أقامت”مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية”، ندوة حول الكتاب الذي أصدرته للأديب إلياس جاك خلاط بعنوان “طرابلس – الإسكندرية: مئة عام في هجرتين ” وذلك في مركز الصفدي الثقافي في مدينة طرابلس .
إستهل الإحتفال بالنشيد الوطني ونشيد الفيحاء لشاعر الفيحاء سابا زريق.
الحلاق
كلمة تقديم من الإعلامية مطيعة الحلاق، فقالت:” يأخذنا خلاط في كتابه في رحلة ممتعة عبرالتاريخ والأزمنة والأمكنة بين شوارع طرابلس وشوارع الإسكندرية فنشعرأننا نمشي معه سيرا على الأقدام ونتجول بين مرافق المدينتين اللتين تحتضنان أبناء عائلة واحدة فنحفظ تفاصيلهما الصغيرة”.
زريق
ثم تحدث الدكتور سابا قيصر زريق، رئيس “مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية”، فقال: “منذ أشهر قليلة، خلال حديث تجاذبته مع الصديق الياس خلاط حول فيلم ينوي إخراجه عن علاقة فرعه من العائلة بمدينة الإسكندرية، وحملني سرده لمشروعه الذي اتسم بشغف كبير على أن أقترح عليه إدراج كافة التفاصيل المتصلة به في كتاب، بانتظار إنجاز فيلمه”.
وتابع: “لا أخفي عليكم أن مسوغ مبادرتي تجاهه، هو أني، وبأنانية واضحة وفاضحة، خشيت أن يعهد الياس أمر طباعة مؤلفه إلى غيري من المهتمين. فقمت بانصياع أعمى لنداء دم ما تحرك في عروقي، كون حبل وجودي موصولا بفرعين آخرين من عائلة خلاط الطرابلسية. فالمرحومين جرجي، وهو جدي لأمي، وألكسندرا، وهي جدتي لأبي، ينتمي كل منهما إلى فرع مختلف من فروع العائلة. فكان إصراري أن يسمح الياس لمؤسستي برعاية ولادة كتابه. وقد أغبطتني فعلا تلبيته لطلبي”.
وقال:”لم أكن بالطبع على بينة كاملة وكافية مما سوف يتضمنه الكتاب، وإن كانت مكتبتي الخاصة تأوي نسخا من كتب أصدرها مؤلفون كثر من عائلة خلاط؛ فمنهم الأدباء والرحالة والشعراء. إن جل ما أفادني به المؤلف أنه ينوي رفع النقاب عن تفاصيل العلاقة بين فرع عائلتة ومدينة الإسكندرية، على ضوء هجرتين لبعض من أفرادها إلى مصر.
ولم تنقض مدة طويلة حتى وافاني بمسودة الكتاب، طالبا مني إجراء مراجعة عامة لمضمونه. فأبديت بضعة ملاحظات، ثم واكبت حرصه الدؤوب مع آخرين على عدم تسلل أخطاء ليس لغوية فحسب، بل أيضا ما يتعلق بوقائع لم يتمكن من إثباتها”.
وتابع: “غير أن أكثر ما شدني إلى مشروع الياس، ولم أبح له به في حينه، هو هذا الشعور المستتر بأنه لم يكن يفتش فقط على تأريخ ما لفرع عائلته أو لدقائق رحلات قام أسلافه بها. كما وأنه لم يكن يطوي الليالي في البحث والتمحيص أو يمتطي الأجواء في أسفار تكبد عناءها لمجرد التثبت الحسي مما كان قد ترامى له أو ورده أو قرأه عن موضوعه؛ بل أعمق من ذلك بكثير. أجازف بالتكهن بأن ما سعى فعلا إليه، بالإضافة إلى إثراء مواد فيلمه، هو، وبكل بساطة، اكتشاف ذاته وتلقي إجابات عن أسئلة لطالما طرحها على نفسه، ليستكين وإن لفترة وجيزة لحين خروج فيلمه.
وقال: “لم يضن الياس بأي جهد أو وقت في سعيه الدؤوب. فهو زار وسافر وقرأ وسأل وتساءل وقابل، فجمع وربط وحرر، ليظهر مؤلفه حقبة زمنية، برز خلالها أفراد من عائلته التي استوطنت الإسكندرية منذ منتصف القرن التاسع عشر. وعلى أمل مشاهدة فيلم الياس على الشاشة الكبيرة، أهنئه على نتاجه، الذي يشكل قيمة مضافة حقيقية على تاريخ عائلته، سائلا المولى عز وجل أن يمن عليه بالمزيد من التألق والتوفيق وطول العمر”.
الكيال
وتحدثت الباحثة الإنتربولوجية الأستاذة الجامعية في معهد العلوم الإجتماعية في الجامعة اللبنانية الدكتورة مها كيال التي بدأت مداخلتها بتهنئة الكاتب إلياس خلاط على فكرة كتابه وعلى الإسلوب الذي إتبعه والذي يمكن توصيفه بالسهل الممتنع الذي يجمع بين بساطة الجمل السردية التي غالبا ما يعتمدها ادباء الرحلة في وصفهم لأمكنة تنقلاتهم وفي تفصيل كل ما يواجهونه ويتأثرون به من أحداث ومفاجآت وإكتشافات.
وقالت:” ان الكتاب هو برأيي من الكتب التأريخية المهمة، وإن كان يتناول التأريخ لعائلة خلاط على وجه الخصوص، فهذه العائلة لا تعتبر الوحيدة في إختيارها العيش المتأرجح في ذلك الزمان بين مكانين، وهي ليست الوحيدة التي إختارت الإسكندرية كمدينة هجرة في زمن مأزوم، فكثر من العائلات المسيحية من مدن ساحلية لبنانية وجهت يمها خلال تلك المرحلة بالذات بإتجاه الإسكندرية تحديدا”.
أضافت: “ان خلاط قد إستخدم في تأريخه لعائلته منهجيات علمية دقيقة من خلال لجوئه للتوثيق المتنوع المعتمد على الكتب والصور والآثار المادية المتعددة.
وختمت:”ان كل هذه التقنيات العلمية التي إستخدمها خلاط غايتها التحضير لفيلم وثائقي عن عائلته على مدى زمن ثلاثة أجيال عائلية مباشرة (الكاتب نفسه هو من جيلها الرابع( فهو كما نعلم في الاساس منتج ومخرج للعديد من هذه الأفلام عدا إهتمامه بمهرجان طرابلس الدولي للأفلام وإستخدام هكذا إسلوب في التوثيق كمنهج أساسي لهكذا هدف”.
حيدر
ثم تحدث المربي ومدرس اللغة العربية وآدابها والفلسفة الإسلامية الأستاذ شفيق حيدر الذي شغل مديرا للثانوية الوطنية الأرثوذكسية وله مؤلفات تتناول الشأن التربوي والإجتماعي واللاهوتي فقال: عرفت الياس خلاط طفلا في الصفوف الإبتدائية وتوطدت بسببه صداقتي مع العزيزين نورما وجاك.وكلنا يعرف أن العلم لا قعر له، ان بحر المعرفة واسع شاسع لا يستطيع إمرؤ أن يبلغ إلى حده، إنها كلمات قليلة في مؤلف الكتاب أكتفي بها الآن لأسرع وأعرج على الكتاب الذي فيه يحكي لنا إلياس هجرة أنسبائه إلى الإسكندرية وتعاطيهم الأعمال التجارية هناك، منوها بالهجرتين اللتين قام بهما آل خلاط إلى بلوخستان ثم نابولي وما وجده هناك من حفاوة وتكريم.
وتوقف المربي حيدر عند هجرة الأديب الشاب إلى مصر وتأسيسه شركة تجارية في الإسكندرية منوها بعضويته لمجلس طرابلس البلدي وتعيينه عضوا في شركة الترامواي في الاسكلة “الميناء” ومن ثم سفره إلى أوروبا وإهتمامه مع شقيقه إدوار بتأسيس مدرسة كفتين الداخلية الأرثوذكسية بحوار طرابلس.
زيادة
من جهته نوه السفير السابق الكاتب الدكتور خالد زيادة بالكتاب الذي يتضمن عناصر لكتابة سيناريو فيلم ابتداء من الصفحة الاولى مرورا بالعديد من المواقف التي تشير الى مواقع في مصر وخصوصا في الاسكندرية مثل. محطة رمسيس وفنادق الاسكندرية والكنائس وغير ذلك.
ونوه بالجهد التوثيقي والعودة الى المصادر والمراجع المكتوبة ومن خلال المقابلات واللقاءات التي اجراها مع اشخاص لديهم معرفة ببعض الوقائع الماضية. وتطرق الى بعض المسائل التاريخية مثل اسباب الهجرة الى مصر ودوافعها واستيطان آل خلاط في الاسكندرية.
كما ناقش تاريخ التحديث العمراني في طرابلس في نهاية القرن التاسع عشر.
خلاط
وتحدث المؤلف خلاط شاكرا ل”مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية” ورئيسها الدكتور سابا قيصر زريق إهتمامها وإصدارها لهذا الكتاب الذي يروي رحلته بين مدينتين والذي يتم إعداده كفيلم سينمائي متوجها بالشكر إلى كل الأصدقاء الذين ساهموا معه في إنجازه . وقال:” ان هذا الكتاب هو خلاصة جهد شاركني فيه عدد من الأصدقاء اللبنانيين والمصريين ووردت اسماؤهم في الكتاب تعبيرا عن مساعدتهم لي، كما ذكرت ايضا عدة سيدات من آل خلاط وردت أسمائهن على إمتداد 4 أجيال كان لهن شأن في تفاصيل هذا الكتاب”.
وإختتم اللقاء بحفل كوكتيل.