قال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، الخميس، إن هناك تفاصيل كثيرة لا تزال بحاجة إلى الانتهاء منها للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، والإفراج عن الأسرى المحتجزين في قطاع غزة.
وأوضح سوليفان للصحافيين: “لا تزال هناك أميال يجب قطعها قبل أن نضع اللمسات النهائية إذا كنا قادرين على وضعها. لذا، لا أريد أن أقول إن الأمر بات وشيكاً، لكن ينبغي ألا يكون ذلك بعيد المنال إذا جاء الجميع وهم عازمون على إتمامه”، مضيفًا أنه لا توجد تغييرات في السياسة المتعلقة بإرجاء واشنطن شحنة قنابل زنة ألفي رطل إلى إسرائيل.
لاحقاً، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، أن إدارته تحرز تقدما نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وقال بايدن للصحافيين في البيت الأبيض “هذه قضايا صعبة ومعقدة. لا تزال هناك ثغرات يجب سدها. نحن نحرز تقدما. الاتجاه إيجابي، وأنا مصمم على إنجاز هذا الاتفاق ووضع حد لهذه الحرب التي يجب أن تنتهي الآن”.
وشدد على أن الحرب في غزة يجب أن تنتهي الآن، مضيفاً أن إسرائيل وحركة حماس قبلتا بالإطار الذي طرحه لوقف إطلاق النار في غزة، لكنه أضاف أنه لا تزال هناك فجوات يتعين سدها. وتابع بايدن في مؤتمر صحفي “هذا الإطار مقبول الآن من كل من إسرائيل وحماس، ولذلك أرسلت فريقي إلى المنطقة لصياغة التفاصيل”.
كما قال إنه ينبغي ألا يكون هناك احتلال إسرائيلي لغزة بمجرد انتهاء الحرب. وأضاف بايدن في مؤتمر صحافي أنه يدعم محاولات إسرائيل لهزيمة مسلحي حماس في غزة لكن “الوقت حان لإنهاء هذه الحرب”. وعبر عن دعمه للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
شروط نتنياهو
من جهته، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الخميس، أن احتفاظ إسرائيل بالسيطرة على المنطقة الحدودية بين مصر وغزة بهدف منع “تهريب الأسلحة” لحماس هو أحد أربعة شروط وضعتها حكومته لوقف إطلاق النار في القطاع.
وقال نتنياهو إن شرط استمرار سيطرة الجيش الإسرائيلي على “ممرّ فيلادلفيا ومعبر رفح” اللذين احتلّهما بداية مايو هو أحد “أربعة مبادئ” طرحتها حكومته في إطار المفاوضات الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين في القطاع.
من جهتها، تشترط حماس أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من هذه المنطقة.
وممرّ فيلادلفيا هو منطقة عازلة عبارة عن شريط ضيّق أنشأه الجيش الإسرائيلي خلال احتلاله الثاني لقطاع غزة (1967-2005). وهذه المنطقة العازلة يبلغ اليوم عرضها مئة متر على الأقل، وأكثر من ذلك في بعض الأماكن، وتمتدّ بطول الحدود بين قطاع غزة ومصر والبالغة 14 كيلومتراً.
أما معبر رفح فهو نقطة الدخول البرية الرئيسية للمساعدات الإنسانية إلى غزة وصلة الوصل البرية الوحيدة بين القطاع ودولة أخرى غير إسرائيل. والمعبر مغلق منذ شنّت القوات الإسرائيلية مطلع مايو هجوماً برّياً كبيراً على رفح، المدينة الكبيرة التي كان قد نزح إليها غالبية سكان القطاع.
وفي خطاب تلفزيوني مقتضب، عدّد نتنياهو الشروط الثلاثة الباقية التي وضعتها حكومته في هذه المفاوضات غير المباشرة التي تجري بوساطة مشتركة قطرية-مصرية-أميركية.
وقال نتنياهو إن أي اتفاق “يجب أن يسمح لإسرائيل باستئناف القتال (بعد انتهاء فترة الهدنة التي سينصّ عليها) حتى تتحقق أهداف الحرب”.
وأضاف أن “إسرائيل لن تسمح بعودة الإرهابيين المسلحين أو الأسلحة إلى شمال قطاع غزة”، الذي شهد قتالاً عنيفاً بين الجيش الإسرائيلي من جهة والفصائل الفلسطينية المسلحة، وفي مقدّمها كتائب القسّام (الجناح العسكري لحماس) من جهة أخرى.
كما اشترط نتنياهو أن يتمّ في المرحلة الأولى من الاتفاق الجاري التفاوض عليه “الإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى”.