كتب موقع “العربية”: تعلن إيران بشكل متكرر بأن أنشطتها النووية سلمية وتؤكد استنادا إلى فتوى المرشد بأنها لا تريد امتلاك وإنتاج سلاح الدمار الشامل. وبالمقابل وفق ما أفاد الخبير في الشؤون الإيرانية “جابر رجبي” لـ “العربية.نت”: “بالرغم من أن الأسباب سعي طهران لحيازة النووي هدف الرئيسي لبرنامج إيران النووي واضح وهو السعي وراء السلاح النووي، يمكن التكهن بأن التحركات النووية الأخيرة لإيران تحمل أهدافا خفية”، على قوله.
ويعتقد هذا الخبير: “بعد الفشل الكامل لمشروع الصواريخ الإيرانية وفقدانها قوة الردع على خلفية عملية الهجوم الصاروخي والمسيراتي على إسرائيل والذي سميت بالوعد الصادق في أبريل الماضي، تتجه إيران الآن نحو اتخاذ خطوات في مجال السلاح النووي لاستعادة ما فقدته من قوة الردع”.
تخطط حكومة بزشكيان لاستئناف المفاوضات النووية
وأردف رجبي يقول: “تخطط الحكومة الإيرانية الجديدة لاستئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة وأوروبا، وتحاول
إيران من خلال بعض الأنشطة، لا سيما في مواقع نووية معروفة، أن تحصل على موقف أقوى في المفاوضات، وتحاول الحكومة الجديدة أن تلعب دور “الشرطي الجيد” بدلا من “الشرطي السيئ”، لتخبر العالم أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع الحكومة الجديدة التي تمثل “الشرطي الجيد”، فإن “الشرطي السيئ” وهو الحرس الثوري، سيقوم بخطوات تصعيدية أكبر”.
“استراتيجية خطوة بخطوة”
ووفقا لهذا الخبير فإن “الهدف الأهم من التحركات الإيرانية الأخيرة هو تقييم ردود الفعل الغربية تجاه تحركات طهران الحقيقية نحو إجراء تجربة نووية، بغية فحص ما إذا كانت الصراعات المختلفة في المنطقة، والانتخابات الأميركية، ستمكّن النظام الإيراني من التوجه بشكل أسرع نحو السلاح النووي، وشهدنا خلال العام الماضي محاولات لاختبار ردود الفعل العالمية من خلال زيادة وتيرة النشاط النووي خطوة بخطوة”.
أهداف المشروع الإيراني
المشروع المتكامل والأساسي لطهران هو أن تصبح إيران قوة عالمية دون تحقيق التنمية الاقتصادية والسياسية، وذلك لتتمكن من استخدام أساليب التلاعب بالأمن وتهديده من أجل تحقيق أهدافها، والجزء الأساسي من هذه الأهداف هو تحقيق التفوق، وفقا لفهم خاطئ لمفهوم القوة.. وتعتقد أن امتلاكها السلاح النووي سيقلل من احتمالية إسقاطه من الخارج وتضمن بذلك ديمومة النظام والثورة وإذا حاول الشعب يوما ما القيام بثورة، فإن المجتمع الدولي لن يدعم أي تغيير في إيران بسبب امتلاكها للسلاح النووي”.
فتوى المرشد للنظام علي خامنئي
وحسب رجبي فإن “التقية” التي فسرها بأنها تعني “إخفاء النوايا الشرعية” تعدّ من “أهم التقنيات التي تستخدمها الحكومة للتنصل من المسؤولية، وثانيا، من منظور الفقه الشيعي، فإن الأحكام الثانوية قابلة للتغيير” وأن “المرشد الأعلى لا يستنبط الحكم، بل يصدره بناءً على الظروف”.
ويتابع رجبي يقول: “وفي السنوات الأخيرة، كان الهدف من المفاوضات هو إطالة أمدها، بهدف استغلال الوقت لتطوير البرنامج النووي والوصول إلى نقطة اللاعودة”.
هل تمتلك إيران سلاحًا نوويًا؟
وردا على هذا السؤال يعتقد الخبير الإيراني أنه من المؤكد أن إيران تسعى للحصول على السلاح النووي، لكنها تدرك أنها لا تستطيع تحمل التكاليف الدولية الناجمة عن امتلاكه، حيث لن تجد دعما من أي قوة عالمية كبرى، حتى روسيا التي لن تتقبل بوجود جار نووي لها، وطهران تدرك جيدا أنه إذا تأكدت القوى الإقليمية الأخرى بأن إيران تمتلك السلاح النووي، فإنها ستسعى بسرعة فائقة لإنتاج السلاح النووي وخلق الرادع النووي وخلق التوازن مع طهران، وفي هذه الحالة لن تعارض الولايات المتحدة وأوروبا، ولا الصين وروسيا مع القوى الإقليمية الأخرى.
“إلى ذلك ولهذا السبب لا يمكن لإيران الإعلان عن امتلاك السلاح النووي أو حتى إجراء اختبار علني له، كما أنها تخشى من استهداف منشآتها النووية، ولذلك قامت بتجزئة البرنامج إلى أجزاء صغيرة موزعة في أماكن مختلفة، وقد تم تعريفه ضمن خطط ثلاثية، بحيث يتم تجميعها عند الحاجة، حتى لا يتم استهدافه جميع الأجزاء أو كشفها” حسب رجبي الذي يرى نتائج الإعلان عن امتلاك السلاح النووي كالتالي:
- سيؤدي إلى سباق تسلح نووي خطير، مما يعرض إيران والمنطقة لخطر كبير.
- سيسبب في عزلها بشكل كامل، وربما تصبح نسخة محدثة من كوريا الشمالية بناءً على الظروف الجغرافية لإيران.
- سيتحول النظام إلى تهديد عالمي، مما قد يؤدي إلى حرب مدمرة ضده.
- ستستمر المفاوضات المجمدة من حين لآخر، مما يؤدي إلى مزيد من التراجع الاقتصادي والموت البطيء للتنمية في إيران.