نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيليّة تقريراً جديداً تحدّثت فيه عن الأساليب التي يعتمدُها “حزب الله” في قتاله ضد الجيش الإسرائيليّ، زاعمة أنَّ الحزب يستغل مراكز الأمم المتحدة في جنوب لبنان والسيارات المدنية للتحرّك الميداني.
ويقول التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنهُ بالتزامن مع الحديث عن تخزين الحزب أسلحة في مطار بيروت، فإن هناك وحدة إسرائيلية متخصصة وهي وحدة التجميع 869 في فرقة الجليل، ترصدُ أي تحرك في القرى اللبنانية الحدودية في الجنوب، مشيراً إلى أن الجنود الإسرائيليين يستعدون لإحتمال القيام بمناورة برية ضد لبنان.
ونقلت الصحيفة عن الرائد ميتار، وهي ضابط في الجيش الإسرائيلي قولها: “أي شخص نتعرف عليه ونشتبه بأنه عميل لحزب الله في جنوب لبنان، نقوم باستهدافه على الفور”.
وبحسب “يديعوت”، فإن الجنود الإسرائيلين يعملون على نصب كمائن متقدمة على خطّ التماس مع لبنان، موضحة أن بعض هذه الكمائن يستمر لـ72 ساعة بينما غيرها يدوم لأسبوعين، وذلك من أجل كشف ومهاجمة عناصر “حزب الله” عند الحدود.
ويلفتُ التقرير إلى أنّ عمليات الرصد التي يقوم بها الجيش الإسرائيليّ تعتمدُ على الطائرات من دون طيار وكاميرات المراقبة الموجودة عند الحدود، وعبر كل ذلك يجري فوراً اكتشاف أي تحرك بشري في القرى اللبنانية الحدودية، وعلى الأرجح فإن الأشخاص الذين ينشطون هناك قد يكونون من قوة الرضوان التابعة لـ”حزب الله”.
ووفقاً للصحيفة الإسرائيلية، فإنّه قبل أسابيع قليلة من الحرب يوم 7 تشرين الأول الماضي، تمكنت وحدات عسكرية إسرائيلية من اكتشاف كيف قام “حزب الله” بإنزال قوات النخبة التابعة له عند السياج الحدودي والتي تحركت مسلحة من دون عوائق حتى السياج القديم المُتاخم للمستوطنات الإسرائيلية.
وتلفت “يديعوت” إلى أنّ الوحدات الإسرائيلية حدّدت أكثر من 30 بؤرة أقامها “حزب الله” بمحاذاة الحدود مع إسرائيل وذلك من أجل مهاجمتها في يوم صدور الأمر، وتضيف: “وبالفعل، لم يبق أي بؤرة من تلك التي تم تحديدها منذ شهر تشرين الأول الماضي إذ جرى قصفها من قبل الجيش الإسرائيليّ”.
ويتابع تقرير الصحيفة: “خلال النشاط على مدار الساعة، حدد الجيش الإسرائيلي مواقع مموهة لحزب الله وعناصره، وبالتالي فإن هناك انتظار لأن يرفع مقاتلو الحزب رؤوسهم لإطلاق أسلحة مختلفة عليهم”.
ويُكمل: “هذه خطوات بطيئة تتطلب الكثير من الصبر وليس القليل من الإحباط، وقد تبين في أكثر من مرة، أن مثل هذه المراقبة كانت هدفاً لحزب الله. والآن تعمل وحدة الجمع ضمن فرقة الجليل أيضاً على تحقيق هدف آخر، وهو مناورة محتملة في جنوب لبنان، إذا بدأت حرب حقيقية ضد حزب الله”.
ويكشف التقرير أن الجنود الإسرائيليين يجهزون أنفسهم لحالات هجمات برية لـ”حزب الله”، على افتراض أن إحداها سيبدأ صباح الغد، ويضيف: “إنه من الصعب تحديد الموقع الدقيق للشخص المنتمي إلى حزب الله، فالأخير يتحرك وكأنه شخصٌ مُطارد. مع هذا، فإن عناصر الحزب يستخدمون المركبات المدنية للإنتقال من مكانٍ إلى آخر كل يومٍ تقريباً، كما أن هؤلاء يقتربون من مواقع القوات الدولية في جنوب لبنان ومواقع الجيش اللبناني، خصوصاً في المهمات الأكثر صعوبة”.
وأعلن التقرير أنه حتى الآن، تم تحديد وإحباط عدد من محاولات التسلل التي قامت بها خلايا صغيرة من “حزب الله”، مشيراً إلى أن “الأخير يحاول جمع معلومات عن الجنود الإسرائيليين وكشف مواقعهم”.
وفي سياق حديثها، تقولُ الرائد ميتار: “نحن نبحث حرفياً عن عناصر حزب الله ليل نهار، وهذا ليس بالأمر السهل، لأنه في بعض الأحيان يتعين علينا الانتظار لأسابيع حتى يحدث شيء ما أو يتحرك. ولهذا السبب، حتى عندما أكون في الميدان مع المقاتلين، أقوم بتعليمهم، ونحن نقوم يومياً بتطوير أساليبنا. كل يوم يمكن للعدو هنا أن يتصرف بطريقة مختلفة وهذا يتطلب منا أن نغير نمط عملنا، فحتى الآن قضت القوات على نحو 400 عنصر من حزب الله”.