كرم وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عباس الحلبي التلامذة “العشرة الأوائل في لبنان” في الإمتحانات الرسمية ، وذلك في حفل نظمته وزارة التربية برعايته في قصر اليونسكو، في حضور النواب: الدكتور إيهاب حمادة والدكتور أشرف بيضون من لجنة التربية النيابية ، الوزيرة السابقة السيدة بهية الحريري ، سفير إيطاليا فابريتسيو مارتشيلي ، ممثل المنسق الخاص للأمم المتحدة عمران رضا ، المفتشة التربوية العامة الدكتورة فاتن جمعة ، رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران ،المدير العام للتربية الأستاذ عماد الأشقر ، رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء البروفسورة هيام إسحق، ورؤساء الوحدات الإدارية في الإدارة المركزية والمناطق التربوية ، الأمينة العامة للمجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتورة تامارا الزين ، الأمينة العامة للجنة الوطنية لليونسكو السيدة رمزة جابر ،ممثل قائد الجيش اللبناني العميد المهندس فراس الترشيشي ، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي العميد موسى كرنيب ، منسق اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة الأب يوسف نصر ، نقيب المعلمين نعمة محفوض ووفد من الهيئة الإدارية لرابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي ، ورئيس رابطة معلمي التعليم الأساسي الرسمي حسين جواد ، وممثلي روابط المتعاقدين على تعدد مسمياتهم ، والطلاب المكرمون وعددهم 170 طالبا ، مع اهاليهم ومديري مدارسهم.
بعد عرض فيديو قصير عن الإمتحانات الرسمية توالى على الكلام كل من الأولى في علوم الحياة غنى أسامة خطار التي ألقت كلمة الخريجين المتفوقين باللغة الفرنسية ، والثاني في علوم الحياة علي حسن أحمد الذي القى كلمة الخريجين المتفوقين باللغة العربية ، والأول في العلوم العامة علي مصطفى ياسين الذي القى كلمة الخريجين المتفوقين باللغة الإنكليزية .
وسلم الوزير الحلبي والمدير العام للتربية الشهادات التقديرية والهدايا إلى جميع المتفوقين . كذلك قدم المدير العام الأشقر إلى الوزير الحلبي درعا تقديرية شاكرا الوزير على كل الرعاية والعناية والدعم .
وكذلك أشاد الوزير الحلبي بالمدير العام للتربية لنجاحه في إنجاز الإمتحانات الرسمية مع فريق العمل الإداري والتربوي في الوزارة والمركز التربوي والمؤسسات الخاصة ، وخص الوزير بالشكر رئيس دائرة الإمتحانات ربيع اللبان .
الوزير الحلبي :
وتحدث الوزير الحلبي فقال :”الحياة فصول تتوالى. وأجمل فصولها هي محطات التكريم لأولادنا بعد نجاحهم وعبورهم من ضفة إلى ضفة صوب الأفق البعيد. وهذا التفوق، هو ثمرة سهركم عليهم يا حضرة الأهل والمديرين والمربين، وقد تخطيتم سنوات الغلاء والوباء والحروب وما فيها من عقبات وبقيتم أمينين على رسالة التعليم ملهمة الأجيال.
ومسيرتكم معهم لم تنته بعد، فأمامهم طريق طويل وريادة، وهم ما زالوا بحاجة إلى أمثولات من الأعماق،لا بل إلى مثل ومثال يقتدون به في تجارب الحياة، لأن التربية الجيدة ليست بوفرة المعلومات فقط، بل بتنمية الفضائل والقيم الأخلاقية في الإنسان.
فكما كنتم إلى جانبهم طوال الأيام المنصرمة، هكذا ستبقون أمامهم منارة تقودهم إلى الحقيقة وتحذرهم من الحضارة الحالية التي تحولت إلى حضارة مشهدية يهمها كل ما يخرج على المألوف، ويلفت أنظار الجماهير، ويلهي الناس ببرامج رقمية تستهلك معظم الطاقات البشرية”.
أضاف :النجاح حلم يتحقق. ونجاحكم المبهر هو انطلاقة حلم جديد، تحققون فيه ذواتكم وتتصالحون مع الآخر وتبنون المجتمع والوطن. والأوطان ترسم في القلوب والعقول قبل أن تسيج على الحدود؛ فارسموا لبنان في وجدانكم، وسيجوه بمواهبكم، تماما كما زينتموه بتفوقكم وعلمكم.
بلادكم تحتاج إلى تجذركم في أرضها. تحتاج إلى فكركم وإلى مهاراتكم. فكونوا في المستقبل القريب، تلك الطاقة الشبابية المجددة التي تعيد الروح إلى لبنان الكبير، لأن الوطن لا ينهض إلا بدولة، والدولة لا تقوم إلا بوحدة وتضامن أفرادها وجماعاتها.
“العشرة الأوائل في لبنان”، احتفال أردناه في وزارة التربية والتعليم العالي، ليس فقط لتكريمكم أنتم المئة والسبعين طالبا الذين تبوأتم المراتب العشر الأولى في امتحانات شهادة الثانوية العامة، بل أردناه فسحة لقاء وانصهار بين أبناء الوطن الواحد، من شماله إلى جنوبه، وذلك بهدف تعزيز الروح الوطنية لدى الأجيال الصاعدة، بعيدا عن التشنجات الطائفية والمناطقية الضيقة؛ فلبنان أكبر من الطائفة، أي طائفة، إنه فسيفساء التنوع والتعدد، ومهد التلاقي والعيش المشترك بين جميع أبنائه المسلمين والمسيحيين والموحدين الدروز”.
وتابع :”لا تيأسوا مهما اشتدت الظروف والمآسي، بل ضمدوا جراح الوطن النازف بصمودكم فيه، وبالعمل على تنميته كل بحسب تخصصه، وبعيش المواطنة التي ترادف احترام القانون والدستور. وكما أبدعتم في واجباتكم المدرسية، هكذا أبدعوا في حب لبنان سائرين على دروب الأمل والطموح والنشاط والانفتاح. ومهما بلغتم من شأن أو من رتبة فلا تكتفوا بالقليل ولا تزدادوا زهوا وتكبرا، بل اسعوا دائما نحو الأفضل والأكمل بعقل الإنسان المغامر المثقف المتواضع.
الأوطان تموت بلا تعليم. والتعليم في زمن الحروب والأزمات يلامس المستحيلات، لكن الأمل يبقى بغد تربوي أفضل تتبدد فيه كل الصعوبات والتحديات.
ولعل التحدي الأبرز قد تمثل هذه السنة بإنهاء الفصول الدراسية المطلوبة وتتويجها بامتحانات رسمية عامة على الأراضي اللبنانية كافة، كما بدورة استثنائية، وذلك حفاظا على الشهادة اللبنانية وتحاشيا لتوزيع الإفادات وحرصا على مستقبل التلميذ”.
واستطرد الحلبي :”ونحن في شهر أيلول وعشية إفتتاح العام الدراسي الجديد نتطلع معكم بأمل لتوفير متطلبات إنجاح هذا العام الدراسي والجامعي المقبل وذلك بتوفير التمويل اللازم لدفع بدلات الإنتاجية لجميع أفراد الهيئات التعليمية في التعليم العام والمهني والجامعة اللبنانية بما يأخذ بالإعتبار قيمة البدلات ونسب الغلاء والتضخم. كما نتطلع معكم إلى توفير الأموال اللازمة لصناديق المدارس والأهل علنا في سعينا نوفر على الأهالي المساهمات التي نص عليها قرارنا. ونحن في هذه المناسبة نؤكد على قانونية الإجراء المتخذ الذي لو توافرت لدينا الأموال لما كنا لجأنا إليه فمهمة وزير التربية فتح المدارس وإلحاق التلامذة بالصفوف والمعلمين بالمدارس والثانويات والمهنيات وأساتذة الجامعة بصفوفهم.
وأقول للجميع ان الإنفاق في التربية هو إستثمار مجد لأن تعطل العملية التربوية خسارة تربوية ووطنية وإقتصادية.
وإذا لم ننجح في تحقيق ذلك نتيجة عدم التجاوب وأنا متأكد أن مرجعياتنا ستقف بجانب القطاع كما وقفت السنة الدراسية الماضية، فإن الإستمرار بالمهمة من جانبنا لا يعود ذا نفع بأي حال”.
وأضاف :”ويطيب لي في هذه المناسبة الفرحة أن أجدد شكري لجميع الذين تعاونوا في إنجاز الإمتحانات الرسمية وفي وضعها ومراقبتها وتصحيحها، خاصا بالشكر جميع العاملين في وزارة التربية وجميع المديرين والمسؤولين والأساتذة في القطاعين الرسمي والخاص وقد بذلوا من وقتهم ومن جهدهم لخير التلميذ وتعليمه.
الشكر أيضا للسادة سفراء الدول المؤثرة الذين جعلوا من الإمتحانات الرسمية ممكنة الحصول في الجنوب ، والشكر كذلك لمعالي وزير الإتصالات الذي وفر الرسائل النصية لتوزيع النتائج مباشرة على هواتف المرشحين.
والشكر أيضا وأيضا إلى قيادة الجيش اللبناني وإلى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي لتأمين الحماية ونقل الأسئلة وحماية مراكز وضع الأسئلة والتصحيح.
أما الشكر الأكبر، فيبقى لكم أنتم يا تلامذتنا الأعزاء الذين أبدعتم فبرعتم في الإمتحانات الرسمية ورفعتم عاليا اسم مدارسكم وبلداتكم وبلدكم وأضفتم بنجاحكم المبهر، قيمة مضافة تزاد على قيمة الشهادة الثانوية العامة ومستواها”.
وختم :”لكم أسمى التهاني والتبريكات، خصوصا للمتفوقين منكم من أولاد الجنوب وقرى الشريط الحدودي الذين تحديتم تجارب العنف والدمار وخضتم الإمتحانات بجرأة واندفاع.
مبارك. تستحقون الثناء والتقدير. كل التوفيق لكم ولجميع المتفوقين والناجحين في لبنان، مع تمنياتي بغد جامعي ومهني زاهر ومشرق”.