سجّل الملف الرئاسي في الفترة الأخيرة حراكًا داخليًا، حيث أطلقت قوى المعارضة خارطة طريق رئاسية تتضمّن إقتراحين سلّمتها إلى سفراء اللجنة الخماسية، وبدأت بعرضها على الكتل النيابية للبدء بمشاورات لإنتخاب الرئيس.
في ها الإطار، يرى الصحافي والمحلّل السياسي جورج علم، أن “جميع الكتل النيابية سواء ما يعتبر بالموالاة أو المعارضة لا دور لها ولا فاعلية في التقدّم بمبادرة، طالما أن هناك حرب مفتوحة في الجنوب ودويلة أقوى من الدولة، لذلك إن كل المبادرات الداخلية التي تصدر هي عبارة عن ضياع الوقت وللبقاء في الصورة الإعلامية لا أكثر ولا أقل”.
ويُشير إلى أن “الإستحقاقات اللبنانية أصبحت خارج لبنان، فهي بعهدة فرنسا والولايات المتحدة الأميركية وإيران، إضافة إلى اللجنة الخماسية الدولية العربية، وبالتالي ربما الفاتيكان له دور معنوي على هذا الصعيد”، لافتًا إلى أنه “عندما تتوفّر هذه السقوف العربية الدولية على رأي موحّد لإنقاذ لبنان، عندئذٍ يمكن التوصل إلى مبادرة تساهم في إخراج البلد من المأساة التي يتخبّط بها”.
ويُشدّد على أن “الرهان على الداخل اليوم هو كلام لا معنى له، لا سيما أن الطبقة السياسية هي شاهد عيان وفاعلة في هدم لبنان، وبالتالي وظيفتها الهدم وليس البناء”، مؤكدًا أن “هناك إنحدارًا إقتصاديًا سياسيًا أمنيًا في لبنان بدأ منذ سنوات طويلة وكل هذه الطبقة السياسية كانت شاهدة على الخراب الذي نتج عنه”.
ويسأل علم: “ماذا فعلت الطبقة السياسية بأموال المودعين وبإعادة إحياء القطاع المصرفي والإقتصادي، وماذا فعلت لتوفير الطاقة والطبابة والإستشفاء للمواطن، فهي إن لم تكن متّهمة إنما مساهمة في الإنحدار الذي بلغه لبنان رغم أن عيونها مفتّحة وتدّعي المسؤولية”.