ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداسا احتفاليا لمناسبة مرور 75 سنة على تأسيس البعثة البابوية.
والقى الراعي عظة بعنوان “نظّمت المؤسسة عملها بتشكيل سبع لجان محلية ضمّت الممثل البابوي واكليروسًا وعلمانيين ورهبانيات ومؤسسات خيرية، وراحت توزّع المساعدات على عرب فلسطين في الضفة الغربية ولبنان ومصر وسوريا والضفة الشرقية واسرائيل وغزّة. في السنوات التي تلت تأسيسها، وزّعت البعثة البابوية كميّات كبيرة من الاطعمة والالبسة والمواد الطبّية وسواها من المواد الاساسية، بالاضافة الى بناء العديد من المنازل، كما أنجزت العديد من برامج التدريب والتعليم المجّاني لتأهيل آلاف اللاجئين من خلال مهارات جديدة بدرجة عالية من التعليم. مع بداية الحرب في لبنان، تركّز اهتمام البعثة البابوية على مساعدة جميع المتضرّرين دون تمييز لجنسيتهم أو دينهم. وها هي تقدّم المساعدة للكنائس في لبنان والعراق والاردن وفلسطين وسوريا، التي تشمل مساعدات اغاثة ومساعدات انمائية وخدمات، بالاضافة الى الدفاع عن حقوق الانسان، ودعم العدالة والسلام. ينقسم عمل البعثة البابوية الى مجالين اساسيين:
الاول، مجال العمل الكنسي والرعوي من خلال برنامح دعم الاكليركيات في لبنان ومصر وسوريا والعراق، ودعم معاهد التربية الدينية التي تؤمّن التنشئة الصحيحة والفعّالة لشرائح المجتمع كافة من اطفال وشبيبة وعائلات.
الثاني، مجال العمل التنموي لمؤسسات الكنسية، بغية تطويرها ومساعدتها لتحسين ادائها، وايضًا الرعايا والبلديات والمناطق، نذكر من بينها: بثّ الحياة في القرى والبلدات التي تعرّضت للتهجير، وتشجيع العودة اليها، من خلال ترميم المدارس، والبيوت والكنائس والبنى التحتية من كهرباء وماء وزراعة وانتاج. هذه البرامج نُفذت في مناطق الشوف وعاليه وشرق صيدا وجزّين والمتن الاعلى. دعم المؤسسات الكنسية ذات الخدمات الطبية كالمستوصفات والمستشفيات، ومساعدتها على تطوير عملها. دعم المستشفيات التي دمّرت بنتيجة تفجير مرفأ بيروت باصلاحها وحفظ طاقمها الطبي والتمريضي فيها. مساعدة المؤسسات التربوية والمدارس على تطوير عملها، وتجديد معداتها التكنولوجية واساليب التعليم التّي من شأنها ان تحافظ على ريادتها، كما ساعدت بعضها اثناء الانهيار المالي. وتجاوبًا مع دعوة قداسة البابا فرنسيس، تُعنى البعثة البابوية بالعمل من خلال مؤسسات كنسية على نشر الوعي ومساعدة ضحايا الاتجّار بالبشر على صعيد اقليمي يطال دول المنطقة المحيطة بلبنان، وحماية القاصرين والضعفاء وذوي الاحتياجات الخاصة.
وأضاف: “أحبّوا اعداءكم، وصلّوا من اجل مضطهديكم” (متى 44:5). كم عالمنا بحاجة الى هذه البطولة المسيحية التي تعطي معنى لحياتنا، بدلًا من مبدأ “العين بالعين، والسنّ بالسنّ” (متى 38:5). انها الثقافة الاجتماعية الجديدة التي من شأنها وحدها وضع حدّ للحروب والنزاعات، والذهاب الى المفاوضات السلمية بدلًا من حروب التدمير والقتل والتهجير. مرة أُخرى نقول: ليس بالسلاح تُحلّ النزاعات، بل بالمفاوضات. فالسلام ليس فقط غياب الحرب، بل فعل العدالة وصنعها، وثمرة المحبّة. فكيف يساهم بالسلام من يُغذّي في داخله مشاعر الحرب. هذا هو تعليم الكنيسة الرسمي والدائم، ولهذا السبب لا نستطيع القبول بالحرب، لانها قبول بالتدمير والقتل والتهجير والفقر والحرمان ومآسي السكان الآمنين، كما هي الحال في غزّة وفي جنوب لبنان”.
وختم الراعي: ” فلنصلِّ، من اجل إبعاد شبح الحرب، وتمكين مؤسسة البعثة البابوية من القيام ببرامج التنمية”.