قال النائب ملحم خلف، في تصريح في اليوم ٥٤٥ لوجوده في مجلس النواب: “إن وجع فلسطين بلغ الكّي، لم يعد يُحتمل! انقطع ترداد الصدى. امتلأ المدى. وضاع الصوت في النوى. عادَلَ هذا السكوت المدوي صمت حكام العالم عن صراخ الاطفال وعويل النساء وأنين الشيوخ ووجع الرجال. انه الذعر، انه الرعب، انه القلق، انه الخوف. انها محطات اهل غزة ما قبل الموت المنتظر في ركاب التنقل القسري ما بين هلاك مُحَتَّم بقصف وحشي او فناء بطيء من عطش او جوع. وتعداد الضحايا مستمر: ٣٨ الف شهيداً من دون من لا يزال تحت الركام. اما الجرحى والمعوقون والمشوهون فيتخطى عددهم الى الآن المئة الف. أناس، بشر، ذنبهم الوحيد أنهم ولدوا في هذه البقعة من العالم في زمن أضحت فيه الهمجية سيدة الموقف، فغلب الطغيان. والاهداف مدنية، من مدارس ومستشفيات ودور عبادة، ومن خيم تحّولت بفعل الوحشية الصهيونية الى اكفان محترقة تغطي اجساداً ممزقة تروي الارض دماً ليزهر حرية وعدل لفلسطين!”.
أضاف: “فلسطين اليوم فضحت الشرعية الدولية وفشلها. اسقطت القناع عن ازدواجية المعايير والمقاربات للحكومات. فلا القرارات الاممية اوقفت المجازر في فلسطين، ولا قرارات مجلس الامن اثمرت وقف إطلاق نار، ولا قرارات أعلى محكمة دولية في العالم لجمت الابادة، ولا مذكرات التوقيف فعلت فعلها، ولا طلب المدعي العام في محكمة العدل الدولية كان ذات جدوى، ولا المواثيق الدولية من اتفاقيات جنيف الاربعة وبروتوكولاتها، ولا قانون الحرب ولا القانون الدولي الانساني، ولا المواثيق الدولية جنّبت المدنيين جرائم الحرب في فلسطين. انها الوحشية المتمادية والمتفلتة من القيود الانسانية والاخلاقية والحقوقية والدولية. وكأن المشهد السوريالي يكشف عن الجحيم وعن شياطين ترى في استمرارية هذه البربرية منحى لفرض منطق العنف بدل منطق قوة القانون”.
وختم: “فلسطين تغرق في بحر من الدم غاص فيه ضمير حكام العالم ولا يجيدون، يبتلعون منه ويغرقون فيه جراء ازدواجية المعايير وعدم الانصياع الى مبادئ وقيم الشرعية الدولية. بُحَّت اصوات الشعوب مناشدةً لحكامها، وأصوات طلاب الجامعات صدحت فيهم. حاولوا عقلنتهم، ناشدوهم: رمموا الشرعية الدولية قبل فوات الأوان. إذ مهما طال الزمان، لن يأتي الظلم بالسلام. وسلام العالم لن يأتي الا بالعدالة لفلسطين! أيا حكام الدول هبوا! أقيموا العدالة لفلسطين لترمم الشرعية الأممية ويخطو العالم خطوة نحو السلام”.