يفخر الرئيس، جو بايدن، أن إدارته أنجزت الانسحاب الأميركي من أفغانستان، لكن خصومه الجمهوريين، وخاصة منافسه، دونالد ترامب، يقول إن مشاهد الانسحاب أساءت لصورة أميركا. ويفخر بايدن بأرقام الاقتصاد في عهده، فيما يحمل له خصومه سوط التضخم، قائلين إنه “أنهك “الأسر الأميركية.
هذا مثال على السجال حول ما أنجزته الإدارة الأميركية خلال سنوات بايدن في البيت الأبيض، حيث يقدم فريقه قائمة طويلة من “الإنجازات” تشمل مكافحة التضخم وحماية حقوق النساء في الإجهاض والرعاية الصحية وتخفيف أعباء القروض الطلابية عبر خطة ميسرة، ودعم أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، وتعزيز تحالفاتها الدولية، وغيره من الملفات الحساسة داخليا ودوليا.
ورغم أن بايدن قدم حقائق حول هذه “الإنجازات”، إلا أن الجمهوريين والمنتقدين لإدارة الرئيس الأميركي يشككون في هذه “الإنجازات” ويحاولون تقديم حقائق تعارضها.
فهل حقق بايدن “إنجازات” تؤهله للبقاء في البيت الأبيض أربع سنوات أخرى؟
في الملفات الدولية الأبرز
في عهد بايدن، تمكنت الولايات المتحدة من استهداف قادة رئيسيين لتنظيمي داعش والقاعدة وإخراجهم من ساحة المعركة. لكن التقارير تشير دائما إلى أن خطر الإرهاب في الشرق الأوسط لا يزال قائما.
كما أن إدارة بايدن وجدت نفسها في عين العاصفة يوم السابع من أكتوبر حين شنت حركة حماس الفلسطينية، المصنفة إرهابية على القوائم الأميركية، هجوما غير مسبوق على إسرائيل، لترد الأخيرة بحرب مدمرة على قطاع غزة فجرت غضبا دوليا أحرج إدارة الرئيس الأميركي الذي وجد نفسه أمام واقع معقد يتطلب منه الموازنة بين الاستجابة للغضب العالمي الشعبي على سقوط عشرات آلاف الضحايا الفلسطينيين، وبين الالتزام التاريخي لواشنطن بدعم إسرائيل وتزويدها بالسلاح للدفاع عن نفسها.
هذا الملف منح ترامب فرصة لمهاجمة سياسات الرئيس الأميركي، واتهامه بالتخلي عن دعم إسرائيل وضمان أمنها، في وقت يتهم أميركيون يشكلون نسبة لا يستهان بها من الناخبين إدارة بايدن بغض الطرف عن تجاوزات إسرائيل وانتهاكات حقوق الإنسان في قطاع غزة.
وقبل ذلك، وفي أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، تحرك بايدن بسرعة لتعزيز حلف شمال الأطلسي لمواجهة موسكو.
وطمأن بايدن الحلفاء بأن قدم الدعم لهم، وخاصة على الجانب الشرقي، وحصل على دعم الكونغرس لانضمام دولتين جديدتين، السويد وفنلندا، إلى تحالف الناتو.
وعمل بايدن على مدار الساعة مع الشركاء والحلفاء لدعم أوكرانيا، وفرض تكاليف اقتصادية غير مسبوقة على روسيا، وتأمين دعم قوي من الحزبين في الداخل لتقديم الأسلحة الحيوية والمساعدات الاقتصادية والإنسانية لأوكرانيا.
لكن الجمهوريين وعلى رأسهم ترامب يهاجمون سياسات بايدن وحجم الإنفاق الذي خصصه لمواجهة روسيا في أوكرانيا.
ولوحظ في الآونة الأخيرة تعثر بعض المشايع في الكونغرس بسبب الخلاف على أسلوب الدعم الأميركي لأوكرانيا.
وركزت إدارة بايدن على دور مجموعة السبع التي أصبحت المنصة الرئيسية لتنسيق الاستجابة الدولية للتحديات العالمية، بدءا من أمن الطاقة إلى التكاليف الاقتصادية السريعة التي فرضتها إدارة بايدن على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا.
وفي منطقة المحيطين الهندي والهادئ، عمقت إدارة بايدن الشراكات الأمنية والاقتصادية لمواجهة الصين.
وفي جميع أنحاء العالم، من أفريقيا إلى نصف الكرة الغربي، إلى الشرق الأوسط، يقوم بايدن ببناء تحالفات لمواجهة التحديات المشتركة ووضع الولايات المتحدة في موقع يسمح لها بتشكيل مستقبل النظام الدولي.
لكن الجمهوريين ومرشحهم ترامب يعتقدون أن الرئيس الأميركي “أضعفَ” الموقف الأميركي دوليا، كما أنهم يشنون هجمات متتالية على سياسات بايدن الدولية.