عقد المعهد الفني الأنطوني- الدكوانة مؤتمر الفن والتكنولوجيا، برعاية الرئيس العام للرهبانية الأنطونية المارونية الأباتي جوزف بو رعد، وبالتعاون مع شركة Moses Art، في مركز الرئاسة العامة للرهبانية الأنطونية في دير مار روكز في الدكوانة، شارك فيه رجال دين وراهبات وعلمانيون ودكاترة وأساتذة وإختصاصيون في الفن والتكنولوجيا وكتابة الأيقونات البيزنطية والتاريخ وعلم الآثار والتراث.
وشكر المعهد الفني الأنطوني في بيان “لرئيس الرهبنة الأنطونية الأباتي جوزف بو رعد رعايته هذا المؤتمر ولوزارة الثقافة تعاونها ولمشاركة معالي وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى في جلسة الافتتاح ولكل مَن شارك من لبنان وأميركا وفرنسا في أعمال هذا المؤتمر”.
واشار البيان الى انه “بناءً على نقاشات وتبادل الآراء التي جرت خلال المؤتمر والتي تمحورت حول الفن والتكنولوجيا والذكاء الإصطناعي والفن الكنسي بين التقليد والحداثة والفن الكلاسيكي والترميم والصحة النفسية والجسديّة للفنانين وغيرها من المواضيع ، نعرض بعض التوصيات وخلاصة الندوات:
أولا : يُعد هذا المؤتمر مناسبة مميزة تمَّ التداول فيها بطروحات وأبحاث تخصُّ الفنانين والفنانات، والمثقفين والمهتمين بكلِّ أشكال الفن والتكنولوجيا كما وتمَّت المحاولة، قدر المستطاع، لمناقشة أعمق جوانبه مُستعرضين التحديات التي تواجهه في عصرنا خصوصًا الذكاء الاصطناعي وكل التداعيات الناتجة عنه.
ثانيًا : أثبت هذا المؤتمر أهمية إنشاء استراتجيَّات ومُشاركة المحتوى الرَّقمي الذي يجذب الجمهور ويُنمِّيه وقد قدَّم النَّصائح حول التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي لانتشار أوسع وعمليٍّ أكبر.
ثالثًا : تمَّ تسليط الضوء على أهميَّة المحافظة على تُراثِنا الفنِّي للأجيالِ القادمة من خلال العمل على استكشاف تقنيَّات للحفاظ على الفن الكلاسيكي وترميمه، متى دعت الحاجة، والتنويه بالطرق والأساليب للقيام بذلك، علمًا بأنَّه تتوفَّر عدَّة نظريَّات للعمل على تطبيقِه قد تختلف الواحدة عن الأخرى.
رابعًا : شكلت الندوات والمحاضرات وورش العمل في هذا المؤتمر منصَّة هامة لتبادل الأفكار والخبرات بين المحاضرين والمشاركين في المؤتمر وقد تمَّ التَّنويه كيف أنَّ الفنَّان قديمًا، مثلًا، كان يمتلكُ أسرار التركيبات التي كان يستعملها في لوحاته، بينما اليوم هو آخر مَن يعلم أسرار هذه التركيبات، لأنَّ المؤسَّسات التي تهتم بتركيب الألوان وتصنِّعها تعتمد أساليب حديثة، لا تختلف فقط من حيث الطريقة وإنَّما قد تختلفُ أيضًا من حيثُ الجودة والنوعيَّة.
خامسًا : تمَّ العمل على التأكيد على أهميَّة تعزيز التعاون والتواصل وتشجيعهما بين مختلف الفنانين والمثقفين والمؤسسات التي تُعنى بالفنون، إذ يمكن للتبادل والتعاون أن يُسهما بطريقةٍ فعَّالة وسريعة في تطوير الفن ونشره بين مُختلف الجهات والجماعات.
سادسًا : تعزيز التعليم والتدريب: إنَّ التركيز والمواظبة على تفعيل النشاطات وورش العمل وتسليط الضوء على كافَّة التطورات والمُستجدات وتبادلها في الندوات والحلقات الثقافيَّة والفنيَّة تُساهم في تطوير هذا الحقل وتخلق جسورًا تكمنُ أهميَّتها في المحافظة على القديم واستعمال التطوُّر في خدمة الفنون العريقة والتي هي إرثٌ وجبَ العمل على الحفاظ عليها كما وتفتح المجال أمام استيعاب التقنيات الجديدة واستخدامها كما يجب في حقل الفنون الواسع.
سابعًا : تطرَّق المؤتمر إلى التخطيط المالي الذي قدَّم النصائح العمليَّة حول إدارة الشؤون الماليَّة بما في ذلك وضع الميزانيَّة، فَهم مصادر الدخل المختلفة، تَتبُّع النفقات، التخطيط لتحقيق الاستقرار المالي في المستقبل من خلال قنواتٍ عديدة كالمِنَح والرعاية والمبيع عبر شبكة الإنترنت.
ثامنًا : العلاج بالفنون هو من أنجع طرق العلاج وأهمُّها، لذا تطرَّقَ المؤتمر لهذا الحقل المُتعلِّق بالصحَّة النفسيَّة والذهنيَّة حيثُ جرَت مناقشات لتحديد ومعالجة تحديات الصحَّة العقليَّة التي قد يواجهُها مطلق أي إنسان وتحديدًا الفنَّانين، مع طرقٍ وأساليب للسيطرة على التوتُّر والقلق وضغوطات العمل الإبداعي، وصولًا إلى المرونة في المهنةِ الإبداعيَّة وكيفيَّة التغلُّب على الحواجز الإبداعيَّة.
تاسعًا: ومن ضمن المجالات التي خاضها هذا المؤتمر الجلسات التعليميَّة حول النظام الغذائي المتوازن والنشاط البدني المنتظم اللذَين لهما القدرة على تعزيز الوظيفة الإدراكيَّة والإبداع.
عاشرًا: نحث الجميع على التحلِّي بالتسامح والاحترام لتفريغ الذات من المشاعر السلبيَّة فيتمتَّع الفنَّان بقدرٍ كافٍ من السلام الداخلي كي يستطيع بلوغ الإبداع في كافَّة المجالات الفنيَّة”.
وطالب المعهد الفني الانطوني الدولة اللبنانية والمعنيين ب”تأمين الفرص المناسبة لمحبي الفن على أنواعه وتأمين المستلزمات الضرورية لهم”، كما طالب وزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار ب”حماية الأبنية الأثرية في بيروت والحفاظ على ما تبقى من الارث التراثي اللبناني”.
وأكد المعهد” الاستمرار في تأدية هذه الرسالة السامية”، ودعا الى “الصلاة من أجل الكنيسة جمعاء سائلين الله أن ينعم علينا بأيام خير وبركة وعلى وطننا الحبيب لبنان بالطمأنينة والازدهار والسلام”.