أي سوري يريد العودة إلى بلده”، مضيفاً أننا “نحن كلبنانيين لن نعرض أي لاجئ سياسي إلى الخطر وسننظر في الحالات التي تتعلق بالمسائل الانسانية وتلك المتعلقة بحماية المقيمين عن طريق اللجوء”.
وأكد ميقاتي أنه في الوقت الحاضر تم إعطاء التوجه للمدير العام للأمن اللبناني بالإنابة اللواء الياس البيسري لمتابعة هذا الملف وسيزور سوريا قريباً وعند الضرورة سيقوم وزير الخارجية عبد الله بوحبيب بزيارة لدمشق، وأكمل: اليوم وضعنا شرطاً على الاتحاد الاوروبي ألا تُعطى المساعدات للسوريين في لبنان بل كحافز لعودتهم الى بلادهم وشعرت بتفهم كامل وسنتابع الموضوع”، مشددًا على أننا “سنأخذ الى مؤتمر بروكسل المتعلق بالنازحين دراسة عن الواقع ورئيسة المفوضية الأوروبية شجعت حضور لبنان لشرح هذا الواقع”.
المصدر: خاص “لبنان 24”