اكد رئيس “تيار الكرامة” النائب فيصل كرامي أن “ملف رئاسة الجمهورية اساسي، وقد وضعنا خارطة طريق تبدأ بالحوار ومن ثم الذهاب الى جلسات مفتوحة تمكننا من انتخاب رئيس”، واعتبر أن “ملف النزوح السوري في ظل غياب رئيس يجب معالجته بالمنطق العقلاني”، مطالباً الحكومة ب “القيام بواجباتها بشكل سريع قبل انفجار الوضع في لبنان”.
كلام النائب كرامي جاء خلال جولة له على رأس وفد ضم مستشاره السياسي علاء جليلاتي، مسؤول الشؤون الدينية في “التيار” سمير التركي، امين الخزينة مهند دبوس، على فاعليات في مدينة صيدا، بدأها بلقاء النائب الدكتور عبد الرحمن البزري في منزله بالمدينة، في حضور نقيب الاطباء في صيدا الدكتور نور الدين البزري، رئيس تجمع المؤسسات الاهلية في صيدا ماجد حمتو، وائل البساط ، كامل شريتح وصالح البزري.
بعد اللقاء قال كرامي: “لا يمكنني زيارة مدينة صيدا من دون زيارة منزل اخي وصديقي النائب الدكتور عبد الرحمن البزري، البيت الذي نفتخر به كآل كرامة بمحبتنا لهم وصداقتنا أيضا، ليس فقط على صعيد العلاقة الشخصية التي تربطنا فحسب، بل على الصعيد الوطني والثوابت القومية والداخلية في بناء دولة القانون والمؤسسات والحفاظ على لبنان الواحد الموحد”.
أضاف: “إننا جسم واحد ونكمل بعضنا البعض. من هنا جاءت زيارتي اولاً الى منزلي، الا وهو منزل ال البزري الذي نعتز بصداقتنا معهم، على أمل أن تبقى هذه العلاقة وتثمر لما فيه مصلحة الطائفة وكل المسلمين ولبنان، عبر تثبيت الثوابت الوطنية والقومية والإسلامية”.
وعن الملف المتعلق برئاسة الجمهورية قال كرامي: “من غير الممكن أن ينتج هذا البلد سلطة تستطيع البدء بحل مشاكل الناس من دون انتخاب رئيس للجمهورية، ولكن وضعنا خارطة للطريق تبدأ بالحوار، ومن ثم نذهب الى جلسات مفتوحة ومتتالية تمكننا عندئذ من انتخاب رئيس، ودون ذلك لا أرى في الأفق أن هذا الأمر سيتحقق في المدى القريب، وهذه هي الحقيقة”.
وفي ملف النزوح السوري، أوضح كرامي “ننا على تنسيق دائم مع الدكتور البزري وزملاء آخرين في كتل نيابية مختلفة في موضوع النازحين السوريين، وتثبيتاً لما قلناه، نجدد اليوم موقفنا بأننا لسنا بالمطلق مع الوجود السوري في لبنان، ولكننا في الوقت ذاته لسنا ضده”، معتبراً أن “هذا الملف شائك وحساس ودقيق لارتباطات تتعلق بمصلحة لبنان، لجهة معالجة الملف بشكل منطقي وعقلاني، وعلى سبيل المثال هناك موضوع الداتا، والتي حتى هذه اللحظة لا معلومات لدينا عن اعداد السوريين الموجودين في لبنان، وهذه المشكلة يعانيها بلدنا منذ عام 2011 مطالباً مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بإعطائنا الداتا لمعرفة اعداد السوريين وحجم العمالة بينهم ومن هم النازحون الحقيقيون ؟ وكذلك الوضع الامني وعلاجه، وموضوع التواصل بين الدولتين اللبنانية والسورية”.
وسأل كرامي: “لماذا لا تتواصل الدولة اللبنانية مع نظيرتها السورية، في ما خص وضع النازحين لاسيما وان لدينا سفارات وليس هناك ما يمنع، بل على العكس هناك دول عربية عادت وفتحت سفاراتها في سوريا ودعيت سوريا الى جامعة الدول العربية. واذا كان هناك من حرج في مكان ما، فقد رفع، لذلك لم يعد هناك من عذر”.
واعتبر أنه “بالمقابل هناك ملفات حساسة لبعض السوريين الموجودين في لبنان لا يمكننا رميهم بالتهلكة، وعلاج هذا الموضوع بالاطر العنفية والمذهبية يؤدي الى الاحتقان لدى شريحة كبيرة من السوريين واللبنانيين قد توصلنا الى ما لا تحمد عقباه من صدامات نحن في غنى عنها، وعلى الدولة اللبنانية القيام بواجباتها وعدم التقاعس عنها، لانها اذا ما تقاعست عن اداء واجبها تترك المجال للمبادرات الفردية او الحزبية لادارة هذا الشأن وهو امر خطير”، محذراً من حصوله.
وتمنى على “الدولة اللبنانية القيام بواجباتها، وخصوصاً بعد ان اعطى مجلس النواب توصية ملزمة للحكومة لتقوم بها وبعد ما سمعه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في جامعة الدول العربية للقيام بواجبهم وبشكل سريع قبل انفجار الوضع في لبنان”.
البزري
ورحب البزري بالنائب كرامي في بيته، مثنيا على العلاقه التي تربط صيدا بطرابلس والتاريخ المشترك والقواسم الوطنية والقومية والعروبية المشتركة بين المدينتين، و”بالتالي زيارته لصيدا هي زيارة لأهله وهذا يظهر القواسم المشتركة الموجودة بيننا، وهي مبنية على اسس تاريخية ومستقبليه عصرية وحديثة”.
وقال: “بالطبع لبنان يعاني مشاكل متعددة، جزء منها تطرق لها النائب كرامي مرتبطة بالوجود السوري في لبنان وبالتوصية التي اعطاها مجلس النواب للوجود السوري في بلدنا”، معتبراً أن “لبنان بحاجة لان يعالج المشكلة من ملفين: الاول هو معالجة الوجود بحد ذاته وكيف يصبح هذا الوجود عبئه اقل على المواطن اللبناني وعلى المؤسسات اللبنانية، وعندما نتكلم عن العبء الاقتصادي والاجتماعي والامني الصحي وجميعنا نسمع بالاوبئة في الشمال والبقاع نتيجة الضغط على البنية التحتية” .
وتابع: “والملف الاخر مطلوب من الحكومة ان تعمل جاهدة بشكل انساني ووطني على العودة الآمنة والطوعية وتنظيم هذه الامور بالتواصل مع كل الجهات الدولية والمعنية، وصولا الى الحكومة السورية”.
وعن الوضع الامني في الجنوب قال: “نحن في صيدا عاصمة الجنوب والجزء الذي لا يتجزأ منه بكل شيء، سواء بأفراحه او أتراحه. وبالطبع جزء لا يتجزأ منه بمقاومته وبصموده. اليوم نرى أن الجنوب يتحمل فاتورة كبيرة، ليس فقط عن لبنان وانما عن الامة ايضا. هذه الفاتورة ندفعها عن قناعة، لأننا مؤمنون بالقضية الفلسطينية، ونعتبر ان الحق الفلسطيني يجب ان يصان ويتحقق”، مطالبا كل القوى اللبنانية “مهما اختفلت مساربها، ان تنظر الى الواقع الجنوبي من الباب الوطني، وان المواجهة مع العدو الاسرائيلي هي مواجهة وطنية وقومية بامتياز، وأن لبنان يحق له ان يدافع عن نفسه وان يستخدم كافة الوسائل المتاحة، والتي جزء اساسي منها هي مقاومته”.
وختم البزري: “علينا ان ننظر ايضا الى الوجود الفلسطيني في لبنان والى علاقة لبنان بالملف الفلسطيني”، لافتا الى “أننا نعرف ان العدو الاسرائيلي في فلسطين متعد على القرار 1701 وحتى على الاراضي اللبنانية، وبالتالي هناك مشاكل في ما بيننا، ونأمل الا يكون هناك حرب كبرى في لبنان والا يتوسع بيكار الاشتباكات”، مؤكدا “اننا ننظر الى ضرورة دعم الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية وصمود أهلنا في الجنوب الذين يدفعون فاتورة غالية” .