أشارت كتلة “الوفاء للمقاومة” في بيان اثر اجتماعها الدوري بمقرها المركزي، برئاسة النائب محمد رعد، الى أن “الحزن مرقاةٌ للروح، ينطلق معه الانسان نحو الله سبحانه الذي بيده الأمر وإليه المصير، وتتكشف عنده وبنعمة منه، سبل الفرج والارتقاء وجلاء الهموم والغموم وتحقق الآمال. وكأن الاحزان حين تتوالى تغدو فرصا تربوية تسهم في تأهيل الناس لمواجهة القادم من التحديات”.
وقالت: “اليوم إذ نقف على عتبة الذكرى السنوية لارتحال إمام الأمة وباعث نهضتها الاسلامية والجهادية المعاصرة، ومؤسس الجمهورية الاسلامية المباركة في ايران، ومجدد الفهم الديني في مقاربة أوضاع المجتمع والثورة والدولة، سماحة آية الله العظمى السيد روح الله الموسوي الخميني قده، فإن حزننا في ذكراه يجدد فينا العزم والتصميم على التزام نهجه الذي ما انفك يحرك الاحداث ويحدث التحولات ويشق ظلام الاستبداد والطغيان ليبزغ فجر النهوض والتجديد من أجل خير المستضعفين وكل أبناء البشرية”.
أضافت: “في الأيام القليلة الماضية، أثارت مواجعَنا فاجعة المروحية التي سقطت وأودت بحياة رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية سماحة السيد الدكتور ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية الدكتور حسين أمير عبد اللهيان وممثل سماحة الامام الخامنئي في محافظة أذربيجان السيد محمد آل هاشم ومحافظ أذربيجان السيد مالك رحمتي وخمسةٍ آخرين كانوا معهم. ووسط مشاعر الحزن والفقد لهؤلاء الأعزاء، غيب الموت علما من أعلام الفكر والحركة الاسلامية والجهادية سماحة آية الله الشيخ علي الكوراني العاملي رحمات الله عليه”.
وتابعت: “في عيد المقاومة والتحرير في 25 أيار ارتحلت إلى دار البقاء السيدة الجليلة والأم العطوفة والدة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله دام حفظه، ازدحمت كل هذه الاحزان ولمّا تزل المقاومة ورجالها الصادقون في عهدهم مع الله ومع الناس، يواجهون العدو الصهيوني على تخوم البلاد ويواصلون ضغوطهم في الميدان حتى يوقف الصهاينة عدوانهم وحربهم المتوحشة ضد غزة وفلسطين، بل ضد المنطقة برمتها، ولمّا تزل هذه المقاومة الأبية أيضا تزف شهداءَ من مجاهديها الابطال وهم يؤدون واجبهم في الدفاع عن شعبهم ووطنهم وفي التضامن والمساندة للمظلومين والمعتدى عليهم والمحتلة أرضهم وديارهم في غزة وفلسطين”.
وقالت: “إزاء جرائم الابادة التي يواصلها الغُزاة الصهاينة في رفح – غزة والوحشية الموصوفة التي يمارسونها ضد المدنيين قتلا وإحراقا وإبادة واستباحة لكل معلم حياة، يتجدد عزمنا على المضي في خيار التصدي والمقاومة وعلى تحويل كل أحزاننا الى ارادة شجاعة يشحذها الصبر الجميل وتغذيها رؤية واضحة وثقة عارمة بنصر الله العادل والمقتدر”.
وإذ استحضرت “كل هذا المشهد، فإنما تفعل ذلك لتؤكد لأهلها وشعبها أن الفجر آت لا محالة، وان أوان انبلاجه لا يكون إلا بعد أشد لحظات الليل ظلمة وعتمة، وطالما أننا في مقاومتنا ننتصر لله ولخَلقه، فإن الله ناصرنا والله لا يُخلف وعده”.
ورفعت الكتلة “أسمى آيات العزاء للامة الاسلامية ولشعوبها المجاهدة لا سيما في دول محور المقاومة في ذكرى ارتحال الامام الخميني(قده)”، متقدمة من “قائد الامة ومرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن شعبها والمسؤولين كافة، ومن ذوي الشهداء القادة والمسؤولين والمجاهدين وعائلاتهم، ومن سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ومن والده وجميع أفراد أسرته، ومن أسرة آية الله الشيخ علي الكوارني ومن كل عوائل شهداء المقاومة الاسلامية وشهداء المقاومة في غزة وفلسطين بخالص التعازي لاستشهاد وفَقدِ أحبائهم”، مجددة عهدها بـ”مواصلة نهجهم في كل مسارها السياسي والنيابي والشعبي”.
واعتبرت أن “عجز مؤسسات المجتمع الدولي عن كبح ووقف العدوان الصهيوني وحملة الإبادة التي يُنفذها الكيان الغاصب ضد غزة وشعبها، هو اشارة خطيرة ورسالة سلبية الى الدول والشعوب الحُرة والمستضعفة ودعوة للإحتماء بالقوة الذاتية للدفاع عن الوجود والوطن والكرامة، وهذه الرسالة يتحمل نتائج مخاطرها بالدرجة الاولى الادارة الاميركية المُصِرة على وقاحتها ومَكرها ودعمها واحتضانها للكيان الصهيوني”.
ورأت أن “إصرار الصهاينة الغزاة على الاستخفاف بالرأي العام العالمي المناهض للعدوان على فلسطين، من شأنه أن يهدد الاستقرار، فضلا عن انه يسقط كل الادعاءات الصهيونية الكاذبة حول احترام الديمقراطية وحقوق الانسان”.
وأكدت الكتلة ان “الحراك من أجل توفير مناخات ملائمة لانجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان، هو محل ترحيب دائم طالما أنه لا يمس النصوص والاعراف والاليات الدستورية المعمول بها”.