شاركت النائبة ستريدا جعجع في افتتاح “مهرجان الزهور” الذي تنظمه “لجنة المرأة” في بلدية حصرون، حيث ألقت كلمة بهذه المناسبة، اّكدت فيها “فخرها الكبير بالوجود في بلدة حصرون التي تتكىء على تاريخ نفتخر به”، مشيرةً إلى “أهمية الاحتفال بافتتاح مهرجان الزهور الذي أطلقته لجنة المرأة في بلديّة حصرون في العام 2017 ولا تزال مستمرّة في تنظيمه حتى اليوم”.
ولفتت إلى أن “حصرون التي وصفها الجنرال شارل ديغول بـ”وردةِ الجبل” لجمال طبيعتها وبيوتها المكللة بالقرميد وموقعها المطل على وادي القديسين، تستضيف هذا المهرجان الذي يستقبل الزوار من مختلف المناطق اللبنانية”، مشيرة إلى أن “هذا المهرجان ليس مجرد نشاط عابر في ظل أكبر أزمة سياسية واقتصادية ومالية يمر بها بلدنا الحبيب لبنان، بل هو صورة أمل وفرح وتحدٍ للواقع القائم اليوم”.
وشددت على أن “هذا المهرجان يمثل مقاومة بحد ذاتها، مقاومة ثقافية وفنية وحضارية”، معتبرةً أنه “يعبر عن تجذر أهلنا في أرضهم ويشجع الحركة السياحية في منطقة بشري، خصوصاً وأن العمل على تأمين وتجهيز البنى التحتية والتنموية فيها استمر لسنوات، بحيث باتت المنطقة مهيأة وجاهزة لتنظيم مثل هكذا مهرجانات وأشهرها مهرجانات الأرز الدولية”.
وأوضحت جعجع “أننا كجماعة، قسى الدهر علينا، إلا أننا لم نستسلم وقاومنا وكسرناه. نحن كجماعة، لم نأخذ صفةَ سياديين بالخطب الرنانة على المنابر وبالكلام المعسول وإنما بالتضحية والشهادة وبذل الذات. من هذه الخلفية عملنا على إحداث الفرق في منطقتنا في محطات عدة وحولناها إلى نموذج للجمهورية القوية”.
في ختام كلمتها، وجهت تحية كبيرة لرفيقها النائب السابق جوزاف إسحق، الذي وصفته بالمواكب لهذه المسيرة الطويلة. كما وجهت التحية لرئيس البلدية المهندس جيرار السمعاني وأعضاء المجلس البلدي الداعمين لهذا المهرجان منذ انطلاقته، والذين يحرصون على أن تبقى حصرون اسماً على مسمى “وردة الجبل”. وهنأت رئيسة “لجنة المرأة” رنا طوق السمعاني، وجميع أعضاء اللجنة، وجميع الذين عملوا وضحوا لإنجاح هذا المهرجان.
رئيسة لجنة المرأة
وكان حفل الافتتاح استهل بالنشيد الوطني ألقت بعده رنا السمعاني كلمة رحبت فيها بالواجب ستريدا جعجع والحضور وقالت: “اهلا بكم في حصرون في مهرجان الزهور الذي يراكم النجاحات من سبع سنوات حتى اليوم. حين بدأت الفكرة ب ٤٠٠ شمسية و٥٠ ستاند ووصلنا اليوم الى ١٤٠٠ شمسية واكتر من ١٢٠ ستاند وهذا دليل على ثقة والعارضين التي تكبر سنة بعد سنة مع التخطيط الذي يبدأ من عيد الميلاد والأفكار الجديدة وصولا للتنفيذ على أعلى المستويات الاحترافية وبالدقة المطلوبة”. وهذا العام كان لدينا تجربة مميزة شاركنا فيها باسم بلدية حصرون من خلال مشاركتي وعضو البلدية السيدة جويس مرعب في زيارة فرنسا وتحديدا chemberry مشاركتنا في مهرجان مار شي دي كونتينان الذي يضم عارضين من كل دول العالم، وتم كنا من خلال الستاند المخصص لنا من تأمين دعم إضافي لمهرجان حصرون، لقد كانت التجربة رائعة جدا تعبنا وعملنا بكد والحمد لله كان المبلغ الذي جمعناه يستأهل التعب”.
وتابعت: “ان المهرجان هذا العام مميز خصوصا أنه تم التعاون مع مواهب جديدة من القضاء ومع راقصات بقيادة الممثلة الموهوبة مابال طوق، رقص تعبيري على وقع كلمات جبران وفصل مسرحي من تمثيل فرقة مسرح بشري المميزون. ووقفة موسيقية من تحضير معهد جبران خليل جبران الموسيقى بقيادة الأستاذ فريد رحمة وقراءات من كتب الموسيقى لجبران لعضو اللجنة الثقافية جوني عنداري. وختاما السهرة مع فرقة درابزون.”
وعددت الأنشطة والحفلات اليومية خلال المهرجان والمشاركين شاكرة ثقتهم الكبيرة.
وتوجهت بالشكر لكل وسائل الإعلام التي إستضافتها وكل الإعلاميين الحاضرين والشباب والصبايا في لجنة المرأة والبلدية ومجلس الشباب وكل الذي ساعدوا في التحضير للمهرجان ليليق الزوار.
وختمت بشكر الرئيس جيرار على “ثقته الكبيرة فينا وبكل فكرة نطرحها وكل مشروع نقترحه ويكون الداعم الأول. وان شاء الله حصرون ستبقى عامرة بوجودكم وبمحبتكم لها وانتم اخذتم شعار عمرها ونفذتوه حتى النهاية”.
رئيس البلدية
كما كانت كلمة لجيرار السمعاني قال فيها: “ليس بالصدفة ان يتزامن مهرجان الزهور السنة مع مئوية النبي لجبران خليل جبران ولهذه المناسبة اخترنا، إن يحمل مهرجان الزهور هذه السنة عنوان: “لكم لبنانكم ولي لبناني” هذا العنوان الذي قاله جبران خليل جبران منذ مئة سنة لا نزال اليوم نردده لا لنقسم لبنان ولا لنشرذم حقوق كل أبنائه، بالعكس هذا العنوان بات شعارا بوجه كل من أراد. بمعرفة أو بغير معرفة، عن قصد أو غير قصد ، إن يغير أو يشوه هوية لبنان الواحد السيد الحر المستقل. لذلك نحن نقول مع جبران خليل جبران: “لنا لبناننا الحب والجمال، لنا لبناننا الفن والإبداع، لنا لبناننا الزراعة والتجارة،لنا لبناننا العقول المتفوقة في كل المجالات، لنا لبناننا السياحة والإقتصاد وكرامة عيش كل مواطن حر، لنا لبناننا نعمة من ربنا ولن نفرط بها مهما كان الثمن، أما عن لكم لبنانكم. فنحن لا نريد لبنانين بل لبنان واحد الذي عددنا مزاياه ونرفض أن يكون لأي لبناني آخر لبنان الحرب والخراب والإنفجارات والقتل والدمار والإفلاس، نرفض قتلنا ونحن أحياء، نرفض تدميرنا مع كل بداية موسم اصطياف تجتاحه أشباح – التلويح بالحروب والتهجير، وعدنا لكم ان نستمر بالنضال لتحقيق لبناننا الجميل و منع انحداره الى لبنان لا يشبه اللبنانيين الأحرار”.
وتابع: “مهرجان الزهور هذه السنة ايها الأحباء في وردة الجبل حصرون، ليس فقط مهرجانا سنويا كبيرا، لكنه في الحقيقة هو علامة تأكيد إن شعبنا لايستسلم ولا يركع لغير الرب الذي اهدانا لبنان، رسالة لكل الدنيا وأرض قداسة لا يدنسها عيب ولا خيانة وطن، وبالعلامة إنه مع كل خطر جديد يبشروننا به ، تبشرنا السماء بقديس جديد، يجدد فينا الرجاء والتمسك بهذه الأرض وبشعبها. وبعد ايام نحتفل بإعلان طوباوي جديد وهو البطريرك العلامة اسطفان الدويهي”.
وأردف: “ما من شك إن الصعوبات كثيرة وكبيرة والضيقة خانقة على البلد وعلى البلدية، لكننا لا نركع للشدة ولا نستسلم للضيق لأننا نحن حراس هذه الأرض و كما دائماً “ما بينعسوا الحراس”، ونوابنا حراس ايضا لا ينعسون و لا يرتاحون واضعين قضاء بشري بكل بلداته الصغيرة والكبيرة امام اعينهم ويفعلون المستحيل ليؤمنوا حاجات اهلنا. الف شكر لمحبتكم الكبيرة و لتفانيكم بالعمل الذي يخفف عن اهلنا صعوبات هذه المرحلة”،
وأضاف: “وجودكم ایها الاحباء معنا اليوم ومحبتكم تأكيد على إرادة شعب رافض الإستسلام ويحمسنا كل سنة ليكون هذا المهرجان أكبر وأجمل بهمة لجنة المرأة بشخص رئيستها رنا السمعاني وكل سيدة من سيدات وصبايا البلدة اللواتي نرفع لهن القبعات على كل جهد يقمن به لتبقى حصرون وردة هذا الوطن. ونشكرهن من القلب عا توسيع مشاريعهن ورفع اسم حصرون في العالم من خلال سفرهن الى فرنسا لتمثيلنا بأجمل صورة، ولا ننسى المجلس البلدي الشبابي الذي يكبر يوما بعد يوم بأحلام جديدة تجدد بلدتنا واسمحوا لي ان اشكرهم باسمكم على المبادرة المميزة التي سيطلقونها اليوم وهي: زرع وردة بحصرون عا اسم كل حصروني لتبقى بلدتنا وردة الجبل بالإسم وبالفعل والستاند المخصص لهم ينتظر دعمكم. اسمحوا لي ان اشكر كل شخص يغار بمحبة على حصرون ويشتغل من قلبه لحصرون لأنه كلما عملنا لبلدتنا “بيعمر الوطن”. و اشكر المغتربين الحصارنة الواقفين دائما الى جانب البلدية من اول الأزمة حتى اليوم وبلدة chambery و chambery solidarite الذين يمولون قسما من المهرجان للسنة الثالثة على التوالي”.
وختم: “آن الاوان لنفتتح المهرجان معكم لتكون ليالينا عمرانة كما دائماً بوجودكم وبمشاركة كل الفنانين والعارضين والعاملين والداعمين، افرحوا
لأننا شعب “بيحب الفرح وبيلبقلو السلام”. وهكذا معا نرفع الصوت أكثر ونقول: لنا جميعًا لبناننا الواحد والوحيد”.
بعدها تم افتتاح المهرجان وجال الجميع في السوق الاثري الذي عرضت فيه كافة انواع الحرفيات والمونة البلدية واللوحات والخزفيات والمأكولات على وقع موسيقى الباراد قبل ان تبدأ العروض الراقصة والمسرحية والغنائية وحلقات الدبكة التي استمرت حتى ساعات الفجر.