تختلط الأوراق لدى “حزب الله”، وتبدو الرؤية لديه ضبابية، خاصة بعد استهداف رئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين الذي لم يُحسم مصيره بعد، علماً أن الأخير كان المرشح الأبرز لتولي منصب الأمين العام لـ”حزب الله” خلفاً للشهيد السيد حسن نصرالله.
وفي هذه المرحلة، بات “حزب الله” في مفترق طرق بعد استهداف هرمه القيادي والعسكري واستشهاد نصرالله، فيما الأنظار تتجه إلى ما سيشهده الحزب خلال المرحلة المُقبلة.
وبحسب محللين، أصبح نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم هو البديل، ولكن كقائم بأعمال وليس كأمين عام منتخب، وذلك لعدة اعتبارات، من بينها صعوبة إتمام الإجراءات المطلوبة في ظل الاستهداف الإسرائيلي المستمر لقيادات وعناصر حزب الله.
وفي السياق، يؤكد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، خالد العزي “صعوبة انتخاب أمين عام لحزب الله في الوقت الحالي، وطرح بديل لصفي الدين، الذي كانت الظروف مهيأة له لتولي هذا المنصب لعدة اعتبارات”.
وقال العزي لـ”إرم نيوز” إنه “ليس من السهل كما يتوقع البعض التوافق على اسم مرشح لمنصب الأمين العام حتى يتم انتخابه، بعد أن كانت آليات الانتخاب متوفرة بشكل كبير لصفي الدين”.
ولفت إلى أن “حزب الله يفتقد حالياً القدرة على تنظيم أي اجتماع، والدليل على ذلك هو عدم القدرة على تشييع جثمان الأمين العام السابق أو دفنه”.
منطقة آمنة
وأوضح العزي أن “السبب يعود إلى عدم القدرة على جمع كوادر حزب الله وأعضاء مجلس الشورى الجهادي، الذي استهدف ثلثا أعضائه، كما أن هناك صعوبة في إيجاد منطقة آمنة لعقد اجتماعات لاختيار الأمين العام”.
وأضاف العزي أنه “لا يمكن إرسال شخصية إيرانية إلى الداخل اللبناني لأنها ستكون مستهدفة بالطبع”، موضحاً أن “من شروط عقد مجلس الشورى الجهادي تواجد ممثل الحرس الثوري في هذا المجلس”.
وأشار إلى أن “ممثل الحرس الثوري السابق في هذا المجلس، القيادي رضا زاهدي، قتل في الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق في نيسان الماضي، ولم يتم تعيين بديل عنه حتى الآن”.
وتابع العزي أن “الظروف كانت تهيئ لصفي الدين لعب دوراً قيادياً وإعادة إطلاق الحزب بطريقة جديدة رغم الصعوبات، ولكن استهدافه عرقل هذه الجهود؛ ما يمهد الطريق لنعيم قاسم للقيادة ولكن من خلال دوره كنائب الأمين العام في مرحلة انتقالية، يقوم خلالها بتسيير الأعمال الميدانية في المقام الأول”.
البحث عن مخرج
من جانبه، يرى المحلل السياسي ميشال أبو نمر أن “نعيم قاسم بات يسير على طريق صفي الدين، حتى لو لم يكن بالأهمية القيادية والتنظيمية نفسها بالنسبة للحرس الثوري الإيراني، إلا أنه يتمتع بالقدرة على الزعامة والقيادة، لكن ليس من منصب الأمين العام، فيما تبقى احتمالية اغتياله قائمة”.
وأكد أبو نمر لـ”إرم نيوز” أن “حزب الله يبحث عن مخرج لوجود قيادة أكثر من أي وقت مضى، والأوضاع المتعلقة بالاستهداف الإسرائيلي لقيادات حزب الله تجعل من المستحيل انتخاب أمين عام جديد”، مشيراً إلى أن المرحلة الحالية “مفصلية” وتتطلب قيادة تسعى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في الحزب”.
وختم أبو نمر بالقول إن “اعتبار قاسم شخصية تاريخية تنظيمية على دراية بالجوانب العسكرية والسياسية والتسليحية كافة لحزب الله، وعلاقته القوية بمصادر تمويل التنظيم في الخارج، يجعل طهران تعمل على دعمه لتمكين الحزب من تجاوز هذه الأمواج العاتية”.
ماذا عن إبراهيم أمين السيد؟
ووسط كل هذه الضبابية، برز اسم السيد إبراهيم أمين السيد مرشحاً جديداً لمنصب أمين عام “حزب الله” إن تم تأكيد اغتيال صفي الدين بغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الخميس الماضي.
ويعتبر السيد من الشخصيات المؤثرة في “حزب الله”، ويشغل منصب رئيس المجلس السياسي للحزب.
ينحدر السيد من منطقة البقاع في لبنان، وتلقى تعليماً دينياً مكثفاً في الحوزات العلمية، الأمر الذي أكسبه معرفة عميقة بالشريعة الإسلامية، وانضم إلى “حزب الله” منذ تأسيسه في أوائل الثمانينيات وساهم في تطوير الحركة السياسية والعسكرية للحزب.
تدرج السيد في المناصب حتى أصبح رئيس المجلس السياسي، حيث يقوم بإدارة السياسات العامة للحزب والتواصل مع القوى السياسية اللبنانية والدولية.
منصبه رئيس المجلس السياسي لـ “حزب الله” يجعله مسؤولا عن توجيه السياسات الداخلية والخارجية للحزب، ويعتبر شخصية مؤثرة في النقاشات السياسية المتعلقة بالصراعات الإقليمية، خاصة بما يخص العلاقات مع إسرائيل والوضع في سوريا.
يركز إبراهيم السيد من خلال توجهاته، على العلاقات الدبلوماسية للحزب مع القوى السياسية اللبنانية المختلفة، ويُعرف بمواقفه الداعمة للقضايا العربية والإسلامية مع التركيز على القضية الفلسطينية.
ووفقا للمعلومات، فإن إبراهيم أمين السيد معروف بدوره المحوري في توجيه السياسات العامة لـ “حزب الله” والتواصل مع القوى السياسية اللبنانية، حيث يُعتبر أحد الشخصيات المهمة في النقاشات السياسية المتعلقة بالصراعات الإقليمية، خصوصاً في ما يتعلق بمواقف الحزب من إسرائيل والوضع في سوريا.
كان السيد أول رئيس للمجلس السياسي “لحزب الله” وأحد الشخصيات القيادية القديمة، وله دور بارز في بناء شبكة العلاقات السياسية في لبنان خاصة مع القوى السياسية الأخرى مثل حركه “أمل” و”التيار الوطني الحر” وغيرهما.
المصدر: إرم نيوز – روسيا اليوم