محمد الحسن
لم يحتج رئيس الحكومه نجيب ميقاتي لدى زيارته مفتي الجمهوريه اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان لاستخدام عبارات كثيرة للتعبير عن مسؤوليته الوطنية الاساسية وعن التزاماته امام المجتمع اللبناني انطلاقا من العائلة الوطنية السنية.
فهو اكد انه يرفض تهميش الطائفة او ان تختصر ،و هنا يمكن لمن يراقب سلوك رئيس الحكومة وفي تواقيت مختلفة ان يلاحظ ويسجل ويؤكد ان الرئيس نجيب ميقاتي كان دائما يسعى بجملة ثوابت تتعلق بالدار ، فهو دائم الحرص على موقع الدار ومن فيها وهو شكل بادائه دور الحارس الامين و المتابع الحريص و القيم على المعنويات والمسلمات التي لا يمكن ان يتنازل عنها احد في هذه الدار مقاما ودورا وفعالية.
والرئيس ميقاتي والى جانب المساندة الإنسانية التي لا ياتي على ذكرها ، دائما ما وقف الى جانب الدار بل انطلق فيها ومنها للتاكيد على الثوابت الوطنية وعلى دور الطائفة وعلى عدم التنازل او التفريط بمقام الدار وبمقام رئاسة الحكومة وهو يتحمل بوضوح تبعات لك ، في هذه الايام من مواقف وانتقادات تطاول حرصه على دور رئيس الحكومة كمقام في قيادة البلاد في ظل الفراغ الرئاسي .
ثم ايضا عبر تاريخه وتجاربه المختلفة كان رئيس الحكومة النجيب يلجا في التواقيت الحساسة والدقيقة الى دار الفتوى ليس فقط لكي يؤكد على دورها وعلى التلازم بين رئاسة الحكومة ودار الفتوى ، بل لياخذ المشورة من الفاعلين في الدار ومن الاراء القيمة التي دائما ما حضرت في بياناته الوزارية ، والتي حضرت ايضا في البيانات الحساسة للمجلس الشرعي في مناسبات مختلفة .
و اضافه الى ذلك لا يغيب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن دار الفتوى لوقت طويل فهو يحرص دائما على زيارة الدار وعلى استمزاج الاراء وعلى الدخول اليها دائما من باب التاكيد على المسلمات الوطنية والعيش المشترك وعلى دور المؤسسات الدستورية المختلفة وعلى الدور الذي يمكن ان تقوم به مختلف الفئات في البلد.
ويمكن لمن يراجع مواقف رئيس الحكومة انطلاقا من دار الفتوى وايضا في يومياته الحكومية والسياسية ان يسجل تمسكه بالدستور وبدور رئيس الجمهورية ودور المجلس النيابي وب قوة وصلاحيات رئيس الحكومة ، كما يمكن لمن يتابع سلوك الرئيس ميقاتي ان يتنبه جيدا الى انه دائما ما حرص على حفظ وصون مختلف المقامات الروحية في لبنان بمعنى انه لم يسلك هذه المدارج مع دار الفتوى من باب التحيز الطائفي بل من باب المسؤولية الوطنية وشراكتها الدائمة مع مختلف المرجعيات من البطريرك بشاره بطرس الراعي ثم للمراجع الارثوذكسية ولقاءاته المتكررة مع المطران الياس عوده وايضا اللقاءات المفتوحة مع المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ثم مع بطريركية الروم الكاثوليك فالارمن بفروعها. وهو يعمد الى اللقاءات التي تعقد بشكل دوري.
و يؤكد الرئيس ميقاتي بهذا الاتزان بان حرصه على المقامات الروحية هو انطلاقا من الحرص على العائلات الروحية ،ولكن هو ثابت بموقفه الرئيس والاساسي الحريص على التوازن للطائفة السنية دون تفريط بالمسلمات والمقامات ودونما تفريط ايضا في الوقت عينه بالمقام وبالدور الدستوري الصلب الذي لا يقبل التهاون معه على الاطلاق .
هنا لا ينبغي ايضا بالمعنى السياسي والحكومي ان يغفل اي كان عن الدور الذي يلعبه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من خلال التاكيد على ثوابته المعروفة وعلى مسار التلاقي مع دار الفتوى الذي يقوم على الشراكة الوطنية وعلى العيش المشترك وعلى الانسجام مع باقي العائلات الروحية اللبنانية وعلى الدور الريادي لحارس الدستور ولحافظ الدستور ولمن يصون الدستور ، اي الطائفه السنية التي لا تلعب دورا انفراديا بل هي تقوم دائما بدور المستوعب للصدمات والمتلقي لها لتعود وتصدرها وقد تمتعت بشيء من العافية ، وتجارب الرئيس ميقاتي منذ عام 2005 تشهد له انه وبالتعاون مع الدار دائما انطلق بالعناوين الأساسية والدور التاريخي بالسعي الى اخراج البلاد من التوتر والمآزق بعد تلقف كرات النار من مراحل نارية الى مراحل هادئة مستقرة متوازنة.
اذا نجيب ميقاتي في دار الفتوى ليهنيء بعام هجري جديد نعم ، انما هو يؤكد اننا لسنا مهمشين ولا نقبل التهميش وحرصنا ثابت على مرجعيننا وكل المرجعيات.
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً.