لو كان الهولندي Frank Hoogerbeets الشهير برصد الزلازل الأرضية، خبيرا أيضا برصد السياسية، لانشغل هذه الأيام بما سيزلزل أركان حزب المحافظين البريطاني حين تخرج نتائج انتخابات عامة مقررة بعد شهر، وفيها قد يحصل على 66 مقعدا فقط في البرلمان المكون من 650 نائبا، وفق استطلاع تم إجراؤه الأسبوع الماضي، وهي فاجعة سياسية للحزب وأكبر نكبة تحل به منذ تأسيسه في 1834 حتى الآن، وهو المتمتع حاليا بغالبية مطلقة في المجلس، مقدارها 357 عضوا.
وجرى الاستطلاع بنظام Multi-level Regression and Poststratification للفرز الإحصائي، والمعروف برمزMRP اختصارا، وفق مطالعة “العربية.نت” عنه بوسائل إعلام محلية، ذكرت أن استطلاعه شمل 10 آلاف شخص من كافة الفئات بين 20 إلى 27 أيار الماضي.
أول مناظرة غداً الثلاثاء
أشارت نتائج الاستطلاع يوم الجمعة الماضي إلى أن حزب العمال سيخرج من الانتخابات غانما 476 مقعدا في البرلمان، فيما سيحصل حزب “الديمقراطيين الأحرار” على 59 مقعدا. كما توقع الاستطلاع أن يفقد أعضاء في مجلس الوزراء المحافظ مقاعدهم، ومنهم Penny Mordaunt زعيمة البرلمان المعروف أيضا باسم مجلس العموم، والتي نالت اهتماما دوليا لدورها في حمل سيف التتويج الملكي.
وتعيش بريطانيا منذ يومين أجواء أول مناظرة، ستبثها شبكة ITV التلفزيونية المحلية مباشرة على شاشتها في التاسعة مساء غد الثلاثاء بتوقيت غرينيتش، بين رئيس الوزراء ريشي سوناك وزعيم حزب العمال السير كير ستارمر، وتديرها المذيعة Julie Etchingham التي سبق واستضافت في 2015 و2017 و2019 مناظرات انتخابية مماثلة، طبقا لما قالت ITV التي تخطط أيضا لبث برنامج مقابلات مع قادة الأحزاب الأخرى.
سوناك في قفص الاتهام
وتسربت أمس الأحد بعض المعلومات إلى صحيفة “التايمز” البريطانية، عما سيركز عليه رئيس الوزراء ريشي سوناك في المناظرة، وقالت إنه سيتهم زعيم حزب العمال السيرKeir Starmer بالسعي إلى “السلطة من أجل السلطة”، بينما سيركز ستارمر على “أكثر من 14 عاما من فوضى حزب المحافظين” وسيعتبر سوناك المناظرة فرصة لمحاولة إحداث تغيير في تقدم حزب العمال في استطلاعات الرأي، فيما سيستخدمها ستارمر لاتهام المحافظين بتدمير الاقتصاد منذ 2010 وربط سوناك بسلفيه، ليز تروس وبوريس جونسون.
كما سيحاول سوناك تحويل المناقشة إلى شؤون مستقبلية، عبر تسليط الضوء على سلسلة من السياسات التي كشف عنها خلال الحملة الانتخابية، بينها الخدمة الوطنية لمن هم بسن 18 عاما، وتخفيض ضريبة الدخل على المتقاعدين، وإلغاء شهادات “ميكي ماوس”.بحسب ما أفاد مصدر كبير في حزبه. أما ستارمر، فسيعتمد على تجربته الخاصة كمدعي عام، وفقا لحلفائه “بحيث يكون المدعي العام في المناظرة” التي سيبدو فيها ريشي واقفا في قفص الاتهام ليدافع عن نفسه وعن حزبه لمدة 14 عاما.