ترأس الخور أسقف اسطفان فرنجية قداس الاحد التاسع من زمن العنصرة في كاتدرائية مار جرجس – اهدن، عاونه الشماس ادوار فرنجية بحضور حشد من المؤمنين.
بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى الخور أسقف فرنجية عظة، قال فيها: ” فكرتُ طويلاً عما ستكون عظتي اليوم بموقف حسّاس ورائع تعيشه في رعيتنا وهو الاستعداد لتطويب الاهدني الكبير البطريرك اسطفان الدويهي، فكّرتُ لو أن هذا البطريرك العظيم عاد الى منشئه الى مسقط رأسه الى اهدن. فماذا يا تُرى سیری؟ سيرى أناساً طيبين يعيشون على بركة الله، محبون، مؤمنون، يحاولون عيش حياتهم المسيحية بكل صدق رغم كل الظروف. سَيَرى أُناساً لا يهمّهم سوى المال ومصالحهم غير مُدركين لمقولة يسوع: “لا تعبدوا ربين، الله والمال، يُفكّرون ان ضمانتهم بالمال والأملاك غير آبهين بضمانتهم في الله”.
اضاف: “لو عاد البطريرك الدويهي الى اهدن، سيرى شعباً هالكاً نفسه من دون سبب وكل شي يسمعه، يُصدقه، ويتناقلون أحاديث مغلوطة، هذا البطريرك العظيم الذي عاد من روما الى بلدته اهدن، عمد الى تأسيس مدرسة في مار يعقوب وراح يُعلّم أبنائها والبالغ عددهم ٤٠، و١٢ منهم دخل سلك الإكليروس، كذلك الأمر في حلب حيث أسس مدرسة حلب المارونية وفي جعيتا حيث علم فيها”، وأكد ان “الدويهي كان يَعلَم أنّ العِلم صالح لتمييز ولمعرفة اختيار الأشياء للأحسن والأفضل، ومن خلال التعليم المسيحي يعيش الإنسان المؤمن إيمانه بكل صدق وجدّية”.
وتابع: “النوع الرابع من النّاس مثل الذئاب، ينهشون، معتقدين انفسهم أذكياء، هؤلاء الناس كُثر في مجتمعنا والكبير يريد ان يأكل الصغير والقوي يريد ان يأكل الضعيف. النوع الخامس، مثل الحيّات، يغرون النّاس بأجمل كلام لا يمت للواقع بِصِلَة. النوع السادس، أناسٌ لا يهمهم سوى ذاتهم يعيشون كأي كائنات نباتية أو حيوانية، صحيح أنهم يتنفسون ويبتعدون عن الهموم دون هدف ودون رسالة في حياتهم”.
واعتبر أنّ “مجتمعنا اليوم، ينطلق بغالبيته من مجتمع يتَّبِعُ العونة، وكل ما حصل في بلدتنا اهدن على مدى التاريخ كان نتيجة العونة والتكاتف بين أبناء الرّعية لخيرها. وهذا ما رأيناه في عائلة اسكندر اسكندر التي عمدت مشكورة إلى حلّ مشكلة الصوت والصدى من خلال تركيب عازل للصوت في هذه الكنيسة، إنّنا نشكرهم لسخائهم وعطائهم”.
واردف: “الأسبوع المقبل سنحتفل بعيد القديس شربل يوم السبت في 20 تموز عند الساعة الحادية عشرة قبل الظهر، ونتمنّى على أبناء وبنات رعيتنا المشاركة بالذّبيحة الإلهية التي سيترأسها المطران جوزيف نفاع، عربون وفاء لإنسان قدّم الأرض وشيّد الكنيسة ويهتمّ بها، هو السيد طوني حميد فرنجية وزوجته فافي منصور يمين بحضورنا نعبّر عن وفائنا. والاحد ۲۱ من الحالي عند الساعة الحادية عشرة والنصف نحن على موعد مع “وقفة وفاء” بتدشين تمثال جديد للآباتي سمعان عاقله الذي قدمته عائلة المرحوم المختار سعيد عاقله، فالأب عاقله كان رجل عمراني، كنسي، إيماني، سعى لوضع تمثال بطل لبنان يوسف بك كرم على الكتلة، كما أنه سعى الى تطوير دير مار سركيس وباخوس في زغرتا واهدن، لذا علينا أن نرد الجميل له”.
وعن احتفالات التطويب، قال: “ندعو الناس جميعا للمشاركة بهذه الاحتفالات، وعلى كل أبناء وبنات اهدن المشاركة “مش إنو ما إلنا جلادي نروح”، علينا المشاركة بكثافة بهذه المناسبة التاريخية والروحية ليفيض البطريرك الدويهي نعمه علينا، الباصات مؤمنة من اهدن وزغرتا الى بكركي”.
واستغرب فرنجية “الحملة التي شُنّت علينا على مواقع التواصل الاجتماعي عن بدل النقل للمشاركة بتطويب الدويهي في الثاني من آب في بكركي”، وقال: “للي قادر يدفع ليش تا يتّكل على الغير؟ متكلين على عشرين شخصا في إهدن وقاعدين وما عارفين دورنا ملهيين بالنّميمة على الفيسبوك”.
وختم: “علينا أن نساعد بعضنا البعض بروح العونة والمسؤولية على مثال البطريرك الدويهي والآباء والأجداد ونسأل الرّب أن نكون مسؤولين أمام الله وشعبنا وتاريخنا كلّ ما نقوم به اليوم هو الخير لبلدتنا ولهدف واحد أن تكون احتفالات التطويب تليق بالكنيسة المارونية وبالبطريرك الدويهي الذي ترك مجد العالم وعاد الى اهدن. لنَكُن أوفياء لقيم العلامة البطريرك اسطفان الدويهي ونكون أشخاص فاعلين غير متفرجين ونقدّم ما بوسعنا قَدر المستطاع لهذه المناسبة التاريخية الرائعة التي ستشهدها اهدن”.