نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيليّة تقريراً جديداً قالت فيه إنّ “حزب الله” يواصل تصعيد هجماته ضد إسرائيل بهدفٍ واضحٍ وهو “إنهاك إسرائيل”، وذلك من خلال زيادة عمليات إطلاق النيران والصواريخ باتجاه المُستوطنات وتعطيل حياة سكانها، مع تشديد “تعاون محور المقاومة”.
واعتبرَ التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنّه خلال الأسبوعين الماضيين، رفع “حزب الله” من مستوى عملياته، ويرتبطُ ذلك بعدد الهجمات بعيدة المدى التي تستهدف الأهداف الإستراتيجية المُختارة من قبل الحزب، بالتوازي مع إستخدام الأخير وسائل جديدة ضمن حربه، مثل الطائرات المُسيرة التي تُطلق الصواريخ.
ويضيف التقرير: “لكي نفهم إلى أين نحنُ ذاهبون، لا بد من العودة إلى خطاب أمين عام حزب الله حسن نصرالله الأخير قبل أسبوع في ذكرى وفاة مصطفى بدر الدين، وإلى المقال الذي كتبه أمس الصحافي اللبناني إبراهيم الأمين، رئيس تحرير جريدة الأخبار المُقرّبة من حزب الله. ما يتبين هو أن موقف حزب الله واضح جداً، والوضع يقف أمام خيارين: إما قبول عرض حماس لصفقة تبادل الأسرى والرهائن والخروج من غزة والاعتراف بالهزيمة الكبرى، أو الإستمرار في حرب الإستنزاف التي ستُرهق إسرائيل وتدفعها إلى الهاوية”.
يوضح التقرير أنّ مقال الأمين تحدّث عن إندماجٍ وثيق لقوى محور المقاومة، بما في ذلك عملية عسكرية مُشتركة هدفها تقويض إسرائيل بمرور الوقت، مشيراً إلى أنه خلال الأسبوعين الماضيين، هاجم “حزب الله” عشرات الأهداف الحساسة، ومن وجهة نظر الأخير، فإنَّ هذا السلوك يمنعُ الجيش الإسرائيلي من مهاجمة ما يريده.
وتعتبر “يديعوت أحرونوت” أنّ “حزب الله” يمارس الضغوط النفسية لخلق شعورٍ بالنصر، وذلك من خلال تغطيته للحرب واستخدامه الوعي بشكلٍ مُتطور، فضلاً عن تصوير كلّ هجوم ينفذه ضدّ الأهداف الإسرائيلية، وتضيف: “في المُقابل، لقد تلقى حزب الله خسائر كثيرة، منها مقتل قادة ميدانيين له وأكثر من 300 عنصر، بينما تم دفع معظم قوات الرضوان التابعة له إلى مسافة 5 كيلومترات من الحدود، فيما تم تدمير مستودعات عسكرية ومواقع لإنتاج الصواريخ الدقيقة وأنظمة الدفاع الجوي والبنى التحتية على الحدود”.
مع ذلك، فقد اعتبر التقرير أنهُ طالما لم يتمّ التوصل إلى “صفقة رهائن” في غزة، وطالما أنّ الحرب مُستمرة هناك، فإنه سيتعيّن على إسرائيل قريباً إتخاذ قرارٍ إستراتيجي في ما يتعلق بجبهة جنوب لبنان، لأن القتال هنا لم يعد محدوداً، والغرضُ منه إرهاق إسرائيل.
وأكمل: “من الناحية الإستراتيجية، فإن حزب الله حقق هدفه الرئيسي المُتمثل بإخلاء المستوطنات، لكن الضائقة في لبنان تكونُ أكثر حدّة عندما يكون الوضع الإقتصاديّ سيئاً، إذ تم تدمير أكثر من 1700 منزل بالكامل فيما لحقت أضرار بـ14 ألف مبنى في جنوب لبنان، ناهيك عن أضرار ألحقتها إسرائيل بالأراضي الزراعية”.
ورأى التقرير أن هناك عدد من أدوات الضغط في لبنان والتي يمكن لإسرائيل استخدامها، مثل الأهداف المدنية وتوسيع الهجمات شمالاً باتجاه بيروت، مع المخاطرة بحربٍ واسعة النطاق، ويضيف: “قد تستمرّ المعركة لأيام، وقد تؤدي أيضاً إلى صراعٍ واسع النطاق، لكن كما سنرى، فإن نصرالله يوسع الحملة رغم أنه غير مهتم بالحرب ويفضل إرهاق إسرائيل”.
التقرير يرى أيضاً أن تخبط إسرائيل الإستراتيجي ازداد سوءاً في الأسبوع الماضي بسبب العلاقات الغامضة بين عددٍ من المسؤولين هناك، ويقول: “هجوم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وردّ فعل الأخير تجاه الاول، ناهيك عن تصريحات عديدة، كلها تشير إلى حكومة متضاربة ومنقسمة ومليئة بالشكوك”.
وختم: “من الصعب إدارة الحرب في غزة بهذه الطريقة، لذا فإن إرسال الجيش إلى عمق الوحل اللبناني في نفس الوقت وإخبار الجمهور بأن الأمور ستكون على ما يرام لا يبدو سيناريو معقولاً الآن”.
المصدر: ترجمة “لبنان 24”