نفذ أصحاب البسطات العاملين في سوق الأحد بطرابلس، اعتصاما امام القصر البلدي قبيل انعقاد جلسة عادية للمجلس البلدي في البلدية، احتجاجا على ازالته ، وذلك بحضور نقيب البسطات سيف الدين الحسامي وحشد من أصحاب البسطات، وانضم اليهم رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق.
وتحدث الحسامي باسم زملائه، مطالبا بمعرفة مصير السوق، وقال: “حضرنا اليوم إلى بلدية طرابلس كونها السلطة المحلية التنفيذية في المدينة، نحن عمال نقابة سوق الأحد في طرابلس بعد تنفيذ حملة ازالة السوق من قبل آليات البلدية وبمؤازرة امنية كبيرة، نشكرهم على ذلك، واعتصامنا ليس موجها ضد البلدية ولا ضد رئيسها، نحن نعرف ان الهم همنا جميعا، والرئيس يمق معنا والى جانبنا، وموقفنا حضاري للتعبير عن وجع لإيجاد حل، نحن كنقابة نطالب بسوق أحد حضاري، ونلتزم بكل الأنظمة والقوانين ونقول للرئيس يمق نحن على استعداد بالعمل بإشراف أجهزة البلدية، على ان يفتح السوق ابوابه يوم الأحد فقط”.
أضاف :”نحن لم نفتح بسطاتنا الاسبوع الماضي ويظهر أننا لن نفتحها الاسبوع الحالي ومصير عملنا غير واضح، جئنا اليوم لنعرف مكان السوق الجديد، وليس بقدرتنا الانتظار أكثر من ذلك، نحن نعلم ان المجلس البلدي يعقد جلسات مفتوحة لمعالجة مشكلات المدينة، ونقول لدينا عائلات واطفال نسعى لأطعامهم، ونطالب بحقوقنا بالسرعة اللازمة، نحن لدينا رخص عمل من وزارة العمل والمحافظة والبلدية، والمطلوب ان يكمل السوق مشواره كما اي سوق أخر في كل المحافظات اللبنانية، وطرابلس العاصمة الاقتصادية للبنان والعاصمة الثانية للبنان ولا يمكن أن تكون بدون سوق الأحد، وهو من أوائل الأسواق في لبنان وكان اسمه سوق الجمعة، ولذلك نتمنى على المجلس البلدي وعلى رئيس البلدية، تحديد المكان، وبامكاننا الانتظار هذا الأسبوع، لكن الأسبوع التالي يجب معرفة مصير السوق فهناك اناس جوعى ينتظرون لقمة العيش”.
من جهته، قال يمق:”حضوركم اليوم إلى البلدية مشروع، نحن لسنا أفضل من سيدنا عمر، الذي قال “لاخير فيكم ان لم تقولوها، ولاخير فينا ان لم نسمعها”، علينا أن نستمع لصراخ الناس، واوجاع أصحاب الحقوق الذين يقومون على اعالة عائلاتهم. طرابلس بلد الجميع، بلد البلدية والدولة والمواطن الغني وبلد الفقير، وطرابلس للأسف فيها الكثير من التجاوزات والتعديات، وهناك تجاوزات في باب الرمل وابو سمراء والتبانة وغيرها من المناطق، وحتى في شارع 32 الضم والفرز، لا يوجد محل الا وفيه مخالفات وتعديات على الارصفة والأبنية والاملاك الخاصة والعامة، وبدون اي رخص، ومن هذه المخالفات ما تم ازالته في هذه المنطقة التي وضع فيها الأرث الثقافي مبالغ كبيرة لتحسينها لمصلحة أهلها وأهل طرابلس وكل لبنان، وفي هذه المنطقة يوجد الأرث الثقافي والتراثي وفيها القلعة، والمدينة القديمة لها تاريخ حضاري كبير، ولقد دمرتها الايدي التي مرت على طرابلس، وهذا الدمار كان خرابا لكم ولنا كبلدية وخرابا لتراث المدينة”.
أضاف :” اليوم يوم جديد، نحن بدأنا الحملة لإعادة الرونق الى المدينة، لكي نعيد لها الوجه الصحيح، طرابلس طوال عمرها عاصمة البحر الأبيض المتوسط الشرقي، وصلنا اليوم إلى نعتها بأنها أفقر مدينة على طول هذا الشاطئ وأفقر مدن لبنان، وهذا أكبر برهان، ونجد المواطن فيها يعتاش من الفضلات والتنك والبلاستيك لإطعام عياله، لهذا السبب اصدرنا في العام 2019 قرارا من المجلس البلدي للنهوض بالمدينة وإزالة المخالفات من كل طرابلس، لكن بعد شهر، وكنت وقتها في بداية استلامي رئاسة البلدية، ثم بدأت ثورة 17 تشرين، وعندها وقع الجميع بضائقة مالية وأصبحوا بدون عمل وبدون مأكل ومشرب، ونحن لا نرضى بحرمان الفقير من لقمة العيش ولهذا اوقفنا الخطة، وحاولنا توجيه المواطنين للطريق المستقيم، لكن تجاوب البعض منهم والبعض الآخر لم يرض، ثم بدأت كورونا وانتم أكثر أناس تأثرتم بها، حيث وقف العمل وحتى صلاة الجمعة لم نستطع إقامتها، لأن الجميع خاف على نفسه وعلى أولاده، ووقتها وزعت البلدية 40 الف قسيمة شرائية للمواد الغذائية بقيمة 3 مليار ليرة الفقراء المدينة وسكانها، وبعد كورونا بدأت الأزمة المادية والانهيار الاقتصادي وتدني سعر الليرة مقابل إرتفاع سعر الدولار وارتفاع جميع اسعار السلع والبضائع وايضا ازداد الوضع سوءا، لكن البلدية قامت بما عليها وشاهدتم ان البلدية غضت الطرف عن أصحاب البسطات على مختلف أنواعها، رغم اننا كبلدية تعرضنا للكثير، والهجوم كان موجها على رئيس البلدية، وبعد ذلك تركت البلدية سنة ونصف السنة وعدنا بقرار مجلس شورى الدولة، والجميع يعلم ان همنا الوحيد مصلحة المدينة ومصلحة أهلها وسكانها، واليوم طرابلس عاصمة للثقافة العربية 2024 وهذا العاصمة الثقافية للعرب، توجب علينا الاهتمام بالمدينة عبر إعادة تنفيذ خطة النهوض بالمدينة ليس على صعيد لبنان بل على صعيد العالم العربي، فأكثر سفراء الوطن العربي وحتى الأجانب جاءوا وزاروا طرابلس وأكثر الناس جاءوا لطرابلس للمشاركة بفاعلياتها المتنوعة، وايضا للسياحة والتبضع وهذا أعاد وجه طرابلس الحقيقي، ونفى عنها صفة الإرهاب المزعوم”.
وتابع: “طرابلس مدينة تعايش سلمي، ومدينة أمن وأمان، وهذا الموضوع لا يكتمل الا بتنظيم المدينة والنهوض بها، وبدأنا بذلك من المناطق الغنية، فالقرار كان بإطلاق الحملة من منطقة الضم والفرز شارع عشير الداية 32، وأخر شيء كان هو تفكيرنا بالمناطق الشعبية، وسبب ما حصل هو الاقتتال الداخلي بين الاطراف المتنازعة، وكذلك وجود تجاوزات بين أصحاب البسطات، وبعضها ثبت ان لديها مشاكل مثل المخدرات والممنوعات، فتدخلت القوى الأمنية والجيش تحديدا لفض النزاع كي لا يتطور إلى ما لا يحمد عقباه، وايضا هناك خطة البلدية والقوى النيابية والسياسية في المدينة، ولهذا تمت الإزالة، واستغل البعض لقمة الفقير وبدأ يروج الى اشياء انتم لاترضون بها، لانه لا أحد يقبل بترويج المخدرات من خلال هذه البسطات، ونحن نعلم انه لا ناقلة لكم ولا جمل بذلك، وليس باستطاعتكم منعها، وهذا ماحصل وأكثر ما حذ في نفوسنا ان الظلم وقع على اناس وانتم منهم، حيث ازيلت بسطاتكم، ولمسنا قبولا منكم، وهذه بادرة جيدة لانكم تحبون البلد وتحبون أولادكم، نحن الأن نعدكم بإيصال مطالبكم الى المجلس البلدي الذي يعقد اليوم جلسات مفتوحة، ولقد وعدت الشيخ سيف بضرورة ايجاد حل حضاري مناسب من قبل المجلس البلدي وإيجاد مكان مناسب على ان يلتزم جميع أصحاب البسطات بالعمل يوم الأحد فقط، من صلاة الفجر وحتى المساء”.
وعقب الحسامي بتأكيد “التزام الجميع بالعمل يوم الأحد من كل أسبوع فقط”.