بيّن تحالف من دعاة الحفاظ على البيئة والباحثين كيف يمكننا حماية التنوع البيولوجي المتبقي على الأرض من خلال الحفاظ على نسبة ضئيلة فقط من سطح الكوكب.
ومن شأن هذه الخطة المعقولة التكلفة والقابلة للتحقيق أن تمكننا من الحفاظ على الأنواع الأكثر عرضة للخطر من الانقراض، وحماية الحياة البرية على الأرض في المستقبل.
ويواجه كوكبنا تهديدا كبيرا بالانقراض بسبب النشاط البشري، بما في ذلك تدهور الموائل، وتغير المناخ، والتلوث، والإفراط في استغلال الموارد.
ولكن هناك بصيص من الأمل للحياة البرية على كوكبنا، حيث حدد باحثون من مجموعة Resolve، وهي منظمة حماية أميركية غير حكومية، طريقة للحفاظ على التنوع البيولوجي للأرض من خلال حماية جزء صغير بشكل مدهش من الأرض.
ويقول الدكتور إريك دينرشتاين من منظمة Resolve، والمؤلف الرئيسي للورقة البحثية التي نشرتها مجلة Frontiers in Science، إننا “نحتاج فقط إلى نحو 1.2% من سطح الأرض لتفادي الانقراض الكبير السادس للحياة على الأرض”.
ويعتقد الفريق أن الحفاظ على هذه النقاط الساخنة “يمكن أن يمنع جميع الانقراضات المتوقعة إذا كانت محمية بشكل كاف”.
كيف تم تحديد هذه المناطق
تعد هذه النقاط الساخنة حاسمة لأنها ملاذ للأنواع النادرة والمهددة بالانقراض، بدءا من الثدييات الكبيرة وحتى النباتات النادرة والبرمائيات. ويمكن لحمايتها أن تضمن بقاء الحياة البرية على قيد الحياة للأجيال القادمة.
وبدأ العلماء برسم خرائط للعالم بأكمله، باستخدام ست طبقات من بيانات التنوع البيولوجي العالمية. ومن خلال الجمع بين طبقات البيانات هذه وخرائط المناطق المحمية الحالية وتحليل الغطاء الأرضي الجزئي، باستخدام صور الأقمار الصناعية لتحديد الموائل المتبقية المتاحة للأنواع النادرة والمهددة، وتمكنوا من تحديد المناطق الأكثر أهمية وغير المحمية حاليا للتنوع البيولوجي.
وقد أطلقوا على هذه المناطق اسم “ضرورات الحفظ”، وهو مخطط عالمي لمساعدة البلدان والمناطق على التخطيط للحفظ على مستوى محلي أكثر.
وحددت الدراسة الشاملة 16825 من “ضرورات الحفظ” الحاسمة (نحو 164 مليون هكتار) على مستوى العالم.
ومن المثير للاهتمام أن هذه النقاط الساخنة تتركز في المناطق الاستوائية، ومعظمها في خمس دول: الفلبين والبرازيل وإندونيسيا ومدغشقر وكولومبيا.
ويشار إلى أن 38% من “ضرورات الحفظ” قريبة جدا من المناطق المحمية بالفعل، ما قد يسهل استيعابها في المناطق المحمية أو إيجاد طرق أخرى للحفاظ عليها.
وقال آندي لي من Resolve، وهو مؤلف مشارك للدراسة: “تعد هذه المواقع موطنا لأكثر من 4700 نوع مهدد بالانقراض في بعض النظم البيئية الأكثر تنوعا بيولوجيا في العالم ولكنها مهددة. ولا تشمل هذه فقط الثدييات والطيور التي تعتمد على موائل كبيرة وسليمة، مثل تامارو في الفلبين وقرود المكاك سيليبس المتوج في سولاويزي بإندونيسيا، ولكن أيضا البرمائيات المقيدة النطاق وأنواع النباتات النادرة”.
وأضاف لي: “إن حماية هذه الموائل الأخيرة المتبقية يمكن أن يمنع الانقراض الوشيك، ويوفر مجموعات سكانية مهمة للتعافي المستقبلي لهذه الأنواع، وقيادة الجهود المبذولة لوقف الانقراض الكبير السادس”.
المصدر: روسيا اليوم