رعى وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى ممثلا بقائمقام البترون روجيه طوبيا، مهرجان الحديقة الشعري السابع الذي دعا اليه صاحب حديقة الشعراء ـ جران الشاعر عبدالله ابي عبدالله وأصدقاؤها بمناسبة صدور كتابه الجديد “شهداء الحب والوطن” الذي يتضمن قصتين اجتماعيتين وروايتين تمثيليتين للزجل والشعر الفصيح.
حضر المهرجان رئيس اقليم البترون الكتائبي الياس الياس، مختار بلدة اجدبرا شوقي مرعي ممثلا رابطة مخاتير منطقة البترون، السفيرة غرازيللا سيف ونخبة من الشعراء والادباء والمثقفين.
افتتح المهرجان الذي قدمه غسان عازار، بالنشيد الوطني ونشيد الحديقة، ثم أزيحت الستارة عن تمثال عميد الزجل أسعد الفغالي الملقب بـ”شحرور الوادي”.
طوبيا
ونقل طوبيا تحيات وزير الثقافة، وقال: “كلفني بهذه الاعباء وشرفني ان اقف في حضرة ادباء وشعراء واهل فكر فحسب لي ان اكون برعما في هذه الحديقة”.
اضاف: “راعي هذه الحديقة عندما اختار اسمها انما انطلق من ارض جران الطيبة، لم يطلق عليها اسم صالون او مبنى انما قصد تسميتها بالحديقة، وما ادراك ما هي علاقة اللبناني بالتراب والارض والخضار والجذور ولهذه التسمية معان كثيرة.”
وتابع: “ان وجودنا في هذه المنطقة مرتبط بهذه الارض وبكل حبة تراب فيها، وها هي الحديقة تتجدد في كل فصل وتتأقلم مع الريح والحر والجفاف والربيع والخريف انما تبقى حديقة زاهرة تتجدد كأنها عنوان للشباب تنفض عنها اثقال الشيخوخة لتقول من جديد ها انا هنا من جديد ضاربة جذورها في هذه الارض الطيبة”.
وقال: “أما راعي هذه الحديقة الاستاذ عبدالله فسعى طوال حياته لان يكون مثالا وجاذبا لكل صاحب قلم ولكل صاحب فكر، وذلك عن قناعة لديه بأن لبنان لم يبق ولم يأخذ طابعه الحضاري الا بفضل اهل الفكر والقلم والعلم والادب الذين خلد ذكراهم الاستاذ عبدالله في هذه الحديقة”.
أضاف: “في الحديقة ورود وياسمين واشواك وأشجار ضعيفة تنمو في فيء أشجار قوية ووافرة الظلال وممتدة الازمنة. والاستاذ عبدالله هو سنديانة، أرزة وافرة ظلالها ضاربة جذورها في عمق هذه الارض الطيبة على أمل أن تعمم هذه الامثولة في مدارسنا ومعاهدنا وقبل كل ذلك في بيوتنا”.
وتابع: “نحن اليوم في أزمة تربية ومواطنة وفي ازمة نخاف منها على اولادنا ونسعى لإبعادهم عن هذا الطوفان المخيف الذي يضرب عقولهم. انه الضيف الثقيل الذي يدخل الى منازلنا والى غرف نومنا والى كل الأماكن الخاصة بنا دون استئذان، حيث لا باب ولا نافذة لا في بيوتنا ولا في مؤسساتنا.”
واردف: “نحن نفقد المواطنة ونفقد عناوين الثقافة لننحرف الى امور مخيفة وكثيرة في حين أن هذا الوطن له علينا الكثير ويجب ان نحافظ عليه”.
وختم شاكرا عبدالله على مبادرته الثقافية، متمنيا له “العمر الطويل لكي يبقى جامعا لأهل الفكر والعلم فتبقى هذه الحديقة تجمع كل من يفكر ويكتب بمحبة”.
عساكر
وبعد قصيدة للشاعرة الدكتورة إنعام الاشقر بعنوان “لبنان” وعرض لمضمون كتاب أبي عبدالله، وقصيدة للشاعر الدكتور جوزف مقصود عن “حديقة الشعراء”، وكلمة للدكتورة برنا نعمه عن بلدتها دوما “ملكة الجمال العالمي”، قال الدكتور فوزي عساكر: “عبدالله ابي عبدالله هو موسوعة معارف في الشعر والادب والمعارف والتاريخ والتربية، إنه رجال في رجل”.
وتوجه الى أبي عبدالله بالقول: “ان ربيع حديقتك غطى حديقتك بشهادة الحب والوطن، فيا صديقي لو لم يمت الحب في قلوب الحكام لما مات الوطن، لو ان اولادهم كأولادك لما حرقوا ما زرعه الآباء والاجداد وتاجروا بالفضة لتسليم الوطن للأعداء وسكروا وقامروا بأموال شعب ولا زالوا يقامرون.”
ريشا
من جهته، استذكر الأديب مقبل ريشا طفولته في “حديقة الشعراء” حيث تعلم جودة الكلمة والشعر. وقال: “كلما زرت بلدتي جران خلت نفسي أمشي على تراب يتكلم”.
وخاطب الشباب قائلا: “لا تتنكروا للماضي فمن يتنكر لماضيه لا مستقبل له، وكأعشاب السطوح التي تيبس قبل أن تقتلع”.
وعرض لثلاث لوحات من طفولته، مستذكرا محطات مميزة في تاريخ بلدته.
ابي عبدالله
وفي الختام كانت كلمة شكر من صاحب الحديقة لضيوفها وباقة شعر من قصائده.
موسوعة
وتخلل المهرجان تقديم موسوعة أبي عبدالله وكتابه الجديد وجائزة مسابقة الحديقة عن أفضل بيتي شعر عنها فاز بها الشاعر ميشال شديد الذي ألقى مجموعة من قصائده.
ثم أولم أبي عبدالله على شرف ضيوف الحديقة.