احتفلت “ثانوية السفير – الغازية” بتخرج طلاب الصف الثاني عشر (الفوج السابع 2024 – فوج المبادرة ريادة) برعاية رئيس جمعية “سند لبنان” حكمت ناصر وحضور فاعليات تربوية واقتصادية واجتماعية وأهالي الخريجين.
بعد دخول موكب الأساتذة وموكب الخرّيجين، كانت كلمة ترحيب من الأستاذ أحمد محمّد، ثمّ افتتح الاحتفال بالنّشيد الوطنيّ ونشيد السّفير، فكلمة لمقدمة الاحتفال الدّكتورة رقيّة فقيه اعتبرت فيها أن “عامنا هذا ليس ككلّ عام، وجهادنا ليس ككلّ جهاد. فتحْت عويل الحرب، وغارات القتل والدّمار، يقف كلّ منّا مقاومًا بالقلم والفكرة، مازجًا بين الضّوء والنّار، راسمًا حلمًا يصل فيه حدّ النّور . مقاومون نعم، نزرع بيادر النّصر مطرًا أخضر، لننبت زرعًا يعاند حقد الأعداء. كفانا فخرًا أنّنا اليوم وفي حفل فوج المبادرة ريادة، نجابه النّار بالنّور، والحرب بالحبّ، والضّعف بالثّبات، والجهل بالعلم والعمل”.
ثم جرى عرض فيلم ترحيبي براعي الاحتفال تحت عنوان “حكمت ناصر سند لبنان” يحكي مسيرته الإنسانية والاجتماعية الوطنية ، والإعلان عن فوز ثانويّة السّفير في مباراة العلوم الوطنيّة 2024 بـ”جائزة حكمت ناصر للابتكار”، وعرض مشهديّة “في حدّا سند” قدمها الأستاذ حسن خازم.
لجنة الأهل
وتحدث رئيس لجنة الأهل الدّكتور شادي ضاهر، فرأى أنه “بعد المعاناة من أزمات متتالية لجميع قطاعات وطننا، والتي أرخت بتحدّيات جمّة وثقيلة على المؤسّسات والنّاس وهزّت الثقة بين المكوّنات المجتمعية، كان لا بدّ من القيام بعمل ما، انتهاج نهج ما لمحاولة تصحيح المسار” وقال: “من هذا المنطلق، وبسلاح الإيمان والعزيمة، عمل هذا الصّرح، صرح “السّفير” بدأب على شق وتعبيد خارطة طريق التعافي ابتداءً بالعزم والشّغف لمواجهة التحدّيات وقهر العوائق والعمل على بناء الحوافز ونشر الأمل، تلاه البرِّ والإتقان، لما للبرٍّ من معانٍ و أبعادٍ تتصل بالعبادة وأصول التعامل والتواصل الإنساني، ولا يتكامل البرّ إلا بالإتقان وحسن المتابعة. وها نحن اليوم نحتفي بالمبادرة الرياديّة التي هي نتاج ما سبق من جهد وجهاد. فالمبادرة خيرٌ، لفظها جميل، صداها رنّان، معناها عظيمٌ يغذّي الشعور بالعزيمة والسموّ بالهمّة لتحقيق أهدافٍ فريدة. وأنتم أعزّائي الخرّيجات والخريجين النتاج الحتميّ للعزم والشّغف، الانعكاس الطبيعي للبرّ والإتقان، وبكم المبادرة ترتقي للريادة.عانيتم الكثير، صبرتم، صمدتم، ثابرتم وجاهدتم، فهنيئًا لكم يومكم هذا، لحظتكم هذه. مبارك لكم أحبّائي الطّلبة، وإلى الهيئتين الإداريّة والتعليميّة في مدرستنا، ننتظر منكم المزيد من المبادرات المليئة بالعزيمة والشّغف والبرّ والإتقان”.
الخريجون
وبعد عرض فيديو عن مواكب خريجي الثانوية بعنوان ” أفواج السّفير ” وآخر عن خريجي هذه السنة بعنوان “فوج المبادرة ريادة” ، توالى على الكلام باسم الخريجين باللّغة العربيّة الطّالبة أسيل نضال أبو الحسن ، وباللّغة الفرنسيّة الطّالبة يارا نبيل غسّاني، وباللّغة الإنكليزيّة الطّالبة رين علي غدّار، منطلقين من عنوان دفعة هذا العام فاعتبرن أن ” من صفاتِ العظماءِ والقادة، امتلاكُهم لروحِ المبادرة، المبادرةِ إلى فعلِ الخيرِ والرّيادةِ في العملِ الطيّبِ دأبًا وجُهدًا، وأن المبادرة عنوانٌ للتفوّق، وديْدَنٌ للتقدّمِ و الرّقي”، وتوجهن بالشكر والتقدير إلى أساتذتهن ” زارعي روحِ المبادرةِ والرّيادةِ فيهم ، ليتجلّى الجنى نجاحًا و خيرًا مَعينًا ، و السراج الذي يجودُ بالمعرفةِ علينا حتّى نعرفَ السّدادَ والصّواب، منكم تعلّمْنا التّفانيَ والإخلاص، وآمّنا أنْ لا مستحيلَ في سبيلِ الإبداع”. وأهدين نجاحهن الى الآباء “الذين جمعوا الحنانَ كغيمةٍ في قلوبهم النّديّة ” وإلى الأمّهات “اللّواتي يسّرْنَ العُسرَ بالدّعوات، فكُنّ ربيعَ الحياة وجِنانَ الأرض”.
تسليم وتسلم
ثم قدّم عدد من تلامذة وتلميذات الثانوية لوحة من الدبكة اللبنانيّة، جرى بعدها تسليم وتسلّم الأمانات: العلم اللبناني من الخريج مجد محمّد حسين للطالب ملاك علي بركات، راية السّفير من الخريج محمّد مروان الرّاعي للطالبة فادية شادي ضاهر، “أنا أقرأ ” من الخريجة لونا أحمد العيسى للطالبة فاطمة حبيب مروّة، “التّفكير خارج الصّندوق” من الخريجة سناء وليد الحاج علي للطالبة سيلينا حسين عواضة، و”الشّعلة” من الخريج جاد نعمي الحاج للطالب حسن حسين خرّوبي.
ناصر الدين
وبعد عرض الفيلم الإنشاديّ “نرسم حلمًا أجمل” من إنتاج ثانوية السفير، ألقى مديرها الدّكتور سلطان ناصر الدّين كلمة الثانوية فقال: ” المبادرة، لغةً، هي المسارعة. واصطلاحًا هي المسارعة إلى الخير فكرًا أو قولًا أو فعلًا، ناتجةً عن انفعال ذاتيّ وتفكير ذاتيّ، يُترجمان عملًا مُثمرًا طيّبًا. المبادر سَبّاق ، يستثمر مِساحة العافية المتاحة له زمانًا ومكانًا ومهارات، في قلبه رؤية واضحة ونور يهديه”، مضيفا ” أيًّا يكن نوع المبادرة فإنّ آثارَها جليلة”.
وتابع: “إنّ ثانويّة السّفير اعتمدت شعارها للعام 2023-2024 “المبادرة ريادة”، وقد أطلقت مبادرات كثيرة صغيرةً وكبيرةً، فرديّة وجماعيّة. ومن تلك المبادرات إنتاج الفيلم الإنشاديّ “نرسم حلمًا أجمل”. وإنّنا اليوم نخرّج الفوج السّابع فوج المبادرة ريادة برعاية المبادر رئيس جمعيّة سند لبنان الاستاذ حكمت ناصر،. الأستاذ حكمت ناصر سبّاق في المبادرات، يبحث عن فرص، لا يخشى الفشل ، رؤيته واضحة في مسعاه. يده معطاء خلف البحار وفي لبنان. وواحدة من مبادراته جمعيّة سند لبنان. فشكرًا جزيلًا ملء العقول والقلوب للأستاذ حكمت ناصر”.
وأعلن ناصر الدين بالمناسبة عن إطلاق سبع مبادرات، فقال: “ما دمنا في عام المبادرة، فإنّنا نطلق في احتفال تخرّج الفوج السّابع فوج المبادرة ريادة سبع مبادرات :
المبادرة الأولى : نطلق جائزة حكمت ناصر للمبادرة الطّيّبة، تمنح سنويًّا لفرد أو لفريق يقدّم مبادرة طيّبة وينفّذها.
المبادرة الثانية : إنّ سِيَر المبادرين النّاجحين تُلهم ؛ نطلق مبادرة إعدادِ سيرة حكمت ناصر في كتيّب وطباعتِها ونشرِها ورقيًّا وإلكترونيًّا في لبنان والعالم.
المبادرة الثالثة: التّربية في لبنان هي ثروته الحقيقيّة . الحفاظ عليها واجب. وعصب التّربية معلّم . ونظرًا لغياب تأهيل معلّمين ، نطلق باسم ثانويّة السّفير ودار البنان ودار الفكر اللّبنانيّ وأكاديميّة إتقان مبادرة تدريب معلّمين من كلّ لبنان.
المبادرة الرابعة: التّواصل الرّقميّ حاجة. نطلق مبادرة إعدادِ 200 فيديو تربويّ تعليميّ ، ونشرِها لتكون متاحةً للمجتمع.
المبادرة الخامسة : الطّبيعة أمّنا، في المحافظة عليها حفاظ على أنفسنا. وثانويّة السّفير كائنة في الغازيّة. الثّانويّة تؤازر خرّيجًا من خرّيجيها المهندس حسن علي يونس في مبادرة فرز النّفايات من المصدر.
المبادرة السادسة: في سفري ، كنت أحمل معي هديّة من لبنان . من أكثر ما يحبّه الآخرون من لبنان الزّعتر البرّيّ . الزّعتر البرّيّ صار رمزًا من رموز لبنان ، ولاسيّما من رموز جنوبه . نطلق مبادرة زرع الزّعتر البرّيّ في الحقول والحدائق والبساتين والبراري . منافع الزّعتر البرّيّ جليلة للنّحل والبيئة والإنسان.
المبادرة السابعة: لبنان وطننا . لبنان 10452 كيلو متر مربّع . نطلق بالتّعاون مع مدارس وجمعيّات بيئيّة مبادرة غرس 10452 غرسة: الأرز في الشّمال ، والحور في البقاع ، والسّنديان في الجبل، والصّنوبر في بيروت، والزّيتون في الجنوب. والأرز والحور والسّنديان والصّنوبر والزّيتون في القرى والبلدات على حدود لبنان مع فلسطين الحبيبة” .
ودعا ناصر الدين الخريجين والخريجات “للمبادرة دائمًا ولو بابتسامة أو بتقديم شربة ماء ، أو بريّ وردة ، أو إزالة حجر عن الطّريق”. وخاطبهم بالقول:” لا تفوّتوا الفرص؛ حوّلوا التّحدّيات إلى فرص. جرّبوا ولا تخافوا الفشل؛ التّجربة مدرسة ، والفشل يعلّم. لا تخافوا المبادرة وتذكّروا أنّ المبادرين هم ركائز المجتمعات وسبب تقدّمها وحياتها، شعارنا لهذا العام ” المبادرة ريادة”، ونعلن أمامكم شعار العام القادم: ضوءٌ وسَداد”.
ناصر
بعد ذلك تحدث راعي الاحتفال فقال: “يسعدني ويشرفني أن ألبّي اليوم دعوتكم لرعاية احتفال تخرج الفوج السابع 2024، فوج المبادرة ريادة، وهو شعار النجاح والتفوق. شعارات عديدة راقية تبنّتها مدرستكم على مدى السنوات العشر الماضية، أردتم أن تكون هدًى على أساسه تسير ثانويتكم، وآخرها شعار المبادرة والريادة . وهو شعار غني هادف يحمل أقوى العبر والمعاني كـأساس للنجاح والتفوق”.
وخاطب الخريجين قائلًا: “في هذه المناسبة العلمية التربوية الرائدة تشرق في وجوهكم بشائر الأمل والعزيمة في أحلك الأوقات وأقصى الصعوبات. إن الأيام العصيبة التي يمر فيها جنوبنا الصامد وغزة الأبية لن تثنينا عن عزمنا في تكملة العمل على دحر العدوان وبناء المستقبل. إن شهاداتكم العلمية أقوى من قصف الطائرات وأزيز المدافع . معكم سنعيد إعمار ما تهدم، وبتنشئتكم النشأة العلمية الصالحة سنجعل لبناننا يخرج من أزماته المالية والاقتصادية والحياتية والسياسية . نحن وإياكم يعتمد علينا الوطن، نحن مدماكه ورجاؤه ومستقبله. هذه الكوكبة من الخريجين، في شتى الاختصاصات والمجالات، تصنع الأمل وتأخذ الوطن من مراحل الصعاب إلى فترات النقاهة والنمو والازدهار . يجب أن لا نعيش في الأوهام ولا في حالة إنكار الواقع. نحن نذكر هذه الصعاب والتحديات لكي ندرك حقيقة واقعنا، ولكن نعمل وإياكم بإرادتنا وعلمنا وتفوقنا وعزيمتنا لنحوّل هذه التحديات إلى فرص وابتكارات ونجاحات. إن أوقات الشدة تصنع القوة فينا، فالبحر الهادئ لا يصنع بحارًا قويًّا، ولا الجمود يعطي الأمل” .
وتوجه ناصر الى أسرة إدارة الثانوية بالقول: “نقدّر عاليًا حسن إدارتكم وعملكم الدؤوب المستمر في تنشئة الأجيال الصاعدة، وقد جنيتم ثمرها بتفوق خرّيجيكم ونجاحهم في مسيرة حياتهم المستقبلية، وهذا قطاف وجنى زرعكم الصالح “.
وأضاف:”ان أبواب الأمل والرجاء مشرعة أمامكم. بعزيمتكم ونشاطكم تقتحمون الصعاب وتدركون النجاحات. أرجو أن تتابعوا تحصيلكم العلمي، وأن يدرك كل منكم موطن قوته وميزاته، وعلى أساسها يختار نوع اختصاصه وما يحقق رغبته وطموحاته وتطلعاته المستقبلية، مع مراعاة سوق العمل وما يحتاجه من تخصصات، وأن تحافظوا على علاقة التضحية والارتباط بوطنكم الحبيب وأرضكم المعطاء وتراثكم الغني والمزايا والعادات الجميلة كالكرم والصدق والأمانة، وأن تكونوا مبادرين رياديين كما هو شعاركم . حاملين رسالة ثانويتكم : أخلاق، علم، أمان”.
ثم جرى توزيع الشّهادات على الخريجين. كرّمت بعدها الثانوية ناصر، فقدم له مديرها شجرة زيتون ومخطوطة قصيدة من نظم الشاعر داود مهنا سلمه إياها بمشاركته.