نظم الحراك المدني شمالاً، جلسة حوار مجتمعي حول قضايا طرابلس، في قاعة المؤتمرات بنقابة المهندسين في طرابلس، شارك فيها النائب ايهاب مطر ممثلاً بمسؤولة في العلاقات العامة في مكتبه هنادي مشرف، النائب السابق مصباح الأحدب، رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق، نقيب أطباء الأسنان الدكتور ناظم الحفار، رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الشمال شادي السيد، ممثل نقيب المهندسين في الشمال مصطفى فخر الدين، رؤساء وممثلون عن الجمعيات في طرابلس وشخصيات قيادية وناشطون وإعلاميون.
تيشوري
بداية، النشيد الوطني، ثم ألقت عضو مجلس الحراك المدني في الشمال ليلى تيشوري، كلمة الافتتاح، قالت فيها: “إن الاقتراحات وطرح الافكار البناءة للنهوض بطرابلس، تشكل منطلقاً للقاءات لاحقة تحدد مسار متابعة ملفات مشاريع المدينة وحاجاتها لدى الجهات المختصة بمثابرة واصرار، وضغط ايجابي بعيدا عن ردات الفعل العشوائية التي تضيع معها الحقوق ولا تؤدي الى النتائج المرجوة . وذلك بعد أن نكون قد قمنا بدراسة معمقة من خلال خبراء لكل ملف من الملفات على حدة، لكي يتسنى لنا تحديد المسؤوليات ومعرفة الحلول الناجعة لكل هذه القضايا”.
أضافت: “ان طرابلس تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى الى تضافر الجهود لبناء مستقبل أفضل لابنائها وتطوير بيئة حاضنة للجميع على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية”.
وختمت: “اتحادنا سيمنحنا قوة أكبر في مواجهة التحديات التي نعيشها كما يساهم في تحسين قدراتنا على تنفيذ المشاريع بشكل أكثر فعالية ونجاح، ويشكل منا قوة ضاغطة منتجة واعية لمصالح مجتمعها”.
الخطيب
بعدها، تحدث رئيس الحراك المدني في الشمال رائد الخطيب، قال فيها: “لقد تسببت التغييرات الأخيرة في لبنان والمنطقة من حولنا، بالخوف والقلق على المصير، خصوصاً أنّ موجات النزوح الأخيرة، لم تكن الأولى من نوعها، فنحن منذ العام ٢٠٠٥ نبحث عن الاستقرار”.
أضاف: ” إن طرابلس قد تحولت إلى مخيمٍ، فالخوف استوطن كل أزقتنا وحاراتنا، والقمامة أضحت جزءاً من هوية شارعنا، وأمّا صغارنا فقد هجرونا وكبارنا التزموا الصمت فلا آذان صاغية، الكل يتقاذف المسؤولية، لقد زرنا المسؤولين، لنشكو همنا، فإذا هم يشكون إلينا مواجعهم، ويقدمون لنا التبرير تلو الآخر، لذلك فقدنا نحن وغيرنا من جماعات الضغط، القدرة على تغيير هذا المشهد المأساوي، لكننا لم ولن نفقد الأمل، فنحن مؤمنون أن التغيير حتمية تاريخية، ونأمل أن يكون التغيير على أيدي الاصلاحيين والمؤمنين بدور فاعل للمدينة”.
ورأى إن ”إعادة قضية طرابلس وأولويتها السياسية والاقتصادية والثقافية إلى دائرة الضوء، ووضعها على طاولة البحث عند صنّاع القرار من جديد، بات ضرورة، خصوصاً بعد تجاهل وإهمال مستمر منذ عقود”.
بخّاش
ثم ألقى عضو المجلس البلدي الدكتور باسم بخاش محاضرة بعنوان “طرابلس-واقع ومبادرات” حيث تحدث مطولاً عن أفكار عدة، بدأ فيها بالتذكير بأن طرابلس تسير وفق مسار إفقار وتدهور وسلبية على كافة الأصعدة، مع إنهيار أغلب القطاعات والمؤسسات بدءً ببلدية طرابلس التي تعاني وأصبحت غير فعالة في هذه الظروف الصعبة مروراً بمستوى التعليم الذي يتراجع ووصولاً إلى كل الأمور الحياتية والإجتماعية والعمرانية والبيئية”.
ولفت الى “فشل عدد من المشاريع التي كلفت مبالغ طائلة ولم تصل إلى نتائج مرضية بسبب سوء الحوكمة وسيطرة الشبيحة على المدينة والتنافس السياسي”، مذكرا أن “طرابلس لا تحتاج إلى دراسات لأن هناك العديد منها والتي كلفت مبالغ باهظة وتم نسيانها بالأدراج”.
وقسم المبادرات إلى نوعين إثنين : النوع الأول هو على نطاق واسع، والنوع الثاني على نطاق صغير. وشدد على “وجوب إطلاق ديناميكية عمل إيجابية بشكل علمي وفق خطة واضحة تبدأ بحشد جميع الموارد البشرية والمؤسساتية لقلب مسار التدهور نحو التعافي والتحسن. فمدينة بحجم طرابلس وحجم مشاكلها تحتاج إلى مبادرات ضخمة في كافة القطاعات دون استثناء. وفصّل المحاور التي يجب أن تطالها هذه المبادرات، ذاكراً أمثلة عن كل واحد منها وهي التالية: السياسي الأمني، الإقتصادي، التعليم والثقافة، البيئي العمراني، والإجتماعي. وركز على ضرورة تنفيذ بعض المشاريع الإقتصادية الكبيرة تكون قاطرة و رافعة للمدينة لخلق فرص عمل لشباب طرابلس.
وفصّل بخاش بعض المبادرات والأفكار التي يقترح العمل عليها، مشدداً على “دور الحراك المدني لتحريك المياه الراكدة وإعطاء الأمل وخلق جو من الإيجابية لتحفيز الجميع على ضرورة عدم الإستسلام وإنقاذ المدينة في هذه الظروف القاسية. مع وجوب التنسيق بين جميع الجمعيات والمؤسسات على الأمور الهامة التي تتعلق بالمدينة والإتفاق على بعض الأولويات والسعي لتنفيذها لحماية طرابلس من الإنهيار التي تعيشه”.
مداخلات
وأخيراً، فتح باب النقاش، على مدار ساعة ونصف الساعة حول قضايا المدينة وآليات التطوير المطلوبة.