من الواضح ان الجانب القطري لا يتوقف عن التحرك بشكل كبير لايجاد حلول للازمة اللبنانية، ومن الاكيد، وفق تصريحات المسؤولين القطريين خلال لقاءاتهم الخاصة، انهم يتمتعون بغطاء سياسي اميركي كامل.
لكن وبحسب مصادر مطلعة فإن الدوحة لم تعد ترغب، اقله في المرحلة الحالية، في ان تتدخل في التفاصيل، اي ان تطرح اسما معينا لرئاسة الجمهورية وتزكيته، او ان تضع فيتو على اسم آخر لا ترغب به.
وترى المصادر ان الدوحة ستركز على دعم الجيش وعلى ايجاد حلول سريعة لبعض الازمات المستجدة مثل منع توسع الحرب، ما سيجعلها اكثر ليونة سياسياً وقادرة على تعزيز وساطاتها واتصالاتها من دون اي مماطلة من قبل الاحزاب التي ترفض اي مرشح غير رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية.
وفي المعلومات الصحافية عن اللقاءات والمساعي الاخيرة للجانب القطري ان لا دعوة الى مؤتمر جديد في الدوحة على غرار ما حصل عام 2008، ولا تفاهم بعد على اي تسوية، ولا فيتو مطروحا على اي مرشح”.
وفي سياق متصل، علق مصدر سياسيّ مقرب من “قوى الثامن من آذار “على اللقاءات اللبنانية – القطرية التي حصلت مؤخراً، خصوصاً أنها جاءت على مستوى عالٍ.
وبحسب المصدر، فإنَّ لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في إيران، على هامش مشاركته في تقديم العزاء بوفاة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي، يُعدّ إشارة ملحوظة إلى أن هناك إرادة لبنانية للإستعانة بقطر لتفعيل دورها الأساسي على صعيد 3 عناوين: الأول ويرتبطُ بدورها في تحريك الملف الرئاسي، الثاني يرتبط بدورها في تثبيت دعم لبنان واستمرارها بالانخراط بملف النفط والغاز، فيما الثالث يتعلق حُكماً بأهمية حراكها على صعيد وقف حرب غزة.
ولفتت المصدر السياسي إلى أنَّ لقاء الرئيس السابق للحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط مع أمير قطر، يمثل أيضاً استكمالاً لما بدأه بري، خصوصاً أن ما يمثله جنبلاط من تأثير، يُعتبر مهماً جداً للضغط باتجاه إيلاء الدور القطري أهمية قصوى أكثر من السابق.
وبحسب المصدر، فإن حراك بري وجنبلاط على الخط القطري، يُعتبر الأول من نوعه منذ بداية الأزمة الرئاسية، فيما يتبين أيضاً أن هناك شيئاً ما بات يُحضر في الكواليس بشأن التسوية، وأضاف: “لبنان يحاول حجز دوره في الصورة الجديدة التي ستُرسم في المنطقة إثر حرب غزة، ولهذا السبب يأتي دور بري وجنبلاط على هذا النسق تأسيساً لمرحلة جديدة”.
المصدر: لبنان 24