احتفلت ” ثانوية رفيق الحريري” بتخريج الدفعة الـ35 من طلابها ( دفعة العام 2024 ) وعددهم 109 خريجين ، والذي تزامن مع الذكرى الخامسة والأربعين لتأسيس مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة، برعاية رئيستها بهية الحريري، وتحت شعار “مستقبل لبنان الإستثمار في الإنسان”.
حضر حفل التخرج الذي أقيم في باحة الثانوية في صيدا،، النائبان عبد الرحمن البزري وميشال موسى، ممثل النائب أسامة سعد الدكتور خالد الكردي، مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، رئيس بلدية صيدا حازم بديع والرئيس السابق للبلدية عضو المجلس البلدي محمد السعودي، شفيق الحريري، المدير الإقليمي للأمن العام في الجنوب العقيد علي قطيش، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف، رئيسة اللجنة الإدارية لمستشفى الطوارئ الحكومي في صيدا ( التركي ) منى الترياقي، السفير عبد المولى الصلح، عدنان الزيباوي، منسق عام تيار المستقبل في صيدا والجنوب مازن حشيشو، مستشار الحريري لشؤون صيدا والجوار أمين الحريري، ممثلة رئيس المنطقة التربوية في الجنوب أحمد صالح هيفاء عزام، الامين العام لنقابة المعلمين أسامة الأرناؤوط ، ممثل رئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا محمد فايز البزري، عضو المجلس الإداري هشام جرادي، المدير الإقليمي لـ”بنك ميد” في الجنوب مروان هاشم، المديرة التنفيذية لمؤسسة الحريري الدكتورة روبينا أبو زينب، الدكتور خالد غطاس، ومديرو مدارس ، وأعضاء لجنة الأهل في الثانوية وجمعية خريجيها وأهالي الخريجين.
وكان في استقبالهم مديرة الثانوية نادين زيدان الحريري وافراد الهيئتين الإدارية والتعليمية، على وقع الموسيقى عزفاً على البيانو من الطالب جاد سامر عبد الغني .
الإفتتاح
بعد دخول موكب الخريجين ، افتتح الحفل بالنشيد الوطني ونشيد ثانوية رفيق الحريري مع كورال من تلامذة المدرسة، ثم كانت كلمة ترحيب من عريفة الحفل الطالبة نورا زياد السمرة قالت فيها: “نجتمع اليوم للإحتفال بإنجازنا الكبير، بعد رحلتنا الطويلة التي أوصلتنا إلى هذه اللحظة. نحن طالبات وطلاب ثانوية رفيق الحريري، لم نكتسب علما” وحسب بل تعلمنا كيف نتغلب على تحديات اليوم ونتحضر لمواجهة أزمات الغد، إنها مدرسة الشهيد رفيق الحريري، نقف مثقلين بكل هذا القهر والدمار من حولنا، لكن مفعمين بالأمل والإصرار بأننا قادرين على تغيير الواقع”.
الحريري
ثم ألقت الحريري كلمة استهلتها بالقول: “ما أصعب الصمت وما أصعب الكلام عندما تغمرنا مشاعر الإحتفال الممزوجة بالأمل والتّفوق والنّجاح، مما يجعلنا نتجاوز الهموم والجراح والآلام، ونحن نحتفل اليوم بتخرج الدفعة الخامسة والثلاثين من طلاب ثانوية رفيق الحريري، والذي يتزامن مع الذكرى الخامسة والأربعين لتأسيس مؤسسة الحريري، التي أرادها الرئيس المؤسس رفيق الحريري أن تعمل على مواجهة تحديات مجتمعات النزاع وآثارها المدمرة على الإنسان والعمران وكلّ القطاعات في لبنان، وفي مقدمتها القطاع التّربوي الذي فقد انتظامه وخصوصيته وتألقه..”.
ورأت ان “التّعليم كان إحدى الميزات التأسيسية لدولة لبنان الكبير، وأن لبنان كان على مدى عشرات وعشرات السنوات مدرسة المنطقة وجامعتها ومعاهدها التقنية والفنية، وكانت صيدا إحدى المدن التعليمية اللبنانية المميزة، حين قصدها الطلاب من كلّ أبناء لبنان لتحصيل علومهم، وأراد الرئيس رفيق الحريرى أن تحافظ صيدا وجوارها على تلك الصورة التربوية الرفيعة والمميزة، واعتبر أنّ كلّ المدارس الرسمية والأهلية هم شركاء لمؤسسة الحريري ومدارسها، وإستطاعت صيدا خلال سنوات قليلة أن تكون رافعة علمية وتربوية رفيعة لعشرات الآلاف من بنات وأبناء كلّ لبنان من دون تمييز مناطقي أو طائفي”.
واكدت الحريري أن “مؤسسة الحريري استطاعت أن تعيد الإعتبار لقيم التّسامح بما هي السبيل الوحيد من أجل استعادة الثقة والمصالحة الوطنية اللبنانية ، كما أكّد الرئيس المؤسس رفيق الحريري أنّنا بالتّعليم والتّحديث نستطيع أن نبني لبنان الجديد والحديث، واستطاع أن يجعل كلّ اللبنانيين يتمتعون بتحويل ذلك الحلم الجميل والمستحيل إلى واقع حقيقي عشناه معه في بيروت وصيدا والشمال وجبل لبنان والجنوب والبقاع، وشهد العالم بأسره بحقيقة معجزة عودة لبنان جسر تواصل حضاري بين الشرق والغرب، وعاد المهاجرون والخبراء والاستثمارات إلى لبنان، واستضافت بيروت القمم العربية والعالمية، وعادت الجامعات والمدارس والمعاهد تستقطب الطلاب من كافة الأرجاء، وعاد الأمل والرجاء إلى أجيال لبنان”.
وقالت: “نحتفل اليوم بتخرج الدفعة الأكبر والتي تضم 109 من طلاب ثانوية رفيق الحريري لينضموا إلى 2654 من خريجي هذه المدرسة التي تعتزّ بكلّ خرّيجاتها وخرّيجيها وتفوّقهم في كافة المجالات. وإنّنا بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعا نؤكّد حرصنا على تعزيز الشراكة مع كافة المدارس الرسمية والخاصة في منطقة صيدا والجوار، لأننا نؤمن بأنّ العدالة التربوية هي أساس الإستقرار الوطني في مجتمع التّسامح والتّعليم والتّحديث”.
وتوجهت الحريري الى الخرّيجات والخرّيجين واهاليهم بأحر التّهاني متمنية لهم النّجاح والتّفوق في كافة المراحل التعليمية والمهنية القادمة، معاهدة إياهم على “أن تبقى ثانوية رفيق الحريري تعمل على تحديث المناهج والتقنيات، وأن تبقى على تواصل مع كلّ ما هو جديد وحديث وضروري”.
وأثنت على جهود إدارة ثانوية رفيق الحريري وهيئتها التعليمية مهنئة إياهم على النجاح في تأمين كلّ السّبل لتأمين مستلزمات العملية التربوية الضرورية والإستعداد الدّائم لتحديث البرامج والآليات، ومعربة عن فخرها بالتزامهم برسالتهم التربوية المميزة . وقالت ” اننا نتطلّع إلى تعزيز التّعاون مع كلّ شركاء العملية التربوية في صيدا والجوار والتي نريدها على الدوام النموذج الوطني في التّسامح والتعليم والتحديث من أجل مستقبل أجيال كلّ لبنان”.
مديرة الثانوية
وتحدثت زيدان الحريري فرأت أن” تخرج الدّفعةَ الخامسةَ والثّلاثين من ثانويّة رفيق الحريري، محطّةْ حصادِ زرعِ الأملِ بفضلِ مَنْ فَتَحَ الطّريقَ واسعةً مُضيئةً، وهو الغائبُ الحاضرُ دائمًا الرّئيسُ المؤسّسُ الشّهيد رفيق الحريري، الّذي آمَنَ وقالَ وفَعَلَ ما ردّدَهُ على الدّوام: “إنّ بناءَ المستقبلِ الزّاهرِ لا يكونُ إلّا عَبرَ تعليمِ الشّبابِ وتمكينِهم وَزَرعِ الأملِ في نفوسِهم”، شاكرة للحريري” الّتي تتخطّى جراحَها لتكونَ نموذجَنا في الصّبرِ، ومتابعةِ العملِ بأملْ لأنّ شُغلَها الشّاغل هو أمانةُ الطّلّابِ والطّالباتِ، والبحث عن تقديمِ الأفضلِ والأنسبِ والنّوعيِّ في عالمِ التّربيةِ والتّعليمِ للإرتقاءِ بجودِتِه”. معربة عن تقديرها لجهدِ وتفاني أفراد الهيئتيْن التّعليميّةِ والإداريّةِ وكلِّ العاملين في المدرسة، ومهنئةً الأهالي الذين بذلوا الغالي والنّفيسَ، ودعموا وشجّعوا وتشاركوا معَ المدرسة لتشكيلِ ملامحِ مُتعلّمِ ثانويّةِ رفيق الحريري”.
وقالت: “ما أحوجَنا اليومَ معَ كلِّ التّحدّيّاتِ والتّعقيداتِ في العالمِ، لأن نطرحَ أسئلةً للتّأمّلِ، أهمّها: مُساهمتُنا كمكانٍ تربويٍّ في تشكيل عالمٍ أفضل، وما هو مكانُنا في هذا العالمِ القائمِ على ثابتٍ وحيدٍ هو: التّغيير!. لذلك نحن نسعى إلى ترجمةِ الإجابةِ عبرَ جعلِ الدّراسةِ في ثانويّةِ رفيق الحريري بابًا يدخلُه طلّابُنا – وكلاءُ التّغيير، ليصبحوا مواطنين عالميين فاعلين في بناءِ مجتمعٍ مُتمسّكٍ بمنظومةِ الأخلاقِ والقِيمِ والتّواصلِ الإيجابيِّ الّتي لا ترتبطُ بزمانٍ، وهذا ما يُسمّى بلغةِ القلبِ الإنسانيّة”.
وختمت زيدان بتهنئة الخريجين والخرّيجات، لما أظهروه من تميّز في العمل الجماعي القيادي، وما أحدثوه من فارق بإبداعهم في مجالات “الرّياضة، والفنّ، وخدمةِ المجتمعِ والحفاظِ على البيئة، ومبادرتهم لحلِّ المشكلاتِ، ونشرِ ثقافةِ الاحترامِ، وتقبّل التّفكيرَ المتنوّعَ المختلفَ واستخدام حوارَ الحياة ، مجسدين ملامحَ مُتعلّم القرنِ الحادي والعشرين بحقٍّ، لأنّهم أدركوا أنّ التّعليمَ قيمةٌ وهبةٌ، نعمةٌ للأسفِ غيرُ متاحةٍ للجميع، كما هو الحال في غزّة حيث يَحلُم ويكافح الطّلاب والطّالبات هناك للوصول إليها” ، موصية إياهم عندَ مواجهةِ أيِّ صعوبةٍ أن يُرمّموا أنفسَهم بصفاتٍ ذهبيّةٍ، كالثّقةِ بالنّفس والتّعاطفِ، والصّبر، والتّعلّمِ من التّجربةِ، والوقوفِ بعدَ التّعثرِ، ليُصبحَ كلُّ واحدٍ منهم أفضلَ نُسخةٍ من ذاته”.
لجنة الأهل
كلمة لجنة الأهل ألقاها الدكتور ابراهم بن مكي الذي بارك للخريجين انتقالهم إلى مرحلة جديدة في حياتهم متمنّيا لهم كل النجاح والتقدم. وتوجه الى الخريجين بالقول: “إنها لبداية مرحلة جديدة من التحديات لتكونوا مستقلين فاعلين في مجتمعكم. فعلى الرّغم من الظروف الصّعبة التي يمرّ بها وطننا الحبيب لبنان إلا أنّه يجب أن تتذكّروا دائماً أنكم أبناء هذا البلد، وأنكم شركاء في بنائه بالغد القريب، فالمستقبل لكم فلا تتردّدوا وانطلقوا إلى الأمام بكل رغبة وشجاعة وتفان وطموح، متسلّحين بالعلم والخبرة، فكونوا على مستوى الطموحات والآمال المعقودة عليكم. وأخيراً، وبإسم لجنة الأهل رئيسةً وأعضاء، نؤكّد على استعدادنا الدائم لنقل هواجس الأهل وتساؤلاتهم، كما والعمل سويّاً بالتنسيق مع إدارة المدرسة للوصول إلى حلول ترعى المصلحة المشتركة بما فيه خير لأبنائنا”.
جمعية الخريجين
كلمة جمعية خريجي الثانوية ألقتها سالي الزعتري فهنأت خريجي العام 2024 وتوجهت اليهم برسالة بإسم الجمعية بأنه ” لا ينبغي أن يكون التخلي عن التعليم خياراً لأحد لأي سبب كان. وبدعوتهم للسعي دائماً إلى العطاء في زمن قلّ فيه المعطاؤون ولأن يكونوا حاضرين دوما للمساعدة، ومبدعين في افكارهم، حازمين في اصرارهم للوصول لأهدافهم، ومنضبطين في موازنة أوقاتهم بين المرح والعمل المثمر”.
وعرضت لبعض مهام الجمعية مثل توفير الدعم للطلاب في مجالات التطوير المهني والشخصي، وتنظيم الفعاليات والأنشطة التي تعزز الروابط بين الخريجين والمدرسة، ومنها في سنة 2023-2024: ندوات ناجحة قدمها الخريجون، عشاء الخريجين، يوم الرياضة والترفيه.
كلمة الدفعة الـ35
كلمة الدفعة الـ35 ألقتها الطالبة حلا وليد المحب، وقالت: “ها نحنُ نحتفلُ بثمارِ جهودِنا وتعبِنا. نودّع مدرستَنا العزيزة التي احتضنتنا طوالَ هذه السنوات، وننطلقُ نحو مرحلة جديدة، نحملُ فيها طموحاتِنا وأحلامَنا. سنسعى جاهدينَ لتحقيقِ أهدافِنا، ولن ننسى أبدًا الأسسَ المتينةَ التي تعلّمناها هنا، لكننا سنحمل دائمًا بالاضافة الى العلومِ والمعارفِ التي اكتسبناها، القيمَ الملهمة التي تعلّمناها كالتعاونِ، والاحترامِ، والمسؤوليةِ، والتعاطفِ وغيرِها والتي نسعى عبرها لنكونَ أفرادًا فعّالينَ، متعلمين لمدى الحياة، ومستعدّينَ دائماً لخدمة مجتمعنا وترك أثرٍ طيّبٍ أينما حلَلنا”.
كلمة أوّل الدفعة
وكانت كلمة للأول في الدفعة الطالب بدر أحمد دمج الذي أشار الى أن “اللقاء اليوم لنطوي صفحة من عام زاخر بالنجاح والتألق والابداع ، ونسطر سطور ختام مليئة بالفخر والإنجاز ، بعد أعوام امتزجت فيها الصعاب والمشقات بالغبطة والأمل ، على ارض تعلقنا بها فباتت جزءا من شخصياتنا وحياتنا وامالنا وتطلعاتنا”. وتوجه بالشكر الى”الرئيسة بهية الحريري التي كانت وما زالت تكرس وقتها وجهودها في سبيل الحفاظ على اسم التربية والتعليم مكملة بذلك مسيرة الإيثار التي بدأها الشهيد الرئيس رفيق الحريري”.
وفي الختام، وزعت الحريري بمشاركة زيدان ورئيسة القسم الثانوي الشهادات على الخريجين والخريجات والجوائز على أوائل الدفعة.
واختتم الحفل برقصة فولكلورية لطالبات نادي الرقص المدرسي.