قال تقرير لمجلة إيكونوميست البريطانية إن أوكرانيا باتت تتفوق على روسيا في شبه جزيرة القرم التي أصبحت “فخا مميتا” للقوات الروسية.
وتستخدم أوكرانيا أنظمة الدفاع الجوي المضادة للطائرات والطائرات بدون طيار المتطورة لإضعاف الدفاعات الجوية الروسية بشكل منهجي في شبه جزيرة القرم، وضرب القواعد الجوية التي تنطلق منها الطائرات الاعتراضية الروسية وضرب أهداف لوجستية واقتصادية حيوية.
وتقول أيكونوميست إن الموافقة في أبريل الماضي على حزمة الدعم العسكري بقيمة 61 مليار دولار التي قدمتها إدارة بايدن بات يتضح تأثيرها على مجريات الحرب.
وعلى وجه الخصوص، فإن وصول الصواريخ الباليستية المضادة للطائرات، التي يبلغ مداها 300 كيلومتر، يعني أن أوكرانيا يمكنها الآن ضرب أي هدف في شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا.
ويقول لورانس فريدمان، الخبير الاستراتيجي البريطاني، إن شبه جزيرة القرم تشكل نقطة ضعف بالنسبة لروسيا.
ويتفق نيكو لانغ، المستشار السابق لوزارة الدفاع الألمانية، مع هذا الرأي: قائلا “إن حملة أوكرانيا عبارة عن مزيج من الاستراتيجية العسكرية والسياسية. من الناحية السياسية، تعد شبه جزيرة القرم أهم أصول روسيا ولكنها أيضا معرضة للخطر للغاية”.
وتقول المجلة إن ما تحاول أوكرانيا القيام به هو جعل شبه جزيرة القرم عبئا على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، وعزلها وبالتالي دفع القوات الجوية والبحرية الروسية بعيدا عن جنوب أوكرانيا.
ويقول لورانس إن القوات الروسية “ليس لديها مكان للاختباء” وبمساعدة بيانات الاستطلاع عبر الأقمار الصناعية والجوي الذي يوفره حلفاء الناتو، ومعرفتهم العميقة بالمنطقة، والقوات السرية على الأرض، لا يمكن لأي شيء أن يتحرك في شبه جزيرة القرم دون علم الأوكرانيين بذلك.
ومع وصول أنظمة الدفاع الجوي المضادة للطائرات وزيادة تطور طائراتهم بدون طيار، أصبح كل متر مربع من شبه الجزيرة في مرمى الصواريخ، بما في ذلك الأهداف الحساسة للوقت مثل الطائرات وقوافل المعدات التي تتحرك بالطرق أو السكك الحديدية.
ووفقا لبن هودجز، القائد السابق للقوات الأميركية في أوروبا ومستشار حلف الناتو في مجال الخدمات اللوجستية، فإن الأوكرانيين “في عملية منهجية لجعل أوكرانيا غير صالحة للعيش بالنسبة للقوات الروسية”.
كان مسؤولون أميركيون، قد قالوا، الأسبوع الماضي، إن الرئيس جو بايدن، أذن لأوكرانيا بتنفيذ ضربات محدودة داخل روسيا باستخدام أسلحة أميركية الصنع، ما قد يكون فصلا جديدا في الحرب بالنسبة لأوكرانيا.
ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، فإن القرار الذي يمثل “تحولا كبيرا” جاء بدفع من مستشاري بايدن والحلفاء الرئيسيين للإدارة الأميركية، مشيرة إلى أنها المرة الأولى التي يسمح فيها رئيس أميركي بشن ردود عسكرية محدودة على المدفعية والقواعد الصاروخية والمراكز القيادية داخل حدود خصم نووي.