نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيليّة تقريراً جديداً قالت فيه إنّه خلال الأسابيع الأخيرة، قامت إيران بتسريع عمليات تهريب الأسلحة إلى “حزب الله”، مشيرة إلى أنّ طهران قامت بإمداد الحزب بأنظمة دفاع جويّ يحتاجها ضد سلاح الجو الإسرائيليّ في جنوب لبنان.
وذكر التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنه خلال الأشهر الأخيرة، حاول “حزب الله” مرات عدّة ونجح في بعضها، بمهاجمة طائراتٍ من طيار تابعة للجيش الإسرائيلي، ورداً على ذلك، وفي إطار المعادلات التي تمّ اعتمادها في الحرب، قامت القوّات الجوية الإسرائيليّة بمهاجمة الأنظمة التي تم اعتمدها لتنفيذ عمليات اعتراض الطائرات الإسرائيلية أو الوحدات القتالية الأساسية.
وأكمل: “بالإضافة إلى المنظومات الدفاعية، تُحاول طهران أيضاً أن تنقل إلى حزب الله صواريخ من نوع ألماس، وهو صاروخ مُوجه مضاد للدبابات تمّ تطويره في إيران، مزود بكاميرا في الأعلى ولا يتطلب أن يكون مشغله على خط مباشر مع الهدف، وقد تم تطويره على أساس صواريخ سبايك من طراز رافائيل التي وقعت بيد حزب الله خلال حرب تموز عام 2006”.
وأشار التقرير إلى أنهُ جرى نقل الأسلحة من إيران إلى “حزب الله” ضمن شاحنات كبيرة، وكذلك في شاحنات “بيك آب”، والتي تم تصميمها لإخفاء عمليات النقل، ويضيف: “في الآونة الأخيرة، أفادت وسائل الإعلام العربية عن عدد من الغارات الجوية على الحدود العراقية السورية وعلى الحدود السورية اللبنانية. هنا، تشيرُ التقديرات إلى أنه في الضربات المذكورة، تم تدمير أنظمة الدفاع التابعة للحزب، والذي فقد الكثير منها في بداية القتال”.
وتابع: “منذ اندلاع الحرب، تمكن حزب الله من اعتراض 5 طائرات بدون طيار، كما أطلق النار بانتظام على طائرات سلاح الجو. على سبيل المثال، في 1 حزيران، تمكن الحزبُ من إسقاط طائرة من دون طيار في لبنان باستخدام صاروخ أرض جو. في الوثائق من مكان الحادث، يمكن رؤية أن طائرة من دون طيار من طراز هيرميس 900 – “كوخاف” اشتعلت بها النيران في الهواء وتحطمت”.
وأردف: “في الوقت نفسه، تواصل إيران تهديد إسرائيل بحرب شاملة إذا شنت هجوماً على لبنان. وفي الليلة بين الجمعة والسبت، كتب الوفد الإيراني لدى الأمم المتحدة في حسابه إكس أنه إذا اختارت إسرائيل مهاجمة حدودها الشمالية على نطاق واسع، فتنشبُ حرب إبادة”.
ويُكمل: “لكن في الوقت نفسه، تأتي أصوات أخرى من لبنان. إبراهيم الأمين، رئيس تحرير صحيفة “الأخبار” اللبنانية كتب قبل أيام أن المقاومة لا تريد حرباً شاملة، وتعمل بكل السبل لمنعها، بما في ذلك تصعيد الخطاب على المستوى السياسي وتشديد التحذيرات على المستوى العملياتي، والقيام بأعمال معينة للفت انتباه العدو إلى أنه ستكون هناك أثمان باهظة لحرب كبرى. في غضون ذلك، يذكر الجيش الإسرائيلي أن اللبنانيين لا يملكون قدرة هجومية ثقيلة ودقيقة مثل تلك الموجودة لدى تل أبيب، وبالتأكيد ليس لديهم أنظمة الدفاع الجوي الأكثر تقدما في العالم – القبة الحديدية وغيرها. في الواقع، هناك جنرال كبير في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي يعتقد أن إسرائيل أخطأت في عدم تقاضي ثمن من لبنان كدولة منذ اللحظة الأولى للحرب والتركيز فقط على حزب الله”.
وتابع: “الجنرال نفسه قال إنه كان يجب أن تكون دولة لبنان في المعادلة منذ اللحظة الأولى، لقد أخطأنا في عدم إدراجها في الحملة. حتى لو كانت هناك هجمات خفيفة ضد المصالح الحيوية، لكنا قد مارسنا ضغوطاً دولية وداخلية، وكان من الممكن أن يكون هذا عامل يُقيد استمرار الحملة”.
وختم التقرير: “لا يوجد بطبيعة الحال إجماع حول هذه القضية في هيئة الأركان العامة، ويعتقد آخرون أن مثل هذا التحرك كان سيؤدي إلى حرب واسعة النطاق، وتعزيز حزب الله باعتباره المدافع عن لبنان والإضرار بالجهد الإسرائيلي الرئيسيّ ضدّ حركة حماس في غزة”.