أكّد نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني أنه “لا يمكن “كل ما دق الكوز بالجرة ” ان نخلق بدعة دستورية للقول إن الممر الالزامي للرئاسة هو الحوار“، مشيراً الى أن “الأساس الذي يسبق أي شيء آخر هو تحديد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية”، داعياً الى “النظر للانتخابات الفرنسية أخيراً حيث لجأت بعض الكتل الفائزة الى التحالف في ما بينها لتشكيل أكثرية ولم يلجأ الفرنسيون الى طاولة حوار”.
وفي مقابلة مع الإعلامية دنيز رحمة فخري ضمن برنامج “بلا رحمة” عبر “لبنان الحر”، ذكّر أن “الحوارات التي عقدت منذ العام ٢٠٠٥ حتى اليوم وترأسها الرئيس نبيه بري أو غيره دفعت خطوة خطوة نحو الأنهيار”، مشدّداً على أن “بدع الكلام والخروج عن الدستور لا تصلّح بل تدمّر تدريجياً كل ما بناه اللبنانيون بالوفاق الوطني”.
واعتبر حاصباني أن “خارطة طريق المعارضة يجب ان تسقط الأقنعة كلها وتغربل من هو فعلاً جاهز لتطبيق الدستور ومن لا يريد تطبيقه ويتغاضى عن “اتفاق الطائف”، مشيراً الى الى انه “مرت أسابيع ولم يتحدّث أحد عن الملف الرئاسي، بينما اليوم مع حركة المعارضة الكل يتكلم على الموضوع واللجنة الخماسية لديها ورقة جديدة بيدها والكتل النيابية تعطي رأيها علنا “
وعن لقاء المعارضة المرتقب مع “الثنائي” الشيعي بالمباشر، قال: “سنطرح وجهات النظر بعقل منفتح، فاذا كانوا يريدون التحاور من المفترض ان يعرفوا كيف يكون الحوار بمعناه الفعلي، ونحن منفتحون للقاء كل النواب في المجلس”.
وردّاً على سؤال، أوضح أن “اللقاء الديمقراطي ليس وسطياً تماما عبر ميله أكثر الى جانب ايجاد مخرج للرئيس نبيه بري حسب ما لمسنا”، مضيفاً: “انه يدافع عن الحوار الذي أطلقه الرئس بري لانه يعتبر انه يجب الانتقال الى الاستثناء خارج النص الدستوري وهذا ما عبّر عنه عملياً بعد لقائنا به كمعارضة، وطرحنا عليه خارطة الطريق الرئاسية. البعض متوسطون اليوم وليس وسطيين. “اللقاء الديمقراطي” لا يزال يحاول التفتيش عن كيفية انزال الرئيس بري عن الشجرة. نحن كمعارضة نحاول الوصول الى نصف الطريق وأكثر ونتشاور مع كل الكتل النيابية من دون ان يترأس أحد التشاور ومن دون كسر الدستور”.
وعن حرص الرئيس نبيه بري على إشراك “القوات اللبنانية” بالحوار، قال: “لا يريد “الثنائي” انتخاب رئيس وعين التينة تحاول استفزازنا لخلق اشتباك داخلي. إلا أن حرص الرئيس نبيه بري على مشاركة “القوات” في الحوار ليس بسبب تمثيلها بل لتغطيتها للتركيبة التي يعمل عليها. يحاولون “توريط” الناس “بالتركيبة” التي فعلوها وكان بالامكان ان يصلوا الى أسماء لو أرادوا فعلاً، من خلال النقاشات الثنائية التي تحصل بين الأفرقاء. هناك أشخاص يريدون إتمام صفقات وأصبح الأمر عملية تفاوض على المكاسب التي يريدون الحصول عليها وليس حواراً”.
وأشار ردا على سؤال، الى ان “التيار الوطني الحر” كان ايجابياً مع خارطة الطريق التي تطرحها المعارضة، ولكن في الوقت نفسه كانوا ينظرون في موضوع الحوار بكيفية تأمين حضور له”.
وعن أمكان الإتفاق بين عين التينة وميرنا الشالوحي، قال: “الله يديم المحبة بين “التيار” وبري وعند إتمام الصفقة فليذهبوا الى مجلس النواب وينتخبوا رئيساً. كسرنا كل الأضاليل التي طرحت عن أهمية التحاور وهناك تلاصق بين بري و حزب الله بشكل مباشر”.
وفي ما يتعلق بالحرب في غزة وجبهة الجنوب، أوضح حاصباني أنّ “هناك مخاوف تتزايد من تقلّص وقت الاشتباك المحدود لمصلحة الاشتباك الموسع”، مضيفاً: “ربط “حزب الله” لبنان بانتهاء الحرب في غزة يعني انه يربطنا بأمد طويل من الحرب. حرب الاسناد لم تعد بيد “حزب الله”، فهو دخل الحرب ولا يعرف كيفية الخروج منها. إنه يتمنى ان ترفع عنه هذه الكأس ليحصل على حجة لوقف الحرب وتحديد خسائره، لكن حساباته لم تكن في محلها”.
وختم حاصباني: “ان “حزب الله” أداة من ادوات ايران على البحر المتوسط، وهي تستخدم بعض شباب لبنان والفلسطينيين لـتنفيذ اجندة اقليمية في اشتباكها مع الغرب ومع روسيا على المصالح الاقتصادية”.