بانتظار اللقاء بين الرئيسين الاميركي جو بايدن والفرنسي ايمانويل ماكرون في باريس في حزيران المقبل، والذي لن يغيب عنه ملف لبنان بشقيه السياسي والامني، ووسط تواصل فرنسي – سعودي على خط الأزمة بين ماكرون وولي العهد محمد بن سلمان، يترقب لبنان “مؤتمر بروكسل الثامن لدعم مستقبل سوريا والمنطقة” الذي ينظمه الاتحاد الأوروبي في 27 الجاري.
وفي هذا الاطار عقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات في الايام الاخيرة تحضيرا لورقة لبنان الى المؤتمر والتي سيحملها وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب المتجه الى بروكسل على رأس وفد ديبلوماسي واداري من “الخارجية”.
كما أعد مستشار رئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية سمير ضاهر ورقة عن ملف النزوح السوري، سيتم عرضها في المؤتمر فيما يعكف الوزير بو حبيب على تحضير كلمته بما يتماشى مع خطة الحكومة لعودة النازحين وترتكز على التوصية التي صدرت عن مجلس النواب الاسبوع الماضي وما صدر عن مقررات لمجلس الوزراء في نيسان العام 2023 .
وتوجه المدير العام للامن العام بالانابة إلياس البيسري إلى بروكسل ايضا، وتأتي زيارته أيضا في سياق دعم موقف لبنان في ملف النزوح، حيث التقى وسيلتقي عددا من المسؤولين الاوروبيين لوضعهم في أجواء الموقف اللبناني من ملف النزوح وأهمية تجاوب الاتحاد الأوروبي مع المطالب اللبنانية لا سيما وأن أزمة النزوح لم يعد بمقدور لبنان تحملها على كل المستويات وأنه لا بد من دعم عودة السوريين إلى بلادهم لا سيما وان لبنان هو بلد عبور وليس بلد لجوء.
ويصل الموفد الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان الى بيروت بعد ظهر الثلاثاء ويستهل مواعيده باجتماع مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، على ان يلتقي الاربعاء رئيس مجلس النواب نبيه برّي قبل اجتماعه بسفراء “اللجنة الخماسية” في قصر الصنوبر. ويتجه لودريان إلى استطلاع آراء المكونات السياسية حيال امكانية عقد حوار لبناني- لبناني في العاصمة الفرنسية، مع إشارة مصادر مطلعة إلى أن زيارة لودريان من شأنها إما أن تفعل المبادرة الفرنسية في حال نجح في أحداث خرق ما وإما أن تنهي المبادرة الفرنسية وتجمّد حراك “الخماسية” الذي لم يصل إلى أي نتيجة رغم اللقاءات التي عقدها السفراء مع الكتل السياسية كافة.
وسيلتقي لودريان خلال زيارته التي تستمر حتى الخميس كلا من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، كتلة الاعتدال الوطني، رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع، البطريرك الماروني بشارة الراعي، وعددا من النواب المستقلين والتغييريين.
ولفت أمس الرئيس بري إلى ضرورة الحوار والتشاور من دون إلغاء أي طرف أو تهميش أي مؤسسة وخاصة المجلس النيابي. وأبدى تقديره لكل المساعي الإقليمية والدولية التي تبذل ولاسيما جهود اللجنة الخماسية.
ويفترض أن تزور السفيرة الأميركية ليزا جونسون رئيس مجلس النواب نبيه برّي، قبيل سفرها إلى واشنطن، وذلك لوضعه في أجواء لقاءات “سفراء الخماسية” والعمل من أجل عقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية.
وفيما تستمر التهديدات التي يطلقها العدو باجتياح جنوب لبنان، اذا لم يستجب حزب الله للانذار الاخير، وتوعد بنيامين نتانياهو لبنان بمفاجآت عسكرية، رد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على نتنياهو بالقول “يجب ان تنتظر من مقاومتنا المفاجآت، وأنا لا أبالغ بذلك، وأودّ أن أقول لنتانياهو وحكومة العدو نحن في المقاومة درسنا كل الفرضيات والسيناريوهات التي يمكن أن تلجأوا إليها وكل خطواتكم، فلا خداعكم ينطلي علينا ولا ضغوط أسيادكم تنفع، وهذه المقاومة سوف تستمر”.
وأكّد أنّ هدف فتح الجبهة هو “اسناد غزة وأهدافنا وشعاراتنا واضحة”، والهدف الثاني لفتح الجبهة في الجنوب منع اي عملية استباقية للعدو باتجاه لبنان”.
المصدر: لبنان 24