“ليس لدينا أي “خطوط حمراء فيما يتعلق بإسرائيل”.. بهذه العبارة كشف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، موقف بلاده، من الاحتلال الإسرائيلي بعد عزم الأخير اجتياح رفح، لكنه عقب بأن واشنطن لا تريد أن تشن إسرائيل هجوما شاملا على رفح.
وأوضح بلينكن في لقاء على قناة (إن بي سي)، الأحد، أن إسرائيل لم تقدم لهم خطة موثوقة، وأن مهاجمة رفح حيث يلجأ مليون ونصف مدني فلسطيني بدون خطة ستكون له عواقب وخيمة.
وأشار إلى أن إدارة بايدن قدمت الدعم الكبير لإسرائيل منذ 7 أكتوبر وستواصل هذا الدعم.
وردا على سؤال عن تهديد الرئيس بايدن بوقف الأسلحة وما هو الخط الأحمر لدى بايدن؟ قال: “عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، فإننا لا نتحدث عن الخطوط الحمراء هنا”.
ولفت إلى أنهم يجتمعون باستمرار مع إسرائيل في كل قضية ويحاولون حل المشاكل بهذه الطريقة.
وأضاف: “إن موقفنا من رفح واضح، لكن ليس من الصواب تعريفه على أنه خط أحمر”.
وفي حديثه لبرنامج “Face the Nation” على قناة CBS وذكر وزير الخارجية الأمريكي أنه بالنظر إلى الحوادث التي قُتل أو أصيب فيها أطفال ونساء ورجال في الهجمات الإسرائيلية على غزة، فمن “المعقول اعتبار أن إسرائيل لم تتصرف وفقا للقانون الإنساني الدولي في بعض الحالات”.
وسبق أن صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيانه، الأربعاء، أنه سيعلق مساعدات الأسلحة لإسرائيل إذا شنت هجوما كبيرا على رفح، ولقي بيانه ردود فعل كبيرة من إسرائيل والحزب الجمهوري في الولايات المتحدة.
وفي 5 مايو/ أيار الجاري، أغلقت إسرائيل معبر كرم أبو سالم التجاري على الحدود مع غزة، فيما تواصل إغلاق معبر رفح على الحدود بين القطاع ومصر لليوم السادس بعد أن أعلنت السيطرة عليه صباح الثلاثاء.
ورغم التحذيرات الدولية المتصاعدة تجاه توسيع العمليات العسكرية في رفح، دعا الجيش الإسرائيلي، صباح السبت، إلى تهجير سكان أحياء في قلب المدينة “بشكل فوري”، ليوسع بذلك عملياته التي بدأت الاثنين، شرقي المدينة.
وحذرت حركة “حماس”، السبت، من تداعيات سيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح وإغلاقه منذ الثلاثاء الماضي، ما “ينذر بكارثة إنسانية وتفاقم لحالة المجاعة في كافة أنحاء قطاع غزة المحاصر”.
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية، مما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.
وبالإضافة إلى الخسائر البشرية، تسببت الحرب بكارثة إنسانية غير مسبوقة وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، ونزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل نحو 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور التدابير المؤقتة من محكمة العدل الدولية، وكذلك رغم إصدار مجلس الأمن الدولي لاحقا قرار بوقف إطلاق النار فورا.
ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بهدف التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة وتبادل للأسرى والمحتجزين بين الطرفين.