نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” تقريراً جديداً اعتبرت فيه أنّ الجبهة الشمالية الإسرائيلية مع لبنان ليست منفصلة عن المعركة في غزة، مشيرة إلى أنّ في إسرائيل “تم التخلي عن الشمال وسط الغرق في حرب غزة”.
ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنَّ الحرائق المُشتعلة في شمال إسرائيل ومعاناة السكان الذين تمّ إجلاؤهم، جعلت قضيّة الجبهة الشمالية تتصدّر عناوين الأخبار، وأضاف: “إن حقيقة قيام حزب الله بتوسيع كثافة ومدى إطلاق النار، رداً على توسيع نطاق نشاط الجيش الإسرائيلي، تثير لدى الكثيرين، بما في ذلك في الجيش، الحاجة إلى القيام بعمل عسكري في لبنان، لكن الحقيقة أكثر تعقيداً”.
وأكمل: “في الواقع، مثلما أن قضية المُختطفين والأسرى في غزة مُرتبطة بقضية هزيمة حماس، فإنَّ الشمال لا يمكن فصله عن ساحة المعركة في القطاع الفلسطيني. وبعبارة أخرى، كما يجب على أولئك الذين يريدون المضي حتى النهاية ضد حماس أن يفهموا أنهم بذلك يعرضون مصير المختطفين للخطر، كذلك يجب على أولئك الذين يريدون المضي حتى النهاية ضد حماس أن يفهموا أن هذا سيأتي في نهاية المطاف على حساب استمرار التخلي عن الشمال”.
ويُتابع التقرير: “منذ بداية الحرب، أعلن نائب أمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أن حزب الله سيثقل كاهل إسرائيل ويقف خلف حماس، كما تقف الولايات المتحدة، على حد قوله، خلف إسرائيل. كذلك، يقول قاسم إن حزب الله لن يذهب إلى الحرب، لكنه سيصعب الأمور جداً على إسرائيل حينما يفتح الجبهة عليها من الشمال، واعداً بأن الحزب لن يوقف عملياته من الجنوب اللبناني إلا عندما توقف إسرائيل الحرب في غزة”.
ويُردف التقرير: “لقد فهمت إسرائيل ذلك، ولهذا السبب فضلت إجلاء المدنيين من الشمال لتفادي وقوع خسائر في الأرواح. لهذا السبب، يجب الاعتراف بالتحول الذي حصل، والأساس فيه هو أن أولئك الذين يريدون المضي حتى النهاية في معركة غزة أن يدفعوا ثمن حياة المختطفين هناك بالإضافة إلى التخلي عن الشمال في ما بعد”.
وتابع: “لو كانت لدى إسرائيل قيادة شجاعة تقول الحقيقة، لكان من الممكن مطالبة سكان الشمال بدفع الثمن لضمان القضاء على حماس. لكن قيادتنا تفضل التهرب من الحقيقة، وتقدم لنا حملة ذات ساحتين على ما يبدو، يمكن التعامل معهما بشكل منفصل، وكأنه من الممكن ملاحقة حماس أولاً وبعد ذلك ملاحقة حزب الله”.
ويقول: “الأكثر من ذلك، إذا كانت لدينا قيادة تقول الحقيقة، فسيكون مطلوباً أيضاً أن تشرح ما سيوفره التطلع إلى النصر الشامل في حال لم يتضمن بديلاً واقعياً لحماس في اليوم التالي، علماً أن ثمن الإستمرار في المعركة سيشمل استمرار المعاناة في الشمال وفقدان المختطفين”.
واعتبر التقرير أنَّ إسرائيل ارتكبت “خطأ فادحاً” من خلال عدم الأخذ في الإعتبار مسألة البعد والمدى الزمني للحرب في غزة، ويضيف: “بدلاً من التخطيط لحملة تنتهي خلال 3 أو 4 أشهر، تتصرف إسرائيل وكأن الوقت سيكون دائماً في صالحها.. هذا الأمرُ غير صحيح، وقائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار يفهم ذلك أيضاً”.
وأكمل: “ما الذي يجب القيام به للخروج من الإشتباك القائم؟ في البداية، يجب اعتماد سياسة تقلل الخسائر. فبدلاً من مناقشة الخطوط العريضة لوقف إطلاق النار التي من شأنها أن تؤدي في أي حال إلى نهاية الحرب، دون جدوى، ينبغي لنا أن نقترح على أنفسنا، الآن، إنهاء الحرب مقابل عودة المختطفين، وهو ما سيصاحبه الصمت التام في الشمال، وبالتالي الوصول إلى مسألة الانسحاب المؤكد لحزب الله من الحدود”.
ويتابع التقرير: “وبذلك، فإنّ الاستراتيجية الإسرائيلية تحتاج إلى إعادة تصميم. لقد فقدنا قدرتنا على الردع لأننا ظهرنا على أننا ضعفاء. وبعد انتهاء الحملة الحالية، يجب الاستعداد لحرب حقيقية مع حزب الله في السنوات المقبلة، عندما يدخل نظام اعتراض الصواريخ بالليزر حيز الاستخدام. وفي الوقت نفسه، يجب علينا أن نحاول حل القضية الفلسطينية بشجاعة، مع الاعتراف بأنه لا يوجد حل آخر غير التسوية”.