أكدرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود أنها “ليست المرة الاولى التي يرتقي فيها شهداء قادة، ولكن هذه الضربة في القلب، الاولى في عرين المقاومة، طهران، حيث يفترض ان الامان كامل والخطر بعيد، قالت هذه الضربة، ان لا مكان آمناً للمقاومين حتى في حصن المقاومة، ويزداد تقديرنا للشهيد القائد، لانه قائد فذ، متواضع، حافظ للقرآن، خطيب جمعة، محب للجميع، رافع للواء وحدة الامة، ووحدة محور المقاومة، محاور من الدرجة الاولى، اصلح ما فسد من الامور … الخ، وضربة في القلب ايضاً في الضاحية، حيث اتى الوفود من كل انحاء العالم ليقولوا أن لن يكون ثمة ضربة للضاحية ولا لمطار بيروت ولا للمرافق المهمة، مما اكمل مهمة النفاق والدجل الاميركي والغربي الذي يغطي العدوان الاسرائيلي الارهابي المستمر، ضربة في الضاحية اصابت رأس العمل العسكري في حزب الله، هذا الرجل وامثاله، الذي ألغى نفسه من سجلات النفوس، وألغى اولاده انفسهم من سجلات المدارس والحياة الاجتماعية ، ليهيؤوا انفسهم لعمل جهادي مميز.”
وتابع: “الشهيد هنية، كان هدفاً أمنياً سهلاً باعتبار انه يحمل هاتفه الذكي، حيثما ذهب، ويجيب بنفسه، ويسافر من عاصمة الى عاصمة، معتمداً انه قائد سياسي وليس قائداً عسكرياً، ولقد خرق العدو الصهيوني هذا “البروتوكول” العالمي في قواعد الاشتباك، لم يستطع ان يصل الى القادة العسكريين في غزة وفشل في انهاء المقاومة، فعمد الى هذا الهدف “السهل” أمنياً والقاسي على المقاومين.”
وأضاف: “لكن فؤاد شكر، كان هدفاً صعباً، ولكنهم وصلوا اليه بالتقنية الغربية المتطورة بالذكاء الاصطناعي، بتعاون بين حوالي ثمان دول، ان لم يكن اكثر، والضربة الثالثة ايضاً التي يُستكمل بها المشهد، استهداف اسماعيل الغول ورامي الريفي، باعتبار ان مهمة الصحافيين وما ينقلون الى الآذان والعيون والعقول في العالم لا يقل اهمية عما يفعله المقاومون.”
ولاحظ حمود أنه “في الضربات الثلاث يقول الصهيوني عملياً انه يريد حرباً وانه لا يحسب حساباً لردة الفعل الايرانية وردة فعل المحور، تحد واضح، نقول ازاءه، ستكون المقاومة وسيكون المحور على مستوى التحدي وعلى مستوى الرد، وعلى كل حال هي معركة طويلة محسومة النتائج، سينتهي هذا الكيان، ولا بد من هنا حتى ذلك التاريخ القريب باذن الله ان يحصل هنالك تغيّر حقيقي في مجتمعاتنا الاسلامية التي استطاعت الفتنة المذهبية ان تخترقها بالمؤامرة الدولية والاموال الباهظة التي انفقت لاثارة الفتنة المذهبية، وسائر الفتن والحروب التي ارهقت مجتمعاتنا واعادتنا الى الخلف عقوداً.”
وشدد على أن “بعض البسطاء او العملاء، وفي هذا الصدد تصبح البساطة والبلاهة مرادفة للعمالة ولخدمة اهداف العدو، هؤلاء القلة الذين يشككون بالموقف الايراني لا يعول على عقولهم ولا على موقفهم وتشكيكهم، عندما يتجاوبون مع الصهيوني الذي يقول ان اغتيال هنية كان من خلال عبوة زرعت في غرفة الشهيد القائد، وان الصهاينة لم يطلقوا صاروخاً في تلك الليلة سوى الصاروخ الذي اصاب الشهيد فؤاد شكر (محسن)، ثمة اصوات صهيونية تزعم الوطنية والاسلام والسيادة وغير ذلك، اصوات صهيونية تكمل المشروع الصهيوني ولن تؤثر على مسيرة المقاومة وانجازاتها.. لقد كان مشهد التشييع في طهران استثنائياً، وكانت صلاة القائد على الشهيد هنية امراً مميزاً وتعاطف الشعب الايراني، كل ذلك صفعات على وجه العدو الصهيوني وعملائه، تؤكد صدق الشعارات والمشاعر والدعم والوعي السياسي المميز لدى القيادة في ايران”
واقيمت صلاة الغائب على الشهداء بعد الصلاة، وبعد ذلك القى د. ايمن شناعة كلمة باسم حماس، اكد فيها ان الرد سيأتي، وأنه سيكون على مستوى التحدي، وان المقاومة مستمرة، منوهاً بصمود الشعب الفلسطيني وتماسك محور المقاومة.
حضر الخطبة والصلاة جمع غفير ضاق به المسجد، وحضر ممثلون: عن الجماعة الاسلامية د. بسام حمود، وعن حركة امل المهندس بسام كجك، وعن امين سر فصائل منظمة التحرير اللواء فتحي ابو العردات (مصطفى اللحام مسؤول منطقة صيدا)، وعن حركة الجهاد شيكب العينا، ووفد من قادة فتح يتقدمهم اللواء خالد الشايب ، ووفد من انصار الله، ووفد من عصبة الانصار، ووفد من هيئة ابناء المخيمات، والشيخ خضر الكبش رئيس تيار الارتقاء، والشيخ المفتي احمد نصار وحشد من المؤمنين.
(الصور بعدسة الزميل حسان أطرق)