لبّى رئيس تيار “الكرامة” النائب فيصل كرامي وعقيلته جنان، دعوة أمين الكورة في التيار مازن أيوبي إلى مأدبة عشاء في دارته في ددة في حضور رؤساء بلديات ومخاتير ووجوه اجتماعية وبلدية وعائلة الايوبي.
وكانت كلمة للنائب كرامي قال فيها: “أعتز وأفتخر أنني بينكم اليوم، بين هذه العائلة الأيوبية الكريمة بما تمثّل من مبادئ وقيم وتراث، ولكن الأهمّ أنكم سلالة الأمير صلاح الدين الايوبي، انتم أمراء بأخلاقكم ووفائكم والتزامكم، ولكن لنعود للتاريخ وربطه بالحاضر والمستقبل، لنا كأمة نقول ان هذا التراث لمع وبرق بتحرير فلسطين والمسجد الاقصى، وبإذن الله في هذه المرحلة يكون هذا اللقاء بادرة تفاؤل ووجه خير على ما يجري في غزة وفلسطين لان كل ما يجري هو استمرار للمعركة التي بدأت مع صلاح الدين الايوبي ولم تنتهِ الى اليوم”.
أضاف: “نسمع اليوم بعض الآراء تقول ان “العين ما بتقاتل مخرز”، بمعنى آخر ما الذي يربطنا بالقدس؟ وما الذي يُجبرنا على التدخل بفلسطين؟ جوابنا واضح، لا شيء يأتي من دون تضحيات ومعارك، اجدادنا ضحوا كثيرا، الروح واحدة والحياة واحدة، ولن يأخذ الحياة والروح سوى الله لكن الكرامة اذا رحلت لن نجد من يستردّها”.
تابع: “شعارنا الكرامة أغلى من المال، شعار أطلقه الرئيس عمر كرامي رحمه الله في الانتخابات التي خاضها بوجه حيتان المال، وعاد ليختم حياته بالقول “الكرامة أغلى من الحياة”، نعم كرامتنا وعزتنا وفلسطين وعروبتنا والقدس والمسجد الاقصى أغلى من الحياة، واهم من يعتقد ان ما يحصل في المسجد الأقصى وغزة لن ينتقل الينا، ولو شعرت اسرائيل ان الامور متجهة لمصلحتها لا سمح الله، فمن المؤكد اننا سنكون الوجبة الثانية بعد غزة، لذلك ما يجري اليوم في جنوب لبنان من تضحيات وصمود ومقاومة له الكثير من الإيجابيات”.
وقال: “من هنا أريد الرد على كل الذين يريدون إحباطنا بقولهم “كيف لنا نحنُ مُحاربة إسرائيل”؟ جوابي هو ان لهذه المعركة ايجابيات كثيرة اولها ضرب الفتنة السنية الشيعية القائمة منذ العام ١٩٨٩ التي استمرت وتغذّت على حروب وانقسامات واغتيالات وفساد من العراق الى لبنان، حتى اتت معركة غزة وكشفت كل الوجوه، ولاول مرة نرى السنّة في المقدمة يحملون راية القدس وتحرير فلسطين والكل يسير خلف هذه الراية، كما اننا للمرة الاولى ايضاً نرى وحدة اسلامية حقيقية حول القضية المركزية التي تعنينا جميعاً، سنّةً وشيعةً وجميع المسلمين”.
أضاف: “ثانيا ولاول مرة منذ فترة طويلة جدا نرى وحدة اسلامية – مسيحية بالنسبة للقضية الفلسطينية، وهذا الموضوع تم العمل على افشاله كثيرا وما هو واضح انه بدأ يزعج الذين استثمروا وزرعوا ورسموا بأذهانهم واستفادوا من الفتنة الاسلامية – المسيحية والفتنة السنية – الشيعية، هؤلاء بفكرهم الميليشياوي لا يستطيعون العيش الا على التقسيم والفدرالية والدمّ”.
تابع: “ثالثاً الوحدة العربية، لاول مرة نرى موقفًا عربيًا واضح بقيادة المملكة العربية السعودية، ولمن يسأل أقول إن السعودية جمعت العرب في القمة العربية والمسلمين في القمة الاسلامية في أول المعركة وحدّدت الأهداف والسقوف، وكلنا نعلم الضغوط الجدية على المملكة العربية السعودية للذهاب نحو التطبيع، والكل مُدرك اننا كنا قاب قوسين او ادنى من موضوع التطبيع، ولو حصل ذلك حينها لكنا “العوض بسلامتكم” على فلسطين والعروبة وكل ما نحلم به من وحدة عربية ومسجد أقصى. جاءت ملحمة طوفان الاقصى وصمدت المقاومة، ودعت السعودية لهذا المؤتمر وحددت الثوابت الواضحة، ونحن نؤيد هذه الثوابت، فلسطين بحدود الـ ٦٧، فلسطين دولة كاملة جيشاً ومرافئ عاصمتها القدس، هذه التركيبة إن حصلت وخذوها منّي انه في خلال ٥ سنوات ستنتهي اسرائيل بالديموغرافيا ومن خلال الشعب والناس”.
أضاف: “رابعاً تم إعادة القضية الفلسطينية إلى الوجدان العالمي، لانه منذ ٣٥ عامًا يتم إلهاؤنا بصراعاتنا الداخلية ان كانت سنة وشيعة، مسلمين ومسيحيين، الخ.. اتى طوفان الأقصى ليلغي كل شيء، اعادت قضية فلسطين الى اول سلّم الأولويات، وأحيت العنفوان في نفوس الجيل الجديد. فإبني مثلاً كنت دائماً احاول التحدث مع اولادي عن فلسطين والعروبة، تلك اشياء لم يعايشوها، اول اسبوع بعد طوفان الاقصى وجدته يركض في أرجاء البيت ويغنَي “انا دمّي فلسطيني”.
وقال: “طبعاً لا يمكننا ان ننسى التظاهرات في أوروبا وافريقيا والاهم في الولايات المتحدة، جيل كامل في الولايات المتحدة الاميركية وفي افضل الجامعات في العالم طلابها خلال حفلة التخرّج يلبسون الكوفية الفلسطينية. اذن لولا التضحيات والدماء لما وصلنا لهذه النتيجة اليوم، واعود وأكرر لا ياتِ شيء من دون تضحيات ففي الجزائر يُقال مليون شهيد، نحن وحسب دراساتنا هم أكثر بكثير، صبروا وجاهدوا واستشهدوا لكي يأخذوا استقلالهم، وأخذوه، وسننتصر بإذن الله”.
وتوجّه كرامي إلى “المتخاذلين المتصهينين العملاء الذين يقولون عن الطائفة السنية ويضربون المثل بمدينة طرابلس انها لم تتظاهر نصرةً للقضية الفلسطينية، وهذا الكلام منقول عبر صديق لهم من مدينة طرابلس، أقول له حرفياً: (لتقدر تحكي عن طرابلس لازم تكون مارق عليها شي نهار وبتعرف اهلها!) ناهيك عن تاريخك مع أهل طرابلس من قطع للطرق وإقامة الحواجز والقتل على الهوية واغتيال زعيم هذه المدينة”.
تابع: “طرابلس بشيبها وشبابها ونسائها وأطفالها مع القضية الفلسطينية، طرابلس وكل لبنان ليس بحاجة للتظاهر لان لبنان بالمواجهة ويُقاتل، ومن يُقاتل كل العالم عليه التظاهر لأجله كلندن وباريس واميركا، نحن كلنا في المواجهة والسنّة تحديداً مناصِرين لهذه القضية بكل ما اوتينا من امكانات، لذلك اقول: (ما حدا ينظّر علينا من دون علم واحصاءات وانتخابات)”.
أضاف: “كنا سابقاً نتلقى الضربات ويتم الاعتداء علينا من دون اي ردة فعل، اليوم صحيح تدمرت البيوت ويسقط لنا شهداء، ولكن مقابل كلّ تدمير أصبح يواجهه تدمير عند العدو، “بيحرقوا منحرق، بيوسّعوا منوسّع”، الكيان الصهيوني يعيش اليوم حالا من الهلع ولأول مرة (احتار مين حابب يبلّ ايده بإسرائيل بكم صاروخ)”.
تابع: “بدأ البحث جديّاً في موضوع الاتفاقات الدولية وواحدة منهم موضوع القرار ١٧٠١. هذا الموضوع منذ العام ٢٠٠٦ لغاية اليوم ولبنان لم يخرق هذا القرار بل اسرائيل هي من تخرقه جواً وبراً وبحراً وعبر الجواسيس والاغتيالات، هي من كانت تخرقه يومياً، واليوم نرى أن البحث بات جدّياً على لسان الصهاينة يقولون نريد الخلاص وسننسحب من الأراضي المحتلة كمزارع شبعا”.
وبالنسبة إلى الوضع في الداخل اللبناني، قال: “نحن أمام مرحلة فيها الشق الانمائي والشق التشريعي والانتخابي. في الشق الانمائي، للأسف نحن نعيش حالياً حالة من الهريان على كل المستويات ولكن تبيّن أن الشعب اللبناني قادر على التأقلم! فمن كان يقول اننا سوف نتأقلم بقضية سرقة الودائع في المصارف؟ ومن كان يقول اننا سوف نتأقلم عند وصول سعر صفيحة البنزين للمليون و ٧٠٠ الف ليرة؟ نرى أننا رغم كل شيء تأقلمنا لأننا نمرّ في مرحلة علينا تمرير الوقت فيها بأقل الأضرار المُمكنة، لكن هناك قضايا نحن بحاجة لها ولا نستطيع التغاضي عنها، كالحال التي نعيشها اليوم بكل لبنان وطرابلس تحديداً (لا كهرباء ولا مياه) فمن الذي يتوقّع صمود الناس في هذه الحال؟ من الواضح ان هذا الموضوع يتكرّر كل سنة في هذا الوقت بالذات! هم يعلمون ان هذه المصيبة قادمة، ويعلمون اننا لا نملك فيول، وسوف ينقطع قريباً، ماذا فعلوا؟ لا شيء”.
تابع: “لذلك التقيت اليوم الرئيس نجيب ميقاتي وبحثت معه مطوّلاً بمشاريع تُعنى بالشمال وبمدينة طرابلس، وتوافقنا على مواصلة اتمام تلك المواضيع التي يلزمها متابعة حثيثة”.
واعتبر أن “النائب وظيفته نقل صوت الناس للسلطات التنفيذية، ونحن مرتبطون بسلطتين تنفيذيّتين، البلديات والحكومة، هذه الحكومة نالت ثقة المجلس السابق وهي حالياً مُستقيلة، وعند تقصير الحكومة والبلديات لن يجد المواطن مرجعاً للعودة اليه ليشكوا همومه سوى النواب، ونحن ننقل وجهة النظر للحكومة والبلدية، ولكنهم ان لم يتصرّفوا ماذا بإمكاننا ان نفعل؟”.
وأوضح “اننا نبذل قصارى جهدنا، في الملفات الصحية والتربوية عبر مؤسساتنا، ولكن الكل عليه أن يعلم ان لا مؤسسة قادرة على ان تقوم مكان الدولة اللبنانية”.
أضاف: “لا ننسى الموضوع الأمني الذي هو موضوع أساسي بالنسبة لنا ونسعى جاهدين مع القوى الأمنية رغم رواتبهم الزهيدة، نشكرهم طبعاً لانهم يقومون بجهدهم”.
تابع: “وأيضاً موضوع المخدرات هذا الموضوع الخطير جداً الذي يلزمه مُعالجة وتوجيه من المؤسسات الدينية أو غيرها، نعمل على علاجه وباذن الله ستكون لنا خطوات قريبة”.
تابع: “اما اليوم فقد تفاجأنا بموضوع فحواه إرسال فضلات من مدينة جبيل ورميهم في مدينة طرابلس! اقول: نحن لسنا مكسر عصا، لن نقبل ولن نسكت. تابعت بنفسي هذا الموضوع مع الاجهزة الامنية، ولا أُخفي سراً، جديّاً انا أفكر برفع دعوى قضائية، فـهم يريدون السباحة بمياه نظيفة، يأتون بفضلاتهم لرميها لدينا وكأننا لا يحقّ لنا السباحة بمياه نظيفة! كلنا بلد واحد ولا نريد لغيرنا الا كل الخير”.
وتطرق كرامي للموضوع الرئاسي، وقال: “هذه المواضيع كلها يلزمها مُتابعة كما قلنا، ولذلك نحن بحاجة الى سلطة فاعلة، ولنصل لسلطة فاعلة علينا الذهاب فورا لانتخاب رئيس للجمهورية، ولا يمكننا انتخاب رئيس جديد للبلاد الا عبر الحوار. هناك وجهات نظر عدة حول هذا الموضوع، لعل أبرزها ممن يسمّون نفسهم مُعارضة ولا اعلم على أي اساس هم مُعارضة! معارضة على ماذا؟ ولاجل ماذا؟ وأساساً أين السلطة التي يُعارضونها؟! هناك أُناسٌ خارج السلطة ومنهم انا مثلاً ماذا أُسمّي نفسي؟ أنا دائماً أُطالب وانتقد الحكومة ليس بُغية الشتائم بل للحصول على الافضل للبلد، مثلاً أنا ومجموعة النواب التي انتمي لهم لم نصوّت على الموازنة، ماذا يُسمّوننا مُعارضة أم موالاة؟ بغض النظر عن التسمية، يقولون ان الحوار هرطقة وليس هناك سابقة للحوار واذا قبلنا بالحوار بموضوع رئيس الجمهورية سيسري هذا العرف على كل المواقع! صدقاً إمّا هناك سذاجة وإما سخافة او انهم يستغبون الناس، لأننا في لبنان دائماً ما كان يجمعنا الحوار ولكن قالوا لا نريد تسميته حوارًا بل تشاورا. سمعنا أيضاً عبارة (نتداعى الى مجلس النواب)، يعني نذهب الى مجلس النواب ونتلاقى بالصدفة؟”.
أضاف: “الحقيقة يجب قولها للناس، لا نستطيع الذهاب الى مجلس النواب بنتائج فيها مفاجآت لنتفاجأ بمرشّح تاريخه أسود او مجرم حرب او متطرّف قاتل على الهوية، لا لن نقبل، هذا لبنان.. كل ما نطلبه الذهاب للحوار بشكل راقِ ونتحاور مع كل الاطراف على أسماء مطروحة، حينها نذهب لمجلس النواب ونُبقي الجلسات مفتوحة لانتخاب رئيس”.
ختم: “شعورنا المقرون باليقين ان هناك من يراهن على أن الحرب في غزة سوف تنتهي لمصلحته ليفرض شروطه على الشعب اللبناني، نقول لهم: “لم تستطيعوا فعلها لا عام ١٩٨٢ ولا عام ١٩٨٩ واليوم سنة ٢٠٢٤ موقفنا عروبي وإسلامي ووطني أقوى بكثير ولن نسمح لكم بفعلها. وسترون انه عند وصول كلمة السر اليكم ستعودون للذهاب للحوار وسنتّفق، لان هذا البلد المبني على فكرة التوافق والحوار والتشاور لن يستقيم من دون هذه الثوابت، لان البديل عن الحوار هو الاقتتال والفتنة، لذلك نحن لن ننجر إلى الاقتتال ولا إلى الفتنة وسنبقى متمسكين بالدستور، وروح الدستور اليوم الحوار”.