“هل هواتفنا تتجسّس علينا؟” يشغل هذا السؤال بال كثيرين، ويظنون أنه يحدث بالفعل، ودليلهم على ذلك أنهم يتحدثون عن سلعة ما مع أصدقائهم عندما يجلسون معا وتكون الهواتف موضوعة إلى جانبهم، لتصلهم بعد فترة قصيرة إعلانات تروج لتلك السلعة في المنصات الرقمية التي يستعملونها.على سبيل المثال، قد يؤدي الحديث عن سيارات “مرسيدس” أو البحث عنها إلى ظهور إعلانات عن احدث موديلاتها أمامك. أحداثٌ غريبة تحصلُ معنا يوميّاً في زمن التكنولوجيا، وكأنَّ هناك من يتجسّس علينا في كلّ زمانٍ ومكان.
يقول جوردان شرودر المتخصص في أمن الشبكات إن الهواتف الذكية لا تحتاج إلى تسجيل ما تقوله، لأنها تجمع بالفعل الكثير من المعلومات عنك بطرق عدة. ويرجع شرودر سبب عدم تسجيل الهواتف لما يقوله الأشخاص أمامها إلى أن الأمر سيكون باهظا جدا.
ورغم ذلك، مازال البعض من المستخدمين يعتقدون بصورة “جازمة”، خصوصا من أنصار نظريات المؤامرات، أن الهواتف تتجسس بالفعل على أصحابها، بصورة تستفيد منها شركات الإعلانات.
تسريبات تقدّم الخلاصة
أعلنت شركةCox Media Group (CMG) ، وهي شركة إعلامية أميركية مقرها أتلانتا، جورجيا، التي تقدّم خدمات البث الإعلامي، أن برنامجها “Active-Listening” يستخدم الذكاء الاصطناعي لجمع وتحليل “بيانات في الوقت الفعلي” من خلال الاستماع إلى ما تقوله عبر هاتفك أو الكمبيوتر المحمول أو مايكروفون المساعد المنزلي، وفقاً لما نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وينص الإعلان على أن “المعلنين يمكنهم ربط بيانات الصوت هذه بالبيانات السلوكية لاستهداف المستهلكين في السوق”.
ويستمر العرض التقديمي في الترويج لـ”فيسبوك” و”غوغل” و”أمازون”كعملاء لشركةCMG ، ما يشير إلى أنهم يستخدمون خدمة الاستماع النشط لاستهداف المستخدمين.
وسرب عرض تقديمي إلى الصحفيين في 404 Media يعرض قدرات برنامج الاستماع النشط للعملاء المحتملين.
واعترفت شركة ميتا، بأنها تجري مراجعة لـ CMG بحثاً عن أي انتهاكات لشروط الخدمة.
ردت أمازون على 404 Media بالتصريح بأن ذراع الإعلانات الخاصة بها “لم تعمل أبداً مع شركة CMG في هذا البرنامج، وليس لديها خطط للقيام بذلك”.
تقدم المنشورات التوضيحية من الشركة تفاصيل العملية المكونة من ست خطوات، والتي يستخدمها برنامج Active Listening من CMG لجمع بيانات صوت المستهلك من خلال أي جهاز مزود بمايكروفون، بما في ذلك الهاتف الذكي أو الكمبيوتر المحمول أو المساعد المنزلي. ومن غير الواضح ما إذا كان برنامج الاستماع النشط يتنصت باستمرار، أو فقط في أوقات محددة عندما يتم تنشيط مايكروفون الهاتف أثناء المكالمة.
وينص مركز الخصوصية عبر الإنترنت الخاص بشركة Meta على ما يلي: “نتفهم أنه في بعض الأحيان يمكن أن تكون الإعلانات محددة للغاية، ويبدو الأمر وكأننا نستمع إلى محادثاتك عبر المايكروفون الخاص بك، لكننا لا نفعل ذلك”.
باتت الهواتف الذكية جزءا أساسيا من حياة الكثيرين اليوم، لكن هذه الأجهزة قد تحمل معها خطر التجسس واختراق خصوصية الحياة أحيانا، والأمر المهم لحماية خصوصيتنا وخصوصية الهواتف هو الانتباه إلى التطبيقات التي تطلب الوصول إلى الكاميرا أو المايكروفون، فهذه التقنيات يمكن أن تصبح أدوات للتجسس علينا من جهات خارجية تستغل التطبيق لاختراق الهاتف والتقاط صور وفيديوهات لنا، أو التنصت على ما يدور في محيطنا.
المصدر: خاص “لبنان 24”