لفت تقرير لموقع “كاونتر بانش الأميركي” أن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على حفظ التوازن ما بين حماية مصالحها ومصالح الغرب، والاحترام المطلوب للمؤسسات الدولية، مشيرا إلى أن هذا الوضع “دفع عددا من الدول الغربية لتبني مواقف سياسية مستقلة عن المنطق الأميركي، يفترض أن تكون نتائجها السياسية مؤثرة مستقبلا”.
وذكر التقرير أن انضمام عدد من الدول -بعضها غربي- لدعوى جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية، كشف تباينا في الآراء داخل المنظومة الغربية في التعامل مع هذه القضية الحساسة.
ويوضح التقرير أن واشنطن سارعت للتنديد بالقرار، كما أن مجلس النواب الأميركي أقرّ فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بسبب موقفها من قادة إسرائيل.
وتابع أنه نظرا للنفوذ الهائل الذي تمارسه إسرائيل وحلفاؤها في الكونغرس، وفي وسائل الإعلام، من الواضح أن تل أبيب أكثر تأثيرا في السياسات الداخلية الأميركية من الكونغرس. وبالتالي يستمر الدعم العسكري والسياسي الأميركي لبلد يُتهم بالقتل الجماعي والإبادة.
وذكر أن رئيسة أيرلندا السابقة ماري روبنسون تحدثت باسم “مجموعة الحكماء”، وحذرت من “انهيار النظام الدولي”، وقالت: “نحن نعارض أي محاولات لنزع الشرعية” عن عمل المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، من خلال “التهديدات باتخاذ تدابير عقابية وعقوبات”.
وبحسب التقرير، فقد صدرت إشارات إلى انهيار شرعية النظام الدولي الذي أنشأه الغرب من قبل العديد من الأطراف الأخرى في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وذكر أن كريم خان نفسه أشار إلى ذلك في بيانه بشأن طلب إصدار مذكرات توقيف بحق مجرمي الحرب الإسرائيليين.
وأبرز التقرير أن هذه التطورات وضعت أوروبا أمام معضلة سياسية كبيرة وهي التي لطالما اتبعت خطوات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وبشكل أعمى.
وتابع أن الحرب على غزة شكلت نقطة انكسار رئيسية إذ قسمت الوحدة الغربية التي برزت بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، حيث استمرت الولايات المتحدة -ومعها ألمانيا- في دعم إسرائيل بشكل واضح، فيما تململت مواقف العديد من الدول الأوروبية، التي بدأت تتحد مع دول الجنوب بهدف محاسبة إسرائيل.
وعلق التقرير على ذلك بالقول “إنه تحول كبير لم نشهده منذ سنوات عديدة، مما يدل على أن حجم الجرائم الإسرائيلية في غزة تجاوز الحد الأخلاقي الذي يمكن أن تتحمله بعض الدول الأوروبية”.
المصدر: الجزيرة