نشرت مجلة “غلوبز” الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنه “لا نهاية لترسانة الأسلحة التي يمتلكها حزب الله”، مشيرة إلى أن هناك سيناريو قاتم مرعب يتمثل في نشوب حرب شاملة بين إسرائيل والحزب.
وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمهُ “لبنان24” إن لدى الحزب عدد كبير من الأفراد والوسائل من حيث الكم والنوع، مقارنة بحركتي “حماس” و “الجهاد الإسلامي” في قطاع غزّة، وأضافت: “الحزب مُتردّد في الدخول بحرب شاملة مع إسرائيل بسبب الوضع الإقتصادي المُتردي في لبنان، وليس مؤكداً على الإطلاق ما إذا كانت إسرائيل معنية في الوقت الحاضر بمثل هذه الحرب”.
وتابعت: “بما أنّ حزب الله مُتردد في الدخول بحربٍ شاملة مع إسرائيل بسبب الوضع الإقتصادي المُتردي في لبنان، فليس مُؤكداً على الإطلاق أن إسرائيل معنية بمثل هذه الحرب في الوقت الحاضر. في إسرائيل أيضاً، سيكون لحرب كهذه ثمن اقتصادي باهظ يفوق الثمن الذي تحمله الحرب الحالية”.
ويعتبر التقرير أنّ توازن الرعب في الشمال ينبع من تقدير وكالة المخابرات المركزية بأنّه لدى “حزب الله” ترسانة تضمّ حوالى 150 ألف صاروخ، وأضاف: “إذا شنت حماس الهجوم في 7 تشرين الأول بكمية غير مسبوقة تبلغ حوالى 3000 صاروخ وقذيفة هاون باتجاه إسرائيل، فإن حزب الله قادر على الحفاظ على معدل إطلاق النار هذا لمدة شهر ونصف تقريباً. وعلى سبيل المقارنة، خلال حرب لبنان الثانية عام 2006، أطلق حزب الله أكثر من 4000 صاورخ على إسرائيل – معظمها صواريخ كاتيوشا يصل مداها إلى 30 كيلومتراً”.
بدوره، يقول الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي “INSS” يهوشوا كاليسكي إنّ “قدرات حزب الله أكبر بكثير من “حماس”، ويضيف: “بالنسبة للحركة الفلسطينية، فإذا كنا نتحدّث عن امتلاكها نحو 20 ألف أداة جوية، فإنّ حزب الله لديه 150 ألفاً”.
ويشيرُ كاليسكي إلى أن “معظم صواريخ حزب الله هي قصيرة المدى (10-20 كلم)”، موضحاً أن هذه القذائف تتحدى القبة الحديدية الإسرائيلية لأنها تطيرُ على ارتفاع مُنخفض للغاية، ويضيف: “كذلك، هناك لدى الحزب صواريخ أطول مدى من طراز فاتح 110 وقذائف أخرى دقيقة بما في ذلك سكود D وسكود C بمدى تصل إلى 700 كم، أي أنها قادرة على تغطية كل إسرائيل”.
ويُكمل: “هناك أيضاً طائرات من دون طيار ذاتية الصنع تعتمد على الخبرة الإيرانية ويصل مداها إلى 400 كيلومتر، في حين أنه لا يُعرف عدد صواريخ كروز المملوكة من الحزب”.
ويقول تقرير “غلوبز” إنه سبق أن تذوقت إسرائيل إحدى قدرات “حزب الله” الجديدة خلال الأشهر الأخيرة على شكل تشغيل صواريخ “بركان” التي يصلُ مداها إلى 10 كيلومترات، ويضيف: “الخطر في بركان لا ينبع من المدى، بل من قدرته على حمل نصف طن من المتفجرات وهو صاروخ طوره حزب الله بنفسه بدعم إيراني، وهو الآن يستفيد من الخبرة التي اكتسبها في تشغيله في الحرب الأهلية في سوريا”.
كذلك، هناك وسيلة أخرى استخدمها حزب الله بالفعل على نطاق واسع نسبياً وهي صواريخ “ألماس 1” المضادة للدروع، ويُقال في إيران أن وزن هذا الصاروخ يبلغ حوالى 11.5 كيلوغراما، ويمكنه تتبع الهدف لمسافة تصل إلى حوالى 8 كيلومترات.
ويزعم كاليسكي أنهُ وفقاً لمعهد أبحاث مسح الأسلحة الصغيرة ومقره جنيف، يمتلك حزب الله أيضاً منظومات الدفاع الجوي المحمولة وهي صينية الصنع، وقال: “لقد تم العثور على 12 نموذجاً مختلفاً من منظومات الدفاع الجوي المحمولة تستخدمها المنظمات المسلة في 13 دولة ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الأعوام 2015-2023”.
وبحسب مجلة “غلوبز”، فإن الإيرانيين حرصوا على تجهيز “حزب الله” بطائرات من دون طيار كثيرة ومتنوعة أكثر من تلك الموجودة بحوزة “حماس”، وتضيف: “الحزب يمتلك طائرات مميزة مثل أيوب وأخرى هجومية مثل أبابيل. كذلك، لدى الحزب قدرات دفاعية جوية، حيث تمكن من اعتراض طائرة من دون طيار من طراز هيرمز 900 منذ حوالى الشهر”.
وتعليقاً على هذا الأمر، يقول كاليسكي إن “قدرات الدفاع الجوي لحزب الله كبيرة، وفي بعض الحالات يستخدم صواريخ بسيطة نسبياً، في حين أن هناك قذائف طائشة لا تستهدف هدفاً محدداً، ولكن عندما تجد الهدف، فإنها تطاله وتصيبه.
ميزة أخرى لـ”حزب الله” هي القوة البشرية، وهنا يقول تقرير “غلوبز”: “رغم أن أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله سبق أن قال قبل نحو 3 سنوات أن لديه نحو 100 ألف مقاتل، فقد قدرت وكالة المخابرات المركزية قبل نحو عامين أن التنظيم لديه نحو 45 ألف مقاتل، 25 ألف منهم من جنود الاحتياط، ويمكن أن يضاف إلى هؤلاء، كما ظهر منذ بداية الحرب، أعضاء حركة أمل وحركة حماس في لبنان وغيرها من المنظمات الاخرى”.
المصدر: ترجمة “لبنان 24”