قدر وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي، اليوم الخميس، “دور الجامعة اللبنانية وما تقدمه من آفاق تعليمية وبحثية لطلابها وما خرجته من أجيال تميزوا في اختصاصاتهم في سوق العمل”.
ولفت، خلال مؤتمر رعاه، من تنظيم كلية التربية في الجامعة اللبنانية، تحت عنوان “تحوّلات التربية والتعليم في زمن الذكاء الاصطناعي – التحديات والفرص والآفاق”، إلى أن “التربية في زمن الذكاء الاصطناعي تواجه تحديات كبرى، كما في التحول الرقمي، وهو ما يدفعنا إلى وضع مقاربات نفتتح معها مساراً جديداً في طرق التعليم وحتى في ما يتعلق بالمناهج التعليمية التي نخوض عملية اعداد موادها للتعليم ما قبل الجامعي، بعدما أنجزنا الأوراق المساندة للاطار الوطني، وهذا الأمر ينسحب على التعليم العالي االذي يستدعي من القيمين عليه في جامعاتنا التكيّف مع هذا الجديد الوافد واستخدامه بما يتناسب مع المعايير الأكاديمية والأخلاقية”.
وأشار الحلبي، إلى أن “الذكاء الاصطناعي يحتم علينا ابتكار طرق ممنهجة للتعامل مع ما يتيحه من إمكانات في مسار مفتوح على التطور، ىففي التربية ننطلق من ركائز لا تزال موجودة لدينا ورصيد يمكن البناء عليه انطلاقاً من الخطة الخمسية للتربية، وقد قطعنا شوطاً مهماً فيها خصوصاً في ما يتعلق بالمناهج، وبما شرعنا من خطط إصلاحية، ثم في التحول الرقمي الذي يحتاج إلى بنى تحتية وإمكانات نسعى إلى توفيرها مع تدريب المعلمين ليكونوا على جهوزية تامة في وقت الأزمات، وقد استفدنا من الثغرات التي واجهت التعليم عن بعد أثناء جائحة كورونا، وحتى في المسار الذي حددناه لتعليم التلامذة النازحين جراء العدوان الإسرائيلي الذي استهدف المدارس في الجنوب اللبناني في سياق التحضير للامتحانات الرسمية التي نشدد على إجرائها في موعدها المقرر في 29 حزيران الجاري موحدة لكل تلامذة لبنان”.
واعتبر ان “العملية التعليمية لا يمكن أن تنتقل إلى مصاف الحداثة من دون تحرير الإبداع ودعم الابتكار من خلال الغوص في عالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي”.
وأضاف الحلبي، “إن هذا المؤتمر الذي يتحدث فيه اختصاصيون وباحثون وأكاديميون يعزز قناعتي بأن الجامعة اللبنانية قادرة على مواكبة التحولات في التكنولوجيا، وأدرك أن رئاستها وأهلها وكادرها التعليمي أعطوا باللحم الحي، ورفعوا من شأنها حتى في الأزمات، وهي الآن تسجل نجاحات توجت في التصنيف الأخير لموسسة QS وحلت في مرتبة متقدمة عربياً وعالمياً واالثانية بين الجامعات اللبنانية، والمهم أن النجاحات التي يجب أن تستمر تتحدث عنها اختصاصاتها ومختبراتها، وتعزز من خلالها سمعتها الأكاديمية، وهو ما يطرح المزيد من التحديات عبر توفير كل ما من شأنه أن تبقى الجامعة في الريادة وتمنح طلابها اختصاصات تؤكد كفاءاتها وجودتها الأكاديمية وقدرتها على طرق أبواب الحداثة والتكنولوجيا في العالم”.
وقال: “إنني من موقعي أجدد ثقتي بالجامعة، وما هذا المؤتمر إلا تأكيد على المسار الذي تسلكه الكليات في الأبحاث والتي تشكل الاساس في معايير التكيّف الذكاء الاصطناعي، ونحن من جهتنا نؤكد سياساتنا في حماية الجامعة والتعليم عامة ونهج الاصلاح الذي نسير عليه لرفع المستوى وتأمين العدالة التربوية وحق التعليم للجميع.. إن الجامعة ورغم الأوضاع الصعبة تواكب وتنافس جامعات مرموقة في المنطقة وتعيد تنظيم أمورها وهيكلة أوضاعها وهذا المؤتمر لكلية التربية لا بد من أن يفتح آفاقاً ويضع خريطة طريق للمسار الذي ينبغي سلوكه في التعامل مع الذكاء الاصطناعي وتكييفه مع الرصيد والقدرات التعليمية والأكاديمية التي تتمتع بها الجامعة”.
وختم الحلبي: “لن أكرر ما نسعى إليه لترتيب أوضاع الجامعة وإقرار ملفاتها، ومن بينها ملف التفرغ، لكني في هذه المناسبة اشدد على ضرورة أن يكون التعليم ديناميكياً ويتكيف باستمرار مع التكنولوجيا الجديدة والتحول العالمي نحو الذكاء الاصطناعي الذي يمكنه أن يحدث ثورة في طرق التدريس والتعلم، وعلينا أن نستثمره لجعل التعليم أكثر كفاءة وفعالية، وعلينا أيضاً أن نتحضر لكيفية دمج الذكاء الاصطناعي مع الدراسة، وهو ما يحتاج إلى وضع أسس ومعايير تتناسب مع مناهجنا وأوضاعنا”.