دشن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، المجمع الاجتماعي الذي انشأته “مؤسسة ميشال شيبان نقولا” في بلدة قنات قضاء بشري والذي يضم كنيسة القديسين مارون والام تيريزا ومركزا لرعاية المسنين ومركز النشاطات الرسولية الاجتماعية والثقافية للاطفال والشبيبة ودار الضيافة للمغتربين.
حضر حفل التدشين المطرانان جوزيف النفاع وحنا علوان، النائب السابق جوزيف اسحق ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وعقيلته النائبة ستربدا جعجع، النائب ويليام طوق، قائمقام بشري ربى الشفشق، رئيس البلدية الدكتور انطوان سعادة، مخاتير البلدة، مأمور نفوس بشري جان ايليا، الدكتور ايليا ايليا، وعدد من الفعاليات الدينية والاجتماعية، رؤساء جمعيات وحشد من الاهالي.
بداية بارك البطريرك الراعي والمطرانان الكنيسة وازاحوا الستارة عن اللوحة التذكارية، وأقيمت صلوات التبريك، وبارك الراعي المذبح بالميرون المقدس ورش المياه المقدسة.
وفي باحة الكنيسة اقيم احتفال قدم له الاعلامي ايلي احوش، واستهل بالنشيد الوطني وفيلم وثائقي عن مراحل انجاز المشروع، ثم عرضت كلمة الاب جاك طنوس نقولا من انتيغوا ، نوه فيها ب”إيمان ميشال ومحبته وسعيه لتحقيق حلمه”، مشيرا الى “تعلق عائلته ببلدة قنات”، وموجها التحية للبطريرك الراعي، متمنيا لو كان ضمن المشاركين في الاحتفال.
ثم كانت كلمة تقدير لصاحب المؤسسة ألقاها الكاتب العدل ميلاد خليفة.
نقولا
وألقى صاحب المؤسسة ميشال نقولا كلمة شكر فيها الراعي على رعايته الاحتفال وقال: “صاحب الغبطة بفرح وابتهاج نرحب بكم مع الوفد المرافق لكم. نستقبلكم في هذه المؤسسة التي يتجدد عرسها اليوم بعد بضع سنوات على عرسها الأول يوم وضعتم حجر الأساس. عروساً مزهوة في عرسها بعد أن أنجزت الغاية التي من أجلها كان هذا المجمع، أي خدمة المسنين واليتامى واستقبال الحركات والنشاطات الرسولية والكشفية والاجتماعية ودار الضيافة لأبناء قنات المغتربين أو الذين لا يملكون منزلاً في بلدتهم قنات وكنيسة وقاعة وبناء مؤهلا لأن يكون ديراً للرهبان والرهبات”.
أضاف: “من أجل هذه الغاية المجيدة جئتم اليوم يا صاحب الغبطة لتباركوا هذا الحدث وتحتفلوا معنا بالتدشين. لا غرو في ذلك، فقلبكم يفيض بالمشاعر الأبوية المحبة الناصعة التي تعّم جميع أبنائكم وبناتكم في لبنان وفي بلاد الانتشار. بالأمس وضعنا حجر الأساس ودائماً كنت أسأل نفسي هل أستطيع أن أفي بالوعد خاصة بعد جائحة كورونا وخسارة مدخراتي في المصارف، حاصرني اليأس وما استسلمت. أعرف أني أنجزت، وأتذكر لمحات عن آمالي”.
وتابع: “هذا المجمع الذي نحتفل بتدشينه اليوم لم تلبسني إياه الأيام كهدية، لقد أنجزته من تجارب قاسية وأخرى كادت أن تكون الأخيرة. وهذا الهدوء والفرح قد سبقه اندفاع كلفني كثيراً وقبل أن أقف بثبات هكذا تأرجحت وسقطت مرات عدة وقد دفعت ثمنه بعضاً مني. فكانت الإرادة رغم اليأس والإصرار رغم المعوقات والاستمرارية رغم المحبطين. خلال إنجاز البناء كم التقيت ببعض المحبطِين والتوماويين والمستهزئين ولكن أيضاً بالمحبين، وكم من مرة سئلت ” أكيد في حدا عم يساعدك بالمال” وآخرين ” شو بدّك بهالمشروع، كرمال مين وشو رح يطلعلك، روح سافر وشمّ الهوا”. هناك بعض حقائق لا بد من أن نلتفت إليها، آمل أن نتفهم: حين يكون لديك هدف سامي في الحياة، ويكون لك مآثر أسعدت بها الغير، فهذه هي السعادة الحقيقية. كم ستكون الحياة مرعبة ومؤلمة إذا كانت بلا إنسانية وعندما تغمرنا البرودة والظلمة تجف بئر الشفقة”.
وأردف: “أشعر بأنني متضامن مع من يعانون فيه أن مهمتي ليست أن أغيّر العالم ولكنني أحاول أن أدافع عن بعض القيم. لقد جربت حيازة كلّ شيء فما ازددت إلا فقراً حينما طاوعت شهوتي إلى المال ازددت بالغنى طمعاً وحرصاً. هو شعار ونهج اخترته ليعبر عن مسيرتي، لقد تربيت في ذلك البيت المتواضع الغني في إيمانه. أن أكون الثالث في العائلة وأن أتحمل المسوؤلية باكراً أقول اليوم للوالدين: هذه ثمرة تعبكم ولم يعد ميشال الشقي ( يلي ما بيلفي عالبيت) على حد قول الوالدة. أقول للشقيق جوزف وأنت لست على قيد الحياة، جعلت مني عاشقاً لقنات يوم أردت أن أهاجر وبقيت ذكراك نار حب لم تنطفىء . أمّا الشقيقة نورما والتي مضى على فراقها واحد وعشرين عاماً ولم تجف الدمعة لليوم. كنت المؤمنة والصابرة على الأوجاع، لقد تعلمت أن الحياة تسقط عن الانسان، وأن فقدان الأخت وجع لا ينتهي. قد كنت الملهمة للمشروع وها هو اليوم وصل إلى الخاتمة. أمّا الشقيقة سيدة والتي تحمّلت مسؤولية البيت باكراً خلال مرض الأم، وكبرنا على تضحياتها وتحملت العناء وهي صاحبة القلب الأبيض وهي الأم الثانية. تخلت عن سعادتها لتسعد إخوتها. وتحملتِ مني الكثير خلال إنجاز المشروع”.
وفي ختام كلمته، شكر نقولا البطريرك الراعي والمطرانين والكهنة والمربين والفعاليات الرسمية المشاركة، وهم: الخوري فادي شمعون، الأب جاك نقولا، الاعلامي إيلي أحوش، شبيبة كاريتاس، كشافة لبنان – حدث الجبة، كورال قنات بقيادة دجسّي يوسف، ايلي الرياشي، الدكتور إيليا إيليا، ومدام بطرس وجورج فرنسيس وإبنه المهندس شارل.
الراعي
وألقى البطريرك الراعي كلمة اثنى فيها على ايمان ومحبة نقولا لعمل الخير وقال: “لا يمكن الا ان اعبر لك عن شكري وتقديري لهذا الانجاز العظيم، واقول حقيقة انت معلم الاجيال من خلال ما سمعناه عنك والمشاعر التي ادليت بها في كلمتك، انت مثال للعطاء، التضحية، والعاطفة وبمحبتك لكل الناس واخلاصك لعائلتك وكل ما قيل عنك يكبِر الانسان”.
أضاف: “اقول لك شكرا على كل الامكانيات التي عشتها مع هذا المشروع الصعب، في زمن اصعب وظروف صعبة ومع ذلك لم تتراجع، اقول لك شكرا من القلب لانك اكملت المشروع لكل انسان متروك، لكل مسن ومسنة، لكل شاب وصبية كانوا دائما في فكرك وقلبك. باسمهم جميعا اقول لك شكرا، باسم كل الذين سيستفيدون من هذا المشروع الخيري الذي كلفك ارادتك. لقد كنت متفائلا منذ معرفتي بك ومنذ وضعنا حجر الاساس الاول ولكن بسبب الظروف الصعبة التي هي اصعب ظروفنا الوطنية كنت خائفا من عدم تمكنك اتمام المشروع لكن محبتك كانت رأسمالك في انجاز ما انجزته، فشكرا لأن كل الذين سيستفيدون من هذه المؤسسة سيشهدون على محبتك الكبيرة التي تشكل رأسمالك الى جانب ايمانك الذي اتكلت عليه ولولا الايمان والمحبة لما تمكنت من القيام بهذا المشروع الخيري والاجتماعي”.
واعرب الراعي عن دعمه للمؤسسة، مضيفا: ” كلنا مسؤولون عن هذه المؤسسة وعن مصيرها ومستقبلها وعن كل ما تحويه، وسنقوم بكل ما هو مطلوب منا، نحن الى جانبك، لا تخف ولا تتردد واستمر بهذه الروح الرائعة والرب يكافئك وكل الذين سبقوك من العائلة يصلون لك ويشفعون بك من السماء، حفظك الله وحفظ اختك ومنحكما اياما مباركة لتريا المؤسسة وصلت الى مبتغاها، شكرا لك وتقديري كبير جدا لشخصك”.
بعدها جال الجميع في ارجاء المجمع وتم قطع قالب الحلوى بالمناسبة.