يصدر دار “سائر المشرق” للزميل انطوان سعد في الاسبوع الاول من شهر آب المقبل، كتاب “أبيض أحمر: مسعفو الصليب الأحمر لأول مرة عن الحرب” للمسعف السابق الاعلامي رائد جرجس المقيم بين كندا ولبنان.
ويجمع الكتاب شهادات العشرات من المسعفين السابقين والإداريين في الصليب الأحمر اللبناني، يروون مشاهداتهم وتجاربهم القاسية نفسياً التي بلغت حد التعرّض لخطر الموت في الكثير من الأحيان. كما يتضمن تفاصيل مهمات نفذها المسعفون خلال الحروب المتنقلة في لبنان بين 1989 و1990 والتي طالت العديد من المناطق اللبنانية.
وقال جرجس عن كتابه: “أردت أن يكون هذا العمل تحية تقدير الى مسعفي ومسعفات الصليب الأحمر اللبناني الذين قاموا بعمل جبار في أصعب الظروف. لقد تمكن هؤلاء الأبطال بكل ما للكلمة من معنى التخفيف من معاناة الألوف من الناس في أحلك أيام الحرب، فأنقذوا مصابين وساعدوا في إعادة أسرى وحتى جثامين ضحايا لذويهم محاولين المحافظة على كرامة الإنسان في زمن الدمار والموت”.
اضاف: “في وقت يستسهل البعض، خصوصا من جيل الشباب، الحديث عن حمل السلاح وخوض الحروب، تظهر التفاصيل التي يتضمنها هذا العمل حجم المأساة التي طالت الناس والوطن جراء الاقتتال في لبنان، من خلال شهادات مفصّلة بالزمان والمكان وأسماء المسعفين”.
ويتألّف الكتاب من ستة أقسام، يتضمن كل قسم مواضيع متعددة ذو صلة بجمعية الصليب الأحمر اللبناني وانتشارها في لبنان وكيفية عمل المسعفين وإدارة المراكز، بالإضافة الى جزء مخصص للمسعفين الذين استشهدوا خلال تطوعهم للعمل الإنساني. كما يجيب أخصائيون في جزء آخر عن أسئلة تتعلّق بتأثيرات ما بعد الصدمة (PTSD) الناجمة عن مشاهدات قاسية أيام الحرب. أما الأقسام المتعلقة بتفاصيل المهمات وشهادات المسعفين فيستعرضها الكاتب بتسلسل زمني ابتداء من “حرب التحرير” وصولا الى “حرب الإلغاء” وما بينهما من مواجهات محلية بين أطراف متعددة.
ويتطرق الكاتب أيضا الى معاناة الأهل بسبب فقدان أحبائهم، والى أحداث مفجعة أثرت على نفسية المسعفين وطبعت ذاكرتهم مدى الحياة ما ساهم بتغيير نظرتهم إلى الموت والحياة والحرب بسبب هذه التجربة الخاصة التي خاضوها.
ويقام حفل التوقيع الرسمي للكتاب اعتبارا من السادسة عصر الاربعاء 7 آب في مقر المجلس العام الماروني في الكرنتينا.