ترأس الأب العام لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة مارون مبارك قداسا لمناسبتي عيد ” تجلي الرب “، ومرور 303 سنوات على حضور الدير الام للجمعية، المعروف ب “دير المخلص الكريم ” القابع في وادي غوسطا، مشكلا منارة للحياة المكرسة والبحث عن الله”، وعاونه رئيس الدير الأب اندريه غاوي والأب بيار البلعة، في حضور حشد من الكهنة والمؤمنين وأصدقاء الجمعية.
وألقى الأب مبارك عظة، شكر فيه الله على “نعمه المتزايدة التي يقدمها لنا”، وقال:”مرة جديدة تظهر غمامة السماء على أرضنا ليشرق منها نور الرب ويهدينا من عليائه نعمة خاصة في تطويب البطريرك اسطفان الدويهي، رجل التواضع وعلامة الفكر والعطاء حتى تغلب ظلمة الأجواء الأمنية المتلبدة وتزيل ظلمة الأحوال الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المعقدة التي تزيد في الحمل على أكتاف أبناء أرضنا. نعم ، جاء نور من السماء ليزيد فينا الرجاء، والثبات على ما نشأنا عليه في الايمان والمحبة”.
أضاف :”نعيد الليلة مرة جديدة تجلي الرب وبه نفرح معا بعيد( دير المخلص الكريم) فنجتمع كلنا كهنة وأصدقاءوعائلات كريمة وأحباء لنصلي ونفرح معا لأن نور الرب يملؤنا نعمة ويزيدنا رجاء”.
ولفت إلى أن ” حدث التجلي يدلنا – كما رواه القديس بولس الانجيلي – على أربعة مشاهد ترسم لنا طريق الحق والفرح والرجاء الذي لا يخيب.
- المشهد الاول ” جبل عال “، هذا الجبل يرمز إلى ” حضور الله، القرب منه، السمو والارتقاء”، حيث كان يسوع يصعد إلى الجبل ليلتقي بأبيه عند الأحداث الكبرى والاستحقاقات القوية وليصلي فيعود للنظر إلى الأمور بنظرة الاب ” واليوم بحدث التجلي” لم يصعد وحيدا بل أخذ معه ثلاثة من تلاميذه لكي يجددهم بالإيمان بعدما كان قبل ستة أيام أخبرهم بآلامه وموته، ولكي يرشدهم إلى طريق الدخول في مجد الله”.
وتابع الأب مبارك:” نحن في هذه الأيام نعيش في ظروف وأحداث كثيرة أن على الصعيد الأمني أو الأخلاقي فتقودنا إلى قعر الفراغ والفوضى والضياع إن لم نكن على ثبات في إيماننا . فلنصعد إلى هذا الجبل لنلتقي ينبع الحياة والحب والحنان ونستقي منه الايمان والانتماء والمحبة ونواصل معه مسيرة ثباتنا على الايمان والمحبة والتسامح والرجاء”.
وفي المشهد الثاني “حيث شع وجه يسوع بنور عظيم وأيضا ثيابه رمزان إلى ” هويته الحقيقية ، كونه النور الإلهي ، الذي يسطع في زرع الأمانة والفرح. لم ينعكس هذا النور على يسوع بل فاض منه ، لانه هو كل النور الإلهي . نور الألوهية ، نور الله الحق الحاضر معنا، وبيننا.
ويدعونا هذا التجلي إلى التقرب أكثر من الله لنختبر النعمة الإلهية وقوة الايمان فنحمل نوره للعالم ، لنضيء ونشهد له فنكون رسل سلام ومحبة اكثر فأكثر” .
وإنتقل الاب مبارك إلى المشهد الثالث، حيث يرى في ” ظهور موسى وايليا عمودي الايمان في العهد القديم ولقائهما مع الرب على الجبل دليل على محبة الله للانسان. حيث اعطي لموسى لوحي الوصايا ليقود الشعب إلى أرض الحرية ، ولايليا النبي النبوءة ليشهد بها على ” أن الله هو الإله الحق”.
لقد فرح موسى كما بطرس بأنه رأى الشريعة في يسوع. ويفرح ايليا كما بطرس بأنه رأى اكتمال النبرة في يسوع. وكما يقول بولس الرسول عبر نشيد المحبة في رسالته الاولى الى اهل كورونتس “” عندما يأتي الكامل يزول الناقص ” .
وتوقف الأب مبارك أمام المشهد الرابع أي ” مشهد الغمامة والصوت فيرى في الغمامة
حضور الله في شعبه كما في الصحراء . حيث كان يراقبهم في غيمة من نار ليزيل الظلام. وبغيمة في النهار ليقيه حر الشمس . هنا يتدخل الرب الإله وبصوته يعلن الحقيقة الساطعة للجميع ” هذا هو ابني الحبيب فله اسمعوا ” له وحده المظلة اي الغمامة السماوية ومنها يدخل الجميع من خلال الاصغاء لصوته”.