حمل يوم أمس تصعيدا للاعتداءات الاسرائيلية على جنوب لبنان وردا عنيفا لحزب الله على اغتيال احد ابرز قادته الميدانيين طالب سامي عبدالله مع ثلاثة عناصر آخرين، بمجموعة عمليات قصف تجاوز عددها الـ15 عملية بحسب سلسلة بيانات للحزب.
ويمكن القول إن مواجهات الامس رسمت الخط البياني الأكثر خطورة لجهة بلوغ التعبئة المتبادلة في العمليات وحدّتها ذروة قياسية أقله منذ تحركت هذه الجبهة قبل أكثر من ثمانية أشهر.
تزامن هذا الاشتعال مع الجولة الثامنة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الشرق الأوسط منذ اندلاع حرب غزة.
وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس في الدوحة تطرّق بلينكن إلى الوضع في جنوب لبنان، فقال: “الاتفاق حول غزة سيكون تأثيره هائلاً في خفض التوتر بين إسرائيل ولبنان، ونحاول منع التصعيد في جنوب لبنان ولا أحد يرغب في حرب جديدة هناك”.
واستدعى التصعيد الميداني الواسع تحركاً حكومياً، إذ عقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات ديبلوماسية في السرايا تناولت الجهود المبذولة لوقف التصعيد.
وفي هذا الاطار، عقد اجتماعاً موسعاً مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي خُصص للتشاور في المستجدات الأمنية في الجنوب وانعكاس الحرب في غزة على الاستقرار في لبنان، وجرى التطرق الى موضوع الإصلاحات الاقتصادية والإدارية في لبنان.
وأفيد أن السفراء أبدوا استعدادهم لمساعدة لبنان في هذا الاطار، كذلك تم البحث في ملف النازحين السوريين وانعكاساته على الوضع اللبناني برمته.
واستقبل سفير قطر في لبنان سعود بن عبد الرحمن بن فيصل الثاني آل ثاني، وجرى عرض لكافة المستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين البلدين. كما استقبل سفير المملكة المتحدة في لبنان هايمش كاول، وبحث معه العلاقات بين بريطانيا ولبنان.
ولفتت أوساط دبلوماسية “الى أن حراكاً دبلوماسياً مكثفاً يجري بعيداً عن الأضواء للجم التوتر على الجبهة الجنوبية، ووزير الخارجية الأميركي خلال زيارته الى المنطقة بذل جهوداً في هذا الإطار اضافة الى مستشار الرئيس الأميركي اموس هوكشتاين، كما جرى التطرق الى هذه النقطة في لقاء القمة بين الرئيسين الأميركي والفرنسي، وهناك توافق دولي حول منع تدهور الأوضاع في الجنوب وتطويق أي احتمال لحرب موسعة بين حزب الله وإسرائيل”.
ورجّحت الأوساط “أن تبقى المواجهات ضمن الحدود وقواعد الاشتباك الراهنة حتى التوصل الى وقف الحرب في غزة وانسحابها على الجبهة الجنوبية”.
ووسط هذه التداعيات، يعقد مجلس الوزراء جلسة عند التاسعة والنصف من قبل ظهر غد الجمعة في السرايا وعلى جدول الاعمال 31 بنداً أبرزها عرض الدراسة التي اعدها البنك الدولي، والمتعلقة بأثر النزوح السوري على لبنان، وعرض وزير البيئة لموضوع المواد الكيميائية الموجودة في معمل الذوق واصدار مشاريع مراسيم تتعلق بترقيات الضباط من مختلف الرتب.
المصدر: لبنان 24